عبده خال


بعض المسلمين أكثر ضررا على الإسلام حين يقدمونه على غير ما أنزل، أو على غير ما أراد الله له أن يكون، سواء في الدعوة أو من خلال النماذج المتحدثة به وعنه، أو من خلال اقتراف الإرهاب تحت ردائه ..وكم كان الضرر كبيرا حين شاع في العالم أن المسلمين بشر لايعرفون إلا سفك الدم، وكلما تحسنت الصورة بواسطة مسلمين عارفين بعمق واتساع سماحة الإسلام جاء آخرون إلى إعادة الكرة في تشويه ملايين الملايين من المسلمين.
يحدث تشويه الإسلام في جوانب مختلفة ومع هذا التشويه نجزم أن لا غالب لدين الله .
المهم أننا نقف الآن على إساءة جديدة (من قبل مسلمين) سوف تحدث مالم يتكاتف العالم الإسلامي كدول في إيقاف ماعزم عليه مخرج إيراني من تجسيد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال فيلم سينمائي، يتناول سيرة المصطفى ودعوته للإسلام، وتقول الأخبار أنه يجري الآن تصوير الفيلم.
واعتراضي على تجسيد الأنبياء والرسل كون هذا التجسيد ينزل النموذج من حالته الفريدة إلى حالة المكرر والمنسوخ، ومن حالة اصطفائه في زمنه بواقعية ذلك الزمن وظرفيته في كل شيء إلى واقعية مجسدة في زمن راهن يقيس الأشياء وفق مقاييسه التي تعجز عن تمثل زمنية الأنبياء والرسل كما أن التجسيد يخل بإبقاء الرسل في حالة متخيلة تتناسب مع القدسي والغيبي إلى حالة تجسيد أداء يمكن انتقاصه عند المشاهدة فالعين تقلل من وهج المجسد إذ أحدث ما لا يتلاءم مع التقاطها للحدث بينما يعيش الأنبياء والرسل في مخيلتنا كوهج ترسمه المخيلة بما يتناسب مع مكانتهم المصطفاة.
وخبر تجسيد شخصية الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لا يتناسب معه الشجب أو الاستنكار والانتظار إلى أن يتم عرض الفيلم...فهذه المفردات صاحبت تجسيد سيرة النبي يوسف عليه السلام إلا أنها لم تكن كفيلة بمنع تجسيد نبيين هما يعقوب ويوسف عليهما السلام.
وعجزت أيضا الاستنكارات من حجب تجسيد مريم عليها السلام ..كما أن التحذيرات لاتجدي أيضا فحين يتقدم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بالتحذيرات تظل (كلاما) غير ملزم لأي طرف آخر بعيدا عن مظلة الأزهر، وتجسيد الأنبياء ليس مقترنا بالمسلمين فحسب فربما يأتي هذا الفلم من أي بقعة من العالم وكان الأجدر أن تتحرك منظمة العالم الإسلامي بخطوة استبقاقية منذ (الرسوم المسيئة) والتي اقترحت فيها أن تتحول المطالبة عالميا (من خلال هيئة الأمم المتحدة) باستصدار قانون يجرم المساس بالأنبياء سواء كان هذا المساس بالرسل عليهم السلام، أو بالعقائد ومن غير هذا القانون فلن تكف أي جهة من إحداث مايسيء إلى مشاعر المسلمين أو اليهود أو المسيحيين على السواء .
فالعالم غدا يسير على قضبان القوانيين التي تجرم الأفعال المسيئة لمشاعر أي أمة من الأمم، ومالم تتحرك منظمة المؤتمر الإسلامي مدعومة بتأييد دولها الإسلامية إلى إيقاف تجسيد شخصية الرسول عليه أفضل الصلوات والتسليم فإننا عن قريب سنجد الفيلم متداولا في كل مكان ..كما أن الحدث لاينتظر اجتماعات ومراسلات هو بحاجة إلى سرعة قصوى أسرع من ترددنا بملايين المرات .