علاء عريبي

من الصادق والكاذب فى قضية التسجيلات الخاصة بالرئاسة، الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية ورئيس حزب الحرية والعدالة السابق والقيادي بجماعة الإخوان، أم الدكتور عصام العريان مستشار رئيس الجمهورية والقيادي فى جماعة الإخوان؟، إصرار الدكتور العريان علي أن رئاسة الجمهورية تقوم بتسجيل المكالمات يضعنا أمام الخيار الصعب: من الكاذب فيهما؟، كما يضعنا كذلك فى مواجهة قضية على قدر كبير من الخطورة وهى التسجيل للمواطنين دون إذن قضائي، هل هى حلال فى فقه جماعة الإخوان أم حرام؟.

قبل عدة أيام أثيرت مشكلة استقالة النائب العام وقبوله العمل فى وظيفة سفيرنا بالفاتيكان، وخرج أحد مستشارى الرئيس القانونيين وأكد ان القرار تم اتخاذه بسبب عدة قضايا، وكذب النائب العام ما تم إعلانه من قبل الرئاسة، ونفى تماما تقديم استقالته أو قبوله وظيفة السفير، ووسط احتدام هذه الأزمة خرج علينا الدكتور عصام العريان وأكد موافقة النائب العام وأن مكالمته التليفونية التى وافق فيها على الاستقالة مسجلة فى الرئاسة، ويومها قام العريان بتهديد النائب العام بأن يقبل الوظيفة أو ..، بعد هذه التصريحات هاجت الدنيا على الرئاسة، هل بالفعل الرئاسة تسجل للمسئولين والمواطنين دون علمهم؟،
بالطبع هذه أثارت حفيظة النائب العام، لذلك حرر مذكرة رسمية وأرسلها للرئاسة يستفسر: هل بالفعل تسجل المكالمات دون إذن قانوني؟، وما هي وظيفة الدكتور عصام العريان بالرئاسة؟، المتحدث الرسمي للرئاسة خرج للصحفيين في صبيحة اليوم التالي وكذب فيه تصريحات الدكتور العريان، وأكد أن المكالمات لا يتم تسجيلها، بعد هذه التصريحات هدأت النفوس بعض الشيء تجاه الرئاسة ولكنها لم تهدأ تجاه العريان، والطريف ان الأخير لم يستسلم بل فاجأ العالم أجمع مساء أمس الأول بإصراره على ما سبق وصرح به، بأن المكالمات يتم تسجيلها، ولكنه أضاف هذه المرة كلمة التوثيق، مؤكدا على حسابه في تويتر أن المكالمات يتم تسجيلها للتوثيق وليس للتجسس، وبسبب إصرار العريان على تسجيل المكالمات أصبحنا أمام إما ــ أو ، إما أن الرئاسة تكذب أو أن العريان هو الذى يكذب، ونظن أن التحقيقات التى يجريها النائب العام فى هذا الإطار سوف توضح لنا من هو الكاذب!.
ومهما كانت النتيجة فكلاهما مر ومؤلم، لماذا؟، لأن كليهما من جماعة الإخوان، وأن كليهما يدعو للأخلاق الكريمة وإلى تطبيق شرع الله، والمؤسف أن جميع أعضاء الجماعة يعلمون جيدا أن التجسس حرام، وأن الله عز وجل نهى عن التجسس، وذلك فى قوله تعالى: laquo;ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاraquo; الحجرات 12، وهو ما يجعلنا نسأل جماعة الإخوان: هل فقهكم يحل التجسس على غير الأعضاء بالجماعة؟، هل مرجعيتكم الفقهية تحل لكم التجسس على الليبراليين والديمقراطيين والناصريين والاشتراكيين والمسيحيين واليهود وغيرهم؟، هل لأنهم من أهل الجاهلية أم من الخارجين علي الملة؟، هل فقهاؤكم أحلوا لكم التجسس لدرء المفاسد؟، وهل تسجلون المكالمات التي تتلقونها على هواتفكم المحمولة أو الأرضية فى المنازل لدرء المفاسد؟، هل تسجلون كذلك المكالمات التي تتلقونها فى مقر الجماعة؟، هل لو احتجنا نص مكالمة جرت بين المرشد إحدي القيادات السياسية أو الحزبية سوف نعثر عليه بسهولة فى أرشيف المكالمات التليفونية الخاص بالجماعة؟، نأمل ان تكون المكالمات تمت أرشفتها حسب الشخصية والأيديولوجية والمنصب والموضوع والتاريخ، المدهش فى الدكتور العريان أنه يطالبنا بأن نفهم الفرق بين التجسس بهدف التجسس، والتجسس بهدف التوثيق، فالأخير على حد رأيه حلال حلال.


اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - من الكاذب العريان أم الرئاسة؟