جاسر عبد العزيز الجاسر

من شاهد النقل التلفزيوني لحالة اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري في الأردن لا بد وأن شعر بالألم والمعاناة والقنوط الذي يسيطر على من كان في المخيم الذي أقيم في منطقة صحراوية نائية، لم تصمد خيمة أمام الأجواء المناخية، فقد أسقطت الرياح أعمدة الخيام وجلس اللاجئون تحت شمس حارقة ووسط هبوب رياح ساخنة مصحوبة بالأتربة يسميها الإخوة الأردنيون بـ(الطوز).

هذا الوضع المأساوي للاجئين السوريين في الأردن والذي يتوقع أن يرتفع عددهم إلى أكثر من 150 ألف لاجئ تتطلب تحركًا سريعًا من الأشقاء في الدول العربية، ولقد تابعنا أيضًا من خلال النقل التلفزيوني، كما كانت فرحة وعودة الأمل إلى اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري عند وصول أولى دفعات الجسر الإنساني السعودي بعد وصول الحافلات والسيارات المبردة الناقلة للأغذية وسيارات النقل الكبيرة التي أوصلت كميات كبيرة من الأغذية والأدوية والألبسة والخيام والبطاطين وبعض أجهزة التبريد والكهربائية التي يحتاجها اللاجئون في مثل هذه الأجواء الحارة التي تسيطر على أجواء المخيم تجعل من وصول هذه المواد الكهربائية مهمة جداً وهي بالإضافة إلى المواد الغذائية والطبية والملابس ستخفف كثيراً من معاناة هؤلاء اللاجئين السوريين الذين فروا من جحيم نظام ظالم يمارس القتل والتعذيب ضد شعبه الذي لم ير سبيلاً غير الهروب إلى خارج بلادهم وترك منازلهم وأسرهم ومدنهم للنجاة من استهداف نظام بشار الأسد الذي يتوسع في ارتكاب المجازر ضد أبناء الشعب السوري الذي أصبح أكثر من ربعه مهجراً داخل القطر، حيث وصل عدد المهجرين إلى أكثر من مليون ونصف مليون سوري فيما وصل عدد اللاجئين الفارين خارج سورية والموجودين في تركيا ولبنان والأردن أكثر من نصف مليون سوري، إضافة إلى الفارين إلى دول أخرى كالعراق والجزائر ومصر ودول أخرى.

حتى الآن تتميز المساعدات السعودية والتي تتدفق إلى مخيمات اللاجئين في الأردن وفي طريقها إلى المخيمات الأخرى في تركيا ولبنان وهو ما اعتادت المملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً من القيام بمثل هذه الأعمال الخيرية التي نرجو أن تكون حافزاً للدول العربية الشقيقة أن تتنافس مع المملكة في هذا العمل الذي يعد العمل الوحيد الذي يفخر الإنسان والدول في التنافس وتحقيق السبق الأول فيه.