جاسر عبد العزيز الجاسر

أهمل العرب العراق وتركوه ليعبث به الأمريكيون ويعقدون صفقات مع إيران ليصبح العراق مزرعة للنفوذ الإيراني تنفذ حكوماته المتعاقبة ما يصدر إليها من طهران، بمعرفة واشنطن التي هيأت للإيرانيين كل السبل لتضم العراق إلى ولاياتها في لبنان وسوريا. وظل العرب يتفرجون حتى ضاع العراق ليصبح ممراً للأسلحة والمقاتلين إلى سوريا للدفاع عن نظام الأسد، بل يُفرض عليه تقديم الأموال والنفط لدعم دمشق ولبنان الذي سُلم هو الآخر للنظام السوري منذ أكثر من أربعة عقود، ليتحول إلى مزرعة لتربية وتنمية أعوان إيران الذين فرضوا بقوة السلاح حكومة تأتمر بأمرهم، ومن يرفض تنفيذ إملاءات دمشق وطهران يقومون بتصفيته بسيارة مفخخة أو طلقة غادرة.

قائمة طويلة من شرفاء لبنان أُغتيلوا بدءاً بالشهيد رفيق الحريري، وقبل ذلك كمال جنبلاط، وآخرهم الشيهد اللواء وسام الحسن الذي كان آخر (المقاومين) من المؤسسة الأمنية اللبنانية التي أضحت تحت سيطرة السوريين عبر وكلائهم من السياسيين الذين باعوا الوطن والأمة للإيرانيين عبر حزب نصر الله الذي يدير عملاؤه مطار بيروت ويشرفون على كل من يدخل لبنان عبر هذا المنفذ الجوي. باغتيال اللواء وسام الحسن يكون لبنان قد انكشف أمنياً، وحسب الرسائل التي أُرسلت إلى النائب اللبناني أحمد فتفت والذي أظهرها بدوره عبر المحطات الفضائية، والمرسلة من هاتف نقال مصدره سورية، تهدد الرسائل النصية بأن اللواء وسام الحسن الأول من عشرة سيتم اغتيالهم لتفريغ لبنان من أي معارض للنظامين السوري أو الإيراني.

قبل ذلك كشف وسام الحسن مؤامرة سورية كبيرة، من خلال قيام الوزير اللبناني السابق ميشيل سماحة بنقل كمية كبيرة من المتفجرات من سورية إلى لبنان بسيارته الخاصة، لاستعماله في تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية.

كل هذا يضاف إلى عمليات الاختراق والاستهداف اليومية للحدود اللبنانية من سورية، حيث يتم إطلاق الصواريخ وقذائف المدفعية على القرى اللبنانية المتاخمة للحدود، والتي أدت إلى مقتل العديد من اللبنانيين المدنيين.

ماذا يريد السوريون والإيرانيون وحلفاؤهم الذين ينفذون مخططاتهم؟

بوضوح وبلا لبس، هدف دمشق وطهران نقل الأزمة السورية إلى الأرض اللبنانية، وتحويل الأنظار إلى بيروت وطرابلس لتوسيع مسرح العنف الذي صنعه النظام السوري والمتحالفون معه بعدم الاستجابة إلى طلبات الشعب السوري بالتغيير. وبدلاً من القيام بإصلاحات حقيقية لجؤوا إلى القتل والمجازر التي يريدون توسيع دائرتها بضم لبنان إليها. ولهذا يتطلب أن يتحرك العرب قبل فوات الأوان حتى لا يصبح لبنان ولاية كاملة تُضَم لإمبراطورية الصفويين التي تتشكل حدودها من العراق مروراً بسورية ولبنان.