احمد المرشد

كنت أتمنى أن أخصص مقالي هذا للتهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى كل المسلمين باليمن والبركات، ولكن الظروف السياسية التي تحيط بالبحرين أبت أن أكتب عن خصائص الشهر الفضيل الذي يفترض أن ننسى فيه همومنا ونلجأ إلى المولى عز وجل لعلنا نبدأ الشهر المبارك وننهيه ونحن أقرب إلى العلي القدير بخير الأعمال وأصلحها.

ولكن ما باليد حيلة كما يقولون، فالجيران لا يفضلون لنا ولهم خالص الأعمال وإنما يفضلون أسوأها، بدليل التصريحات الاستفزازية التي خرجت من إيران وتطالب بأن تكون البحرين على جدول أعمال المحادثات النووية الدائرة بين طهران وبين مجموعة (5+1) وهي المفاوضات الفاشلة والتي تستغلها إيران لتلعب على عامل الوقت وتسويف القضية لحين إطلاق صاروخها النووي الأول. ولكن الخطة الجهنمية مفهومة، فما تحاول إيران القيام به من تصرفات تمثل انتهاكا لسيادة مملكة البحرين ومحاولة إدخال اسمها في القضايا الإقليمية ذات الأولوية الإيرانية.

ونحن نتفق جميعا مع النائب سوسن تقوى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب عندما وصفت المطلب الإيراني بأنه مجرد محاولة يائسة لصرف النظر عن انتهاكاتها النووية وما تمر به طهران من عقوبات اقتصادية وظروف دولية صعبة. فإيران اعتادت أن تصرف الأنظار عن مشاكلها الداخلية، ولذلك فهي تحاول التدخل في شؤون الغير سواء بالتهديدات العسكرية (إغلاق أو إحراق مضيق هرمز في وجه الملاحة البحرية) أو تخويف الغير وترهيبهم بقوتها العسكرية الجبارة (تعلن كل يوم عن مناورة عسكرية وبحرية جديدة مع زعم استخدام وتجريب أسلحة جديدة من صنع إيران)، ثم رأيناها حديثا تماطل الغرب وتطلب إقحام البحرين في مسألة غير ذات اختصاص وهي دمج البحرين في المفاوضات النووية.

اللعبة الإيرانية بدأت بكلام لا يخرج إلا من سفيه أو حاقد أو رجل ذهب عقله إلى غير رجعة هو وقادته، ولا يهمنا اسم هذا المعتوه ولكننا في إطار مبدأ الشفافية الذي نتحلى به ووفقا لما يتمتع به إعلامنا من حرية وهو ما لا يتوفر في إيران، نقول إن مزاعم تزويد الغرب للبحرين بغازات كيماوية قاتلة استخدمتها قوى الأمن ضد أبناء الشعب البحريني مثل من يقول إن إيران على وشك إطلاق مركبة فضاء غدا!.. ثم ما علاقة ما يجري في البحرين من أمور داخلية تشهدها معظم دول العالم من بعض القلاقل والتوترات ndash; مع العلم بأن إيران تعلم تماما سبب تلك التوترات ndash; وبين الملف النووي الإيراني الذي يبحثه الغرب مع السلطات الإيرانية.

ويكشف هذا التداخل الذي تنتويه إيران ما يدور في عقلها الباطن تجاه البحرين، فمآربها لم ولن تنتهي، وتفكر كل يوم في أمر جديد لإخضاع البحرين لأغراضها وأهدافها وسلب حرياتنا وممتلكاتنا وإثنائنا عن بناء مشروعنا الوطني الإصلاحي التنموي الجاد. فمآرب إيران في البحرين معروفة وهي لا تنكر ذلك مستقوية بما تقول عنه امتلاكها لقوة عسكرية ضخمة وجبارة، وتناست أن الله يقف مع الحق وليس مع الباطل، وإلا نجح ابنها المدلل في سوريا بشار الأسد في إخماد ثورة شعبه ضده. وما يجهض مخططات إيران، أن قيادة المملكة تعلم تماما إبعاد هذا المخطط وكشفت أبعاده وأبلغت به القوى الدولية..فهو مخطط إرهابي يستند إلى مزاعم لا يرددها سوى أناس غير أسوياء. وهذا يتطلب من الشعب والحكومة والقيادة التكاتف معا من أجل مواجهة هذه المخططات المسمومة، فالوحدة قوة والتكاتف خيار لابد منه في الوقت الراهن، فنحن أبناء وطن مسلم واحد، لا فرق بين هذا وذاك، وكل بحريني وطني مخلص لشعبه ووطنه يتمسك ببلده ولا يبيعها للآخرين.

وقد أدعو الإيرانيين شعبا وسياسيين ومسؤولين إلى تصفح موقع العربية نت لكي يستوعبوا كيف يفكر العرب في الشأن الإيراني، فقد تصفحت الموقع صدفة لاستبيان التصريحات الإيرانية الرسمية تجاه البحرين، ولا أكشف فرحتي واعتزازي بكل ما قرأته من تعليقات القراء، فإذا جاء ذلك في مقال أو تحليل سياسي لتعرضنا لاتهامات من إيرانيين بأننا ضد الفارسيين ، ولكنها آراء شعبية عفوية تعبر بحق عن مكنون العقل العربي. فمثلا جاء أول تعليق معبرا تماما عندما اتهم إيران بأنها تتخبط بمشاكل داخلية وخارجية وتريد خلط الأوراق وإقحام أي موضوع لصرف النظر عن مشاكلها ومشاكل أنظمتها وأعوانها التي تساندهم في البحرين أو سوريا - وهي وهم أنظمة وأعوان متهالكون ومنتهون الصلاحية ويلفظون أنفاسهم النجسة الأخيرة. ولكم أعجبني تعليق الشاب السعودي الذي أجاد فوصف quot;مؤسسة صناعة القرارquot; في إيران بأنها قوة صاعدة مدعومة من طرف الماسونية الصهيونية المتواجدة بروسيا وأوروبا وأمريكا. وقد تقدمت إيران في مشروعها النووي عبر ماسونييها الصهاينة لكي تصبح دولة نووية، والغبي من يظن عكس ذلك.

ويعلق قارئ آخر ndash; فلسطيني ndash; قائلا: quot; ضحكوا علينا بصرخاتهم لتحرير الأقصى ونهايتهم اقتربت وستنكسر على عتبات دمشق على يد أحفاد خالد بن الوليد وأبناء الفاروقquot;. ويستغرب ثالث من الكثيرين الذين ما زالوا يدافعون عن هذه الدولة كما استغرب هرولة بعض القادة الإسلاميين المفترض أنهم سنة إلى هؤلاء.. والعالم كله يرى ماذا تفعل إيران بأهل السنة في الأحواز وماذا تفعل مع أهل السنة في سوريا ومحاولاتها الفاشلة في قلب حكم البحرين. ويحذر رابع الجامعة العربية من ترك البحرين وسوريا لإيران