مكرم محمد أحمد

اصبح الخلاف حول اي شيء وكل شيء السمة الغالبة علي حياتنا الفكرية والسياسيةrlm;,rlm; بسبب حالة الاستقطاب الحاد التي تقسم المجتمع المصري الي فريقينrlm;,rlm; دعاة الدولة المدنية ودعاة الدولة الدينيةrlm;,rlm; وغياب الحوار الصحي بين الفريقين حول قضايا عالقة كثيرةrlm;,rlm; تتعلق بالدستور وحق المرأة في المساواة مع الرجل دون قيود تفرغ هذا الحق في مضمونهrlm;,rlm;

والأولويات الوطنية المتعلقة بتطبيق مبادئ الشريعة أم الالتزام بأحكامها دون اعتبار لمتغيرات العصر, ومدي التطابق بين فوائد البنوك التجارية وحالات الربا التي نص عليها الدين, والقيود المفروضة علي حرية الرأي والتعبير ابتداء من حبس الصحفيين في قضايا النشر الي اطلاق دعاوي الحسبة ضدهم, والتدخل اليومي المزعج في شئون المؤسسات الصحفية القومية وعدم احترام نصوص القانون التي تجعل عقاب الصحفي وساءلته امرا من صميم اختصاص النقابة صاحبة الولاية الوحيدة علي جدولها.
ومع الاسف لا يتوافر المناخ الصحي الملائم لإدارة حوار جاد بناء وحر حول هذه القضايا, يستند الي العقلانية الرشيدة والرغبة المخلصة في الوصول الي حل وسط, وضرورة تحقيق حد ادني من التوافق الوطني كي تسير المركب وتبلغ شاطئ الأمان علي العكس يتخندق كل طرف في مواقعه الحصينة ليرشق الطرف الآخر بالسهام والحجارة وأقذع صور السباب التي يمكن ان تصل الي حد التكفير والاتهامات المرسلة بإفساد اخلاقيات المجتمع, والخروج علي احكام الدين مقابل الاتهام بالتخلف والنكوص الي الخلف ومعاداة التقدم والرغبة في الاستحواذ ورفض الآخر!
وفي أحيان قليلة خاصة في الازمات الصعبة ترتفع بعض الصيحات تطالب باستئناف الحوار للخروج من المأزق, وتقريب الهوة السحيقة بين الطرفين!, لكنها تقابل بالهواجس والشكوك والإحساس بانعدام الجدوي من الحوار بسبب سوابق عديدة تشكك في حسن المقاصد والنيات!
والآن لم يعد لدينا للتخفيف من وطأة هذا المناخ الثقيل الذي اوصلنا الي حائط مسدود, سوي ان نتغني بخلافاتنا التي لا تجد حلا, ونعتبرها امرا صحيا وعلامة مهمة علي اليقظة والحيوية والتفاعل وهو امر غير صحيح بالمرة, لان الخلافات الصحية هي التي تقود الي حوار صحي, يبدأ بقبول الآخر وينتهي بالتوافق علي حلول وسط, اما غير ذلك فخناقات تمزق فيها وجوهنا وملابسنا ومواقفنا, ونتقاذف فيها بالحجارة الي ان يدمي بعضنا بعضا.