نيويورك

أعد مايكل سلاكمان تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز، خصصه للحديث عن دولة قطر، التي تعد أرضاً مليئة بالأرقام الكبيرة رغم صغر حجمها، إذ ان بها ثاني أكبر معدل ناتج قومي للفرد في العالم، وثالث أكبر مخزون للغاز الطبيعي في العالم. ولكن قطر تتصدر بعض الأرقام الأخرى التي لا تُحسد عليها، لا سيما معدلات السمنة ومرض السكري والاضطرابات الجينية، وذلك وفق خبراء الصحة العالميين والمحليين.
ويوضح التقرير أن المواطنين القطريين، نحو 250 ألف نسمة، في دولة تعدادها نحو 1.6 مليون نسمة، يعانون من مشاكل صحية حقيقية تتعلق بأسلوب الحياة المرفهة الذي يشجع عليه عائد النفط الوفير، كما تتعلق بالتمسك ببعض العادات الاجتماعية القديمة مثل زواج الشباب من بنات العم.
ويقول الدكتور جاستين غرانثام، المتخصص في مستشفى العظام والطب الرياضي بقطر والمشارك ببرنامج تدريبي للحياة الصحية laquo;إننا نتحدث عن مشكلة السمنة المفرطة، والتي تترتب عليها تبعات صحية صعبة على المدى الطويلraquo;. ويشير التقرير إلى أن قطر، مثل سائر الدول الغنية بالنفط، شهدت تقدماً واضحاً في فترة قصيرة، مما دفع المواطنين إلى الهرب من حرارة حياة الصحراء إلى رفاهية المنازل مكيفة الهواء والخدم والوجبات السريعة.
في الوقت نفسه، حرص القطريون على حماية هويتهم التقليدية من قوى العولمة، حيث أصر العديد من القطريين على استمرار عادة زواج الأقارب، رغم ما ينتج عنه من تشوهات جينية وأمراض وراثية مثل العمى والتخلف العقلي. ويعلق الدكتور حاتم الشنطي، طبيب الأطفال والجينات المسؤول عن مركز الفحوصات الجينية بالدوحة، بقوله laquo;من الصعب التغلب على التقاليد، إنه تقليد تتناقله الأجيالraquo;. ويشير التقرير إلى أن قطر لا تعاني وحدها من مشكلة السمنة المفرطة أو انتشار مرض السكري أو الاضطرابات الجينية، إذ تعاني السعودية والكويت والبحرين والإمارات من الآثار الجانبية نفسها لأسلوب الحياة المرفهة والرغبة في الحفاظ على التقاليد. ورغم ذلك تتميز قطر عن الدول المجاورة، إذ تشير الرابطة الدولية لدراسة السمنة إلى أن قطر تحتل المرتبة السادسة عالمياً من حيث معدلات السمنة، وكذلك أعلى معدلات سمنة الصبية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بل إن أحد التقارير الأخيرة في صحيفة الوطن القطرية نقلت عن خبراء الصحة المحليين تنبؤهم بأنه في غضون خمس سنوات سيتم تصنيف 73 % من النساء القطريات و69 % من الرجال القطريين بالسمنة.
كما تحتل قطر المرتبة السادسة عشرة من حيث تشوهات المواليد بسبب زواج الاقارب، بينما تحتل السعودية المرتبة الثانية عالمياً. ويضيف التقرير أنه في جميع هذه التحديات، فضلت قطر التركيز على علاج تلك الأمراض بدلاً من الوقاية منها.