بيروت

بدا واضحاً من quot;جملةquot; ردود الفعل أن مشروع quot;قانون إيرانquot; الانتخابي الذي أقرته quot;حكومة الانقلابquot; لن يمر، بعدما توالت أمس بيانات النعي لقانون يُنتظر أن تتم مراسم دفنه في مجلس النواب، لا سيما على المحور المسيحي، مع إعلان رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع رفضه قانوناً quot;يؤمن مصالح فريق 8 آذارquot;، في موازاة تأكيد حزب quot;الكتائبquot; على لسان النائب سامي الجميل quot;أن القانون مرفوض لأنه مغاير لما اتفق عليه في لجنة بكركي، وأتى على قياس واضعيهquot;، في وقت اعتبره النائب بطرس حرب quot;ترجمةً واضحة لسياسة إيرانيّة-سوريّة في لبنانquot;.


في الموازاة، تتجه الأنظار إلى موقف بكركي، حيث من المتوقع أن تعقد اللجنة المولجة متابعة قانون الانتخاب الأسبوع المقبل اجتماعاً، لتقويم ما أقرته الحكومة، وتحديد الموقف منه، في وقت نقلت quot;وكالة الأنباء المركزيةquot; عن أوساط اللجنة أن quot;المشروع النسبي على النحو الذي أقرته الحكومة لا يبدو قابلاً للحياةquot;.
في المواقف، أكد جعجع quot;أن خلفية القانون هي تعويم قوى quot;8 آذارquot; أكثر من صحّة التمثيلquot;، واستغرب سير العونيّين بالقانون الذي أقرّته الحكومةquot;، لافتاً إلى quot;أننا سنستمر بما اتّفقنا عليه في لجنة بكركي عبر المطالبة بقانون الدوائر الصغرى، أي المقاعد الثلاثة أو الاثنين أو المقعد الواحد في الدائرة الواحدة لأنّه يؤمّن التمثيل الصحيح انطلاقاً ممّا اتّفقنا عليهquot;.
وإذ أوضح quot;أن quot;القوّات اللبنانيّةquot; على quot;تنسيق مباشر مع quot;تيّار المستقبلquot;، أشار إلى أن quot;أيّ مشروع انتخابي سيُطرح من قبلنا سيكون بالتوافق مع حلفائناquot;، لافتاً إلى أننا quot;لا يمكن أن نسير مع فريق quot;يقصقصquot; الدوائر بحسب حساباته الانتخابية لأنّه مدرك أنّه خاسرquot;.
أما حرب فاعتبر أن quot;إقرار مشروع النسبيّة هو ترجمة واضحة لسياسة إيرانيّة-سوريّة في لبنانquot;، لافتاً إلى أنّ هذا المشروع جاء وفقاً quot;لتقسيمات إدارية مدروسة ستؤدي إلى استكمال الانقلاب على إرادة الأكثرية الحقيقية للشعب اللبناني وإيصال أقلية تابعة لها الى السلطة، ما يسقط النظام الديموقراطي القائم على الانتخابات الحرة والعادلة نهائياًquot;.
وإذ شدد على أن quot;المشروع لن يمرّ في المجلس النيابيّquot;، قال: quot;سنحاول استبداله بالمشروع الوحيد الذي يؤمن صحة التمثيل السياسي لشتى فئات الشعب وأجياله وفعالية ذلك التمثيل، حسب ما ورد في اتفاق الطائفquot;، داعياً رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) الذي يعتبر حارساً للوحدة الوطنية ورمزاً لأحكام الدستور، أن يطلب إعادة طرح الموضوع على مجلس الوزراء بغية تعديل هذا المشروع قبل إرساله إلى مجلس النواب لأنه يعلم تماماً أن هذا المشروع سيؤدي الى انقسام عمودي وطائفي في المجلسquot;، محذّراً من quot;السير بهذا المشروعquot;.
وفي السياق، أكد الأمين العام لـquot;تيار المستقبلquot; أحمد الحريري أن مجلس الوزراء رسم بـquot;خبثquot; خريطة سياسية جديدة للوطن تتطابق مع مصلحة الحزب الإلهي وسوريا وإيران، سائلاً: هل يتحمل رئيس الجمهورية ومعه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي المسؤولية التاريخية بتحويل لبنان الى مستعمرة تابعة لوليّ الفقيه؟ وما هي مصلحتهما في السير بهكذا قانون، فيما quot;تيار المستقبلquot; والنائب وليد جنبلاط يرفضانه؟quot;.


14 آذار


وسط هذه الصورة، أكدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن quot;لحظات سقوط نظام الرئيس بشار الأسد الوشيك حدث تأسيسي آخر في لبنان والمنطقة يشكل فرصة تاريخية أمام اللبنانيين للانطلاق نحو سلامهم الدائمquot;. ووجهت دعوة quot;سلام دائمquot; بين اللبنانيين من جهة وسوريا والمنطقة من جهة أخرى، محددة السلام الذي تدعو اليه بـquot;سلام دائم بين اللبنانيين على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، وسلام دائم في العلاقات اللبنانية السورية على قاعدة الاخوة والندية، وسلام دائم في المنطقة على أساس قرارات الشرعية الدولية ومشروع السلام العربيquot;، مؤكدة quot;الحاجة الى اتصالات مع كل القوى والشخصيات لبلورة مبادرة وطنية جامعةquot;.


القادري


في غضون ذلك، شن عضو كتلة quot;المستقبلquot; النائب زياد القادري هجوماً عنيفاً على بعض الأجهزة الأمنية التي تتعرض لنازحين وتضيّق على سوريين وناشطين لبنانيين، في معرض إثارته جديد تجاوزات جهاز الأمن العام، quot;بعد قيامه بمنع مدير حملات quot;آفازquot; في العالم العربي وسام طريف من مغادرة لبنان ومصادرة جواز سفرهquot;. وحمل مسؤولية ذلك إلى quot;الحكومة اللبنانية المتواطئة مع النظام السوري، والخاضعة له، والتي لم تتخذ أي تدبير أو إجراء لمحاسبة بعض الأجهزة الأمنية التي تخالف القواعد القانونية المرعية الإجراءquot;، لافتاً إلى أن quot;هذه الممارسات لا تقتصر فقط على جهاز الأمن العام، بل تتعداه إلى جهاز أمني آخر، حج رئيسه أكثر من مرة إلى دمشق، لتزويد رئيس جهاز المخابرات السورية بمعلومات عن النازحين السوريينquot;.