محمد صالح المسفر

(1) اعترف باني اواجه صعوبة في ملاحقة الشأن العربي نظرا لتعدد ذلك الشأن، في الاسبوع الواحد تتكاثر مصائب امتنا العربية ولا شك بان المشتغل بالقلم يجد صعوبة في معالجة شأن عربي واحد في ذلك الاسبوع لانها قضايا متشعبة ومتلاحقة.
هذا الاسبوع طالعنا محمود عباس بموقفه الصريح والمشين من حق العودة الذي انكره على نفسه، وانه لن يسمح باي انتفاضة فلسطينية تطالب بحق العودة، وان فلسطين عنده هي الضفة الغربية وقطاع غزة وحدودها خطوط الرابع من حزيران عام 67. هذا الموقف يحتاج منا نحن اهل القلم ان نمعن النظر في هذا الشأن لنبين مخاطره على الحقوق الفلسطينية. حدث اخر هو مقتل رجال شرطة في مدينة العريش المصرية شمال سيناء على يدى مسلحين مجهولين في الوقت الذي تجري عمليات تطبيع فتح معابر رفح بين مصر وغزة واعتراض اسرائيل ومحمود عباس على فتح المعابر. عملية الاغتيال هذه لا شك بانها ستشغل صانع القرار المصري وتربكه وخاصة بعد مظاهرات لرجال الامن مطالبة باقالة وزير الداخلية الجديد ومحافظ شمال سيناء الى جانب ما يشغل القيادة السياسية المصرية اليوم من هموم وانقسامات محلية.
الحوثيون في اليمن يستعرضون قوتهم في ذكرى يوم الغدير تحت توجيه وتمويل الرئيس السابق علي عبد الله صالح نكاية بحكومة عبد ربه منصور، وفي جنوب اليمن حراك انفصالي ممول ومدرب ومسلح من قبل ايران لمواجهات دامية ضد وحدة اليمن واستقراره، والشأن اليمني مقلق ومخيف ويحتاج منا جميعا نحن العرب تضافر كل جهودنا لانقاذ اليمن من محنته وفي اسرع وقت.
الخليج العربي قلنا ونكرر القول انه في مهب الريح، هذه الكويت تهدد بانزال الجيش الى الشوارع لمواجهات مع الشعب المطالب بتفعيل الدستور لا بالالتفاف عليه من قبل السلطة السياسية العليا وفي هذه الحالة اذا نزلت قطرة دم على تراب الكويت بفعل الجيش او اعتقالات قيادات سياسية فان الكويت ستواجه عواقب وخيمة لا سمح الله.. البحرين كل يوم يمر على الازمة بين المعارضة والحكومة دون حل جوهري سيقود البلاد برمتها الى كوارث سياسية يصعب حلها، وذلك ما سينعكس على اهلنا في السعودية والامارات المتحدة.
الغارة الجوية الاسرائيلية على السودان وتدمير مصنع ذخيرة متواضع المهم ان الحكومة السودانية اصدرت بيانات متناقضة ومرتبكة، والحق انها وقعت في حيص بيص كما يقول المثل الخليجي ولا شك بان الطائرات الاسرائيلية المعادية مرت في اجواء بعض الدول العربية فاذا علموا بمرور تلك الطائرات المعادية في اجوائهم وسكتوا عنها فتلك مصيبة وان لم يعلموا فالمصيبة اعظم. يلاحظ المواطن العربي انه ولا حكومة عربية او احزاب سياسية ادانت وشجبت واحتجت على ما فعلته اسرائيل باهلنا في السودان، اليس ذلك التجاهل وصمة عار في جبين الحكومات العربية؟
( 2 )

في الدوحة تجري مداولات بين اعضاء المجلس الوطني السوري لتوحيد الجهود والاتفاق على قيادة موحدة عسكرية وسياسية وتوسيع دائرة العضوية ولكن الاسى يعتصر الفؤاد 'تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى' الاسلاميون يقولون، والقوميون يقولون والليبراليون يقولون قولا اخر والعلمانيون لهم رأي في الكل، بمعنى اخر المجلس الوطني السوري عبارة عن قبائل واحزاب ونحل وملل تسمع كلامهم يعجبك تشوف مواقفهم تستعجب والنظام الحاكم في دمشق يحرق الاخضر واليابس في سورية الحبيبة والمعارضة ما برحت مفككة وكل يريد ان يكون الزعيم، تصريحات السيدة كلنتون عن تجاوز المجلس الوطني لم تأت من فراغ لان بين اعضاء المجلس من يُسمع رأيه في واشنطن اكثر من قيادة المجلس وهنا الخطورة. المجلس العسكري السوري متهم بمحاباة جماعة مسلحة على حساب جماعات اخرى وانه فشل في توحيد المعارضة المسلحة. سمعنا ان قيادات عسكرية ذات رتب عالية من خيرة ضباط الجيش السوري قد انشقت عن النظام لكنها اصبحت بلا دور في ميدان المواجهة المسلحة مع النظام لان مجموعة من الضباط صغار الرتب العسكرية يقودون العمل المسلح تنقصهم الخبرة القتالية وفنون الحرب والوعي السياسي بابعاد ما يفعلون وما يقولون.
نموذج ذلك معركة حلب هل وضعت لها خطة عسكرية امداد وتموين واستطلاع واتصالات مؤمنة. معارك تحرير المدن لها استراتيجيات خاصة ولها اسلحة خاصة ووحدات قتالية خاصة وهذا مع الاسف لم يتم في حلب. المجلس العسكري متهم بالانانية والانحياز لقطاعات مسلحة ضد قطاعات اخرى، جماعات مسلحة مختلفة لا رابط بينها ولا تنسيق ولا توزيع ادوار ميدانية، وكل له مصادر تمويله وكل له مرجعيته، لواء التوحيد الاسلامي يختلف عن جبهة النصرة، لواء احفاد الرسول وكذلك الجماعات الجهادية كل منهم له سبيله. اقول : كثرت المصائب على العقل العربي الامر الذي قد يعجزه ملاحقة تلك الكوارث.
اخر القول: دعوة الى المجلس العسكري الثوري والمجلس الوطني السوري المدني اتحدوا واخلصوا عملكم من اجل انقاذ سورية الحبيبة قبل فوات الاوان.