بيروت

تتسارع وتيرة التحضيرات لانطلاق المحاكمة في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في 25 مارس المقبل امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وذلك بعد نحو ثمانية أعوام على تفجير 14 فبراير 2005 الارهابي الذي وقع على الواجهة البحرية لمدينة بيروت.

وفي هذا السياق، ترأس قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة دانيال فرانسين جلسة تمهيدية (عصر اول من امس) في مقر المحكمة في لايتسندام (هولندا) لضمان سير إجراءات المحاكمة والتحقيق، فيما كان رئيس المحكمة دايفيد باراغوانث يصل الى بيروت للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين.
واحتلت المذكرة التمهيدية التي سبق أن قدّمها مكتب الإدعاء في 15 نوفمبر الجاري وتتضمّن قائمة الشهود الذين يعتزم استدعاءهم أثناء المحاكمة وقائمة البيّنات التي ينوي عرضها كأدلّة الحصة الاكبر من الجلسة، إذ قدّم محامو الدفاع عن المتّهمين الأربعة من laquo;حزب اللهraquo;، سليم عياش، مصطفى بدرالدين، حسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا، الكثير من الملاحظات، متوقفين عند ما سموه الثغر الواردة في نص المذكرة، سواء لجهة دقة وجودة مضمونها أو ما وصفوه بـ laquo;الوضع اللوجستي الكارثيraquo;، ومنتقدين عدد الأدلة المقدمة والذي يبلغ 13170 دليلا، ورفع عدد الشهود من 66 شاهداً إلى 566، معتبرين أنّ الأمر ليس إلا تكتيكاً لإغراق مكاتب الدفاع وإنهاكها.
ورد مكتب الادعاء على هذه التهم، مشيراً إلى أن 20 في المئة فقط من الشهود سيحضرون للإدلاء شهاداتهم، مضيفين أنّ 386 دليلاً إضافياً ستقدّم إلى المحكمة.
كما توقّف الدفاع عند ملف جدول تسلسل الاتصالات الذي يستند إليه مكتب الادعاء، فأشار إلى الاختلاف في قاعدة البيانات، ما دفع القاضي فرانسين إلى التوقف عند هذا الأمر وطلب التوضيح من الادعاء والطلب منه تسهيل المهمة أمام محامي الدفاع الذين طلبوا laquo;المساعدة في الأسابيع المقبلة للحصول من مكتب المدعي العام على المستندات والمعلومات الضرورية في الوقت المناسب كي نفهم ما هي التهم الموجهة ضد موكلينا ولنفهم ما هي الأدلة التي يعتبرها المدعي العام ذات الصلةraquo;.
وتجدر الاشارة الى ان المذكرة التمهيدية التي أودعها مكتب الادعاء أمام قاضي الإجراءات ونشرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على موقعها الإلكتروني النسخة العلنية المموّهة عنها تستند بحسب الادعاء الى 13170 دليلاً على المتهمين الاربعة بالتحضير وتنفيذ عملية اغتيال الحريري.
ووفق المذكرة وهي من 50 صفحة تضمنت سردا مفصلا وحيثيات عن مجريات التحقيقات في ملف اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، فان laquo;اغتيال الحريري كان تتويجا لتحضير واسع النطاق من مجموعة مختارة من الاشخاص اما بمهارات او خبرةraquo;.

وذكرت ان الحريري خضع للمراقبة laquo;خلال 50 يوما على الاقل حيث جرى رصد اماكنه، منازله، البرلمان ومسرح الجريمةraquo;، فضلا عن التنسيق في عملية شراء السيارة laquo;الميتسوبيشيraquo; المستخدمة في التفجير المحملة بكمية 2500 كيلوغرام من الـlaquo;تي ان تيraquo;، وlaquo;اختيار شخص (ابو عدس) ليعلن زورا عن مسؤوليته في العمليةraquo;.
وتحدثت المذكرة عن ان بدر الدين (51 عاما) laquo;سبق ان دخل الكويت باسم الياس فؤاد صعب العام 1984، حيث حضر هناك لعمليات إرهابية عدة، بينها واحدة بواسطة انتحاري قاد شاحنة محملة متفجرات الى السفارة، وحكم عليه بالاعدام، لكنه فر من السجن عندما حصل الغزو العراقي على الكويت عام 1990raquo;.
وبعدما افردت المذكرة باباً واسعاً للشبكات الهاتفية الخمس المستعملة في laquo;التحضير للجريمة وارتكابهاraquo;، عرض فاريل لجرم المؤامرة، فاعتبر laquo;ان بدرالدين وعياش واعضاء فريق الاغتيال هم اعضاء في فريق المؤامرة في وقت مبكر، وانضم اليهم عنيسي وصبرا وlaquo;أس15raquo;. وفند الاتصالات المجراة من الشبكات الخمس في اطار التحضير للعملية، بدءا من 11 نوفمبر 2004 وبدء مراقبة تحركات الحريري، مرورا بالتحضيرات الاخيرة قبل يوم من التفجير، وصولا الى يوم تنفيذ الجريمة.

وبعدما فصّل فاريل laquo;مسألة اعلان ابو عدس زورا مسؤوليته عن عملية التفجيرraquo;، اشار الى إن بدر الدين رصد، ونسق بالاشتراك مع عياش جميع التحضيرات لتنفيذ الاعتداء الإرهابي بما في ذلك رصد مساكن الحريري، البرلمان وساحة الجريمة النهائية، من بين أماكن أخرى، ومراقبة تحركات الحريري وشراء سيارة الفان الميتسوبيشي التي استخدمت كسيارة مفخخة لتنفيذ الاعتداء. كما laquo;أن بدر الدين رصد تنفيذ الاعتداء من فريق القتلة. وبالإضافة إلى تنسيق التحضيرات للهجوم الإرهابي مع بدرالدين، نسّق عياش تنفيذ الاعتداءraquo;.
وتابع laquo;أما عنيسي وصبرا، فشاركا في اختيار أبو عدس كشخص مناسب لاستخدامه في تزوير الادعاء بالمسؤولية عن الهجوم. كما شارك عنيسي في عملية إخفاء أبو عدس. وبعد تنفيذ الهجوم، شارك عنيسي وصبرا في بيانات تزعم زوراً مسؤولية الاعتداء، وضمان أن يتم تسليم الشريط والرسالة التي تتضمن الاعتراف بالمسؤولية زوراً إلى قناة laquo;الجزيرةraquo; وأن تقوم الجزيرة بنشر الشريطraquo;.
وتتضمن المذكرة أيضاً توصيفاً للبيانات الفردية لكل من المتهمين وارتباطهم بالأسماء الوهمية والمزورة التي استخدموها، بما في ذلك الأعمال التي يقومون بها كامتلاك بدرالدين laquo;لمحل مجوهرات معروف باسم سامينو، إلى جانب مركب يحمل الاسم نفسه وشقة في منطقة ساحل علما في جونيه كان يستخدمها للترفيه عن أصدقائهraquo;.


ولفت الادعاء الى laquo;أن أحد تلفونات مصطفى بدر الدين استعملته ابنته زهرة لمرحلة من الزمن، كما أن هواتفه كانت تضم أسماء مرافقيه ومسؤولين في حزب الله وصديقاته وزملاء له في الجامعةraquo;، كاشفاً انه laquo;في الثانية من فجر 15 فبراير 2005، بعد الجريمة، بعث مصطفى بدر الدين من التلفون الموجود على اللائحة الزرقاء رسالة قصيرة الى إمرأة كتب لها فيها: laquo;ستحزنين كثيراً إن عرفت أين كنتraquo;.