تركي العازمي

سيشهد هذا الأسبوع الحسم السياسي في قضايا أقامت الدنيا ولم تقعدها.. فغدا تحكم المحكمة في قضية شطب المرشحين الثمانية، وتنظر في قضية اقتحام مجلس الأمة، وإساءة المناور وبعد غد قضية الصواغ والطاحوس والداهوم وقد يشهد هذا الإسبوع مفاجآت جديدة لم تخطر على بال البعض!
وشطب المرشحين وفق معيار السمعة وبث وزارة الإعلام رسائل نصية تحض على المشاركة في الانتخابات والتسابق المحموم على رفع القضايا قد ولد علامات استفهام لدى كثير من المتابعين... وليس بالضرورة من أطراف المعارضة بل حتى المجموعة laquo;الصامتةraquo; كسرت حاجز الصمت وبدأت تتساءل: ماذا بعد؟
إن السيناريو الذي تم حبكه بطريقة متسلسلة في وقائعها لا يمكن التنبؤ بتوابعه من قبل الكثير، لكن في اعتقادي إن تسلسل الأحداث والتقدم بطلب ترخيص مسيرة laquo;كرامة وطن 3raquo; من شأنه أن يحدد الخطوة القادمة سواء في طبيعة الاحتجاجات حيال ما سيظهر قريبا أو تترك المسألة ليوم الإنتخاب الذي أشغل رموز العمل السياسي بين مشارك ومقاطع!
والمقاطع له أسبابه والمشارك له وجهة نظره ولا بد من احترام الجانبين، ونتمنى أن تخرج لنا الارقام الفعلية كي يحكم الجميع على نسبة المشاركة... والغريب أن البعض يتحدث ويستنتج من عملية الشطب بأنها ستطول معظم نواب المعارضة... والله أعلم!
وكنت أقول لمجموعة من الأصدقاء، إذا كانت المعارضة تخطط للوصول إلى أهدافها فلا تظنون إن الجانب الآخر غافل، إن الأمور تم رسمها بعناية وهي تهدف إلى إقصاء نواب الغالبية والكتاب واضح من عنوانه!... ورغم أن الكويت قد مرت بأزمات سياسية بدءا بالحراك الشبابي 1932 وانتهاء بالمجلس الوطني مرورا بتزوير انتخابات 1967 وأحداث 1986 نفهم أمرا في غاية الأهمية، وهو أن جيل الأمس لم تكن متوفرة له وسائل الإتصال الحالية ولم تكن ثقافة المجتمع أشبه بما يتمتع به شباب اليوم من فكر وثقافة عاليتين وخصوصا في الجانب السلوكي!
وقد يعتقد البعض بأن المعارضة لن تصمد كثيرا، وأن كثير من المعارضين ستتغير مواقفهم وهو تفكير من وجهة نظري خاطئ، لأن الخلاف غير مرتبط في انتخابات 5+1 كما ذكرت في مقال سابق، إنها عملية مكافحة للفساد وحماية للمجتمع من أوجهه التي تتغير في المواقع لكنها متطابقة في السلوك الفاسد!
وقد يظن البعض أن أفضل وسيلة للدفاع عن بعض المواقف وإن كانت تشوبها مخالفات دستورية وشبهات تنفيع وتطبيق للقانون laquo;على المشتهىraquo; هو الهجوم...إنه دفاع غير سليم فمن سيهجم على من... ومن هو الخاسر في نهاية المطاف؟
نحن من سيخسر... ونذكر هنا الجموع بالأعوام السابقة التي شهدت استجوابات تجاوز عددها 20 استجوابا، وكثير من أعضاء الطاقم الاستشاري لا يصلحون للعمل في الحقل الاستشاري في عصر قنوات التواصل الإجتماعي laquo;تويترraquo; وlaquo;فايسبوكraquo; وغيره... إنه عالم مختلف وبحاجة إلى عقلية مختلفة، والهجوم غير المبرر والمبرمج هو من جعل ردة الفعل المعاكسة غير قابلة للرجوع إلى محاور الإختلاف!
إننا مقبلين على تقلبات سياسية إجتماعية في غاية الحساسية، وإن لم تتم معالجتها بعقلية متزنة حكيمة ورحيمة، فلن نصل إلى نقطة الإلتقاء بين الجمعين. والله المستعان!