محمد الغيطى

أعلم اننى أسبح ضد التيار وأن بعض الكتابات بدأت من الآن منافقة الاخوان والسلفيين ومغازلتهم لانهم قادمون للحكم .. وقد وصل الأمر بأحد الكتاب انه طلب من زميل له متخصص فى تاريخ الاخوان أن قال له بالحرف الواحد laquo; أنا عايز كل حاجة كويسة عن الاخوان ماحدش عارف الايام الجاية ايه اللى هايحصلraquo;

وأنا أحسب هؤلاء من زمرة المنافقين الذين ورد فيهم الحديث الشريف: laquo; آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خانraquo; وكل كاتب أو ماسك قلم هو مؤتمن على هذه الأمة وإذا لم يصارح قارئه بالحقيقة ويكاشفه بما يعرف بلا تلوين أو حسابات المصالح فهو خائن وفاجر و اللهم قنا شر الخونة من أصحاب الأقلام . هذه المقدمة ضرورية لاننى وصلنى ردود مستفزة بعد مقالى الاسبوع الماضى عن تصريحات عبد المنعم laquo;الشتامraquo; عن استاذنا نجيب محفوظ بعض هذه الردود وصل الى حد القذف القذر والدعاء علىّ بالموت و الحرق أنا وأهل بيتى وبعض الردود كانت تهديداً واضحاً باننى إن لم أكف عن الهجوم على السلفيين فسيحدث لى ما لا يحمد عقباه ، وهذه التهديدات و للعجب ذكرتنى بتهديدات شلة أحمد عز و الحزب الوطنى بعد كل مقال كنت أفضح فيه رموز النظام الفاسد وتشهد سجلات الداخلية وإدارة الاعلام بالداخلية على الارقام الغريبة التى كانت ترسل لى تهديدات خصوصاً بعد مقالاتى عن فضيحة الانتخابات البرلمانية الشهيرة فى 2010 ودور أحمد عز فيها ، يا الله .. ها انا اكتب عن انتخابات مصر فى 2011 وتصلنى نفس التهديدات لكن بدلاً من الحزب الوطنى تأتينى من أحزاب السلفيين ، هل هناك تشابه أو تطابق ؟ نعم انه فى شهوة السلطة و السعار عليها . لذلك احترمت الشيخ محمد حسان رغم اختلافى مع بعض فتاواه وآرائه السياسية ، لكنه قال بوضوح ان استخدام اسمه للدعاية السياسية أو توظيف الدين للوصول للبرلمان شيء خارج عن الشرع ونوع من المكافيلية أى الغاية التى تبرر الوسيلة ، وهو نفس ما كتبته بالنص هنا وفى أكثر من مقال ، وأنا أسأل ماذا يريد هؤلاء الشتامون و النازيون الجدد من أى كاتب حر ؟ يريدونه أن يدخل حظيرتهم أو يسكتوه بالارهاب وهذا و الله هيهات أن يحدث طالما فينا نفس ، إن ما قاله المرشد العام السابق أول أمس لليوم السابع بأن من لا يريد حكم الاخوان عليه أن laquo;يمشى من مصرraquo; كلام خطير جداً أليس هذا هو نفس الفكر النازى و الفاشستى بطرد وإقصاء من يختلف معهم فى الرأى بل وطرده من البلد ، ألم يقل عاكف من قبل بأن المسلم الافغانى أو الماليزى أقرب إليه من جاره المسيحي المصرى و انه لو مش عاجبهم يمشوا ، فى البداية كان الكلام عن الاقباط فقط الآن الكلام عموماً أى عن المسلحين المختلفين معهم فى الرأى أيضاً ـ وهو ما جعل يعقوب السلفى يقول بعد غزوة الصناديق لو مش عاجبهم يروحوا كندا وأمريكا ، هذا كلام فى منتهى الخطورة والاستفزاز .
الأزهر وفتاوى الأقباط
أما فتاوى السلفيين فيما يتعلق بالاقباط فهى لا يمكن أن تصدر إلا عن أفراد يريدون الهلاك لهذا البلد بأقصى سرعة ممكنة وأقسم بأن الموساد الاسرائيلى لو خطط لنسف مصر و تفتيتها لن يجد خطة تنفذ على الواقع بحرفية وتعمد أكثر من هذا وقد جمع صديقى الكاتب الكبير القدير علاء عريبى مجموعة فتاوى ياسر البرهامى مثلاً على سبيل المثال فى عدة مقالات وهى كلها تعبر عن تفاصيل هذا المخطط العدوانى الشيطانى ضد مصر ولا أعلم كيف يسكت الأزهر الشريف على هذه الفتاوى التى تحمل قنابل نووية للفتك بنسيج المصريين ومنها هل يجوز علاج القبطى وهذا هو الرد : الاقباط كفرة ـ وهو ما ردده عبد المنعم الشحات أكثر من مرة مع الابراشى على دريم ـ لا يداوى النصارى لانهم أحط منزلة من البهائم لشركهم بالله وقولهم على غير الحق laquo;، وطبعا كان من الطبيعى أن يكفر البرهامى كل من يحمل شعار الوفد الهلال مع الصليب بل هاجم هذا الشعار الذى يعد بمثابة منجز عبقرى وخالد للمصريين فى مواجهة الاستعمار إبان ثورة 19 ، ثم فتوى طمس التماثيل والآثار وفتوى تحريم نقل دم المسلم للكافر (القبطى وغيره) وفى نفس الوقت تحليل نقل الدم الكافر للمسلم لان المسلم لابد من إنقاذه (شوف الكلام) وتحريم أكل اللحوم المجمدة و التى يصنع منها البرجر والكفتة و تحريم ارتداء ملابس عليها رسوم مثل ماركات ميكى أو غيره ، وطوفان الفتاوى رهيب ومثل بحر الظلمات وأنا أرجو المقارنة بين فتاوى رموز السلفيين فى مصر و فتاوى رموز الوهابيين فى السعودية على مواقعهم مثل ابن باز وابن عثيمين وستجد شبه تطابق ، و الغريب اننى كنت أراهن على تدين مصر الوسطى و المعتدل وكنا نسخر من تحريم الوهابيين مثلاً على النساء تناول الخيار أو النوم بجوار الحائط أو التبول واقفاً للرجال وكلها كان يسخر منها الشيخ محمد الغزالى و الشيخ الشعراوى و الشيخ طنطاوى ، لكن الآن وغداً سنسمع ما سوف يجعلنا فى سيرك كوميدى للفتاوى ووسط هذا السيرك أسأل اين الشيخ الطيب الدكتور أحمد الطيب .. أغثنا يا مولانا .