علي سعد الموسى

على شاشة التلفزيون العربي المحافظ تسرد هذه الأم الصومالية قصتها الموغلة في الحزن المخيف حد عودة الروح لأي ضمير ميت

على شاشة التلفزيون العربي المحافظ تسرد هذه الأم الصومالية قصتها الموغلة في الحزن المخيف حد عودة الروح لأي ضمير ميت: تقول الأم إنها بقيت ليوم كامل على قارعة الطريق في حيرة وهي تختار طفلاً واحداً من بين طفلين فرحلة الجوع لا تحتمل إنقاذ الاثنين. وبالطبع، اختارت الأصغر لأنها الفطرة ولأنه الجسد الهزيل الأخف حملاً. وكلما مشت قليلاً عادت مجبرة إلى طفلها وكررت هذه ndash; المشاوير ndash; مرات قبل أن تجزم بالرحيل. هل يستطيع أحد منكم أن يتخيل نفسه في هذا الخيار الموحش؟
وخذ في المقابل الموغل في التطرف أن الأباطرة من ndash; حركة الشباب ndash; الذين يتمسحون باسم هذا الدين الإنساني العظيم، يتوعدون كل منظمات الأرض الخيرية والإنسانية بالقتل والسحل ويتهمون كل ضمائر الأرض بالتنصير والتبشير ويهددون كل من ينوي أن يأتي لإنقاذ ملايين الأطفال والنساء بحرب ضروس. عن أي تنصير أو تبشير يتحدث هؤلاء من سدنة الفكر المتطرف بينما آلاف الآباء والأمهات أوهن من القدرة على حمل طفل جائع على الأكتاف. عن أي جوع يتحدث أباطرة العضلات المفتولة وهم يحملون الرشاشات والرصاص في وجوه تنضح بالدهن من التخمة. أم تختار الحياة لطفل من طفلين، وشاب يحمل من الرصاص أضعاف وزن العظام لطفل تتركه أمه على قارعة الطريق. وفي ثنايا هذا التهديد والوعيد لم تجد منظمات العمل الإنساني من وسيلة إلا أن ترمي الأكل بالطائرات من الجو. وللأسف الشديد فإن العالم الذي يعقد قمة ndash; الفاو ndash; من أجل هذه المجاعة المخيفة هو ذات العالم الإنساني الذي تتوعده ndash; حركة الشباب ndash; بالقتل وتحمل من أجله الرصاص بينما نحن في موقف المتفرج على هذا العقل الذي توهم الخيال: الأم بين النجاة أو الموت والمتطرف ما بين الجوع أو التنصير لسبب بسيط: لأن المتطرف في السلطة لم يعرف الجوع ولا الخيار ما بين طفلين.