شيخ دين يتابعه مئات الآلاف من الشباب على التويتر نزل له شريط على اليوتيوب بتاريخ 21 يناير الماضي، يقول فيه إن ملائكة على خيول بيضاء كانت تقاتل مع ثوار سوريا في درعا ومعمم موتور في لندن يطلق قناة تلفزيونية تبث أناشيد : quot;عائشة في النارquot;.


إيلاف : ينبّه صالح القلاب الى مشكلة ما زالت قائمة منذ فتنة صدر الإسلام، وتتلخص في أن quot;أهل المذاهب الإسلامية لا يعرف بعضهم بعضاً وأنهم في غالبيتهم بقوا يعتمدون، في اتخاذ مواقفهم، في هذا الصعيد المهم والخطير جداً، على مفاهيم وثقافة عصور الانحطاط وعلى شائعٍ موروثٍ لا علاقة له إطلاقاً بحقائق الأمورquot;.

ومن الأمثلة التي يسوقها القلاب حول ذلك ، ان الكثير من أهل السنة، quot;لا يعرف حتى على مستوى بعض رجال الدين الذين نصّبوا أنفسهم كناطقين باسم المذاهب الأربعة الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، عن المذهب الجعفري الإثني عشري قبل أن يحكم وبعدما حكم في إيران إلا ما كتبه عن هذا المذهب بعض (الانطباعيين) الذين اعتمدوا على روايات ملفقة غير صحيحة وعلى كتابات متحيزة سلفاً، وعلى ما انتهى إليهم من مواقف عنصرية فارسية اتخذت من التشيع غطاءً لنزعاتهم الشعوبية القديمةquot;.
يقول القلاب في مقال له في صحيفة الجريدة الكويتية quot;لا يجوز لأي من أتباع المذهب الجعفري الإثني عشري أن يتخذ معركة القادسية، التي أدخلت أهل فارس في الإسلام العظيم وحررتهم من عبادة النار ومن الاعتقاد بالخزعبلات، مبرراً للتهجم على العرب وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم، فهذا المنطلق الشعوبي الذي، وللأسف اتسع وتعمق بعد انتصار الثورة الإيرانية (الخمينية)، هو منطلق متعصبي القومية الفارسية الذين مازالوا يحنون إلى إمبراطوريتهم بامتداداتها وتوسعها في المنطقة والذين هم في دواخل أنفسهم يتخذون موقفاً سلبياً ضد الإسلام، لأنه قضى على هذه الإمبراطوريةquot;.
ومعركة القادسية وقعت في 13 شعبان 15 هـ / 16 - 19 نوفمبر 636م بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص والفرس بقيادة رستم فرّخزاد انتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم في القادسية في العراق.
ويقلق سعد بن طفلة العجمي من أجواء الاحتقان الطائفي في كل مكان، قائلا quot; تفتح التلفزيون فتجد شكلًا غريباً يشبه أشكال البشر ينفث سموم الحقد والكراهية دون رادع أو وازع، تفتح رسالة إلكترونية لتجد تسجيلًا مصوراً quot;يوتيوبquot; يظهر معمماً يتقيأ كلاماً يعف القلم عن ذكره، تتابع مواقع التواصل الاجتماعي فتجدها تعج بالتراشق الكلامي الطائفي النتن، وتتخلل كل هذا وذاك دعوات يوجهها دعاة الكره والتحارب أنفسهم، وهي دعوات تحث على التلاحم والوحدة الوطنية ورص الصفوف وسد الخلل! إنهم كمن يقتل القتيل ويسير في جنازته، ينفخون في نار الفتنة ويدعون للوحدة في الوقت نفسهquot; .
ويزيد العجمي القول quot;تلامس هذا الاحتقان والشحن الطائفي حين تقول رأياً: إن انتقدت المعارضة في البحرين، بحثوا عن مذهبك قبل أن يسمعوا رأيك: أنت سني- ناصبي، لذا كان موقفك هكذا! وإن انتقدت النظام وأنت سني، فأنت ساذج لا تعرف طبيعة الشيعة وأهدافهم ومؤامراتهم عبر التاريخ! وإن كنت شيعياً يقف إلى جانب النظام، فقد اشتروا موقفك بالمال وخنت الطائفة ووقفت ضد الحقquot;.
ويرى العجمي انه في ظل الأجواء الطائفية، وفي ظل الاحتراب الطائفي، فان هناكquot; معيارًا واحدا وحسب، هو الذي يحدد الموقف منك، وهو الذي يفسر الأشياء بسهولة ويسر، يغيب العقل في هذه الأجواء، وتصبح أي محاولة لفهم طبيعة ما يجري بطريقة علمية وعقلية ضرباً من الخبل ونوعا من السذاجة. التفسير الطائفي للأمور هو أسهل أدوات التحليل، وهو استراحة العقل ومخدر التفكير quot;.
وعلى الصعيد ذاته يذكّر القلاب quot; هناك جهل بين قطاع واسع من أتباع المذهب الجعفري الإثني عشري، حتى على مستوى رجال الدين وأصحاب العمامات السوداء، تجاه أهل السنة وتجاه المذاهب السنية، وكذلك تجاه مواقف السلف الصالح والخلفاء الراشدين، وبخاصة سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب، والإمام علي بن أبي طالب وrdquo;بِضْعةrdquo; رسول الله فاطمة الزهراء رضوان الله عليهم جميعاً، ولقد تعزز هذا واتخذ أبعاداً قومية فارسية في ذروة استفحال الشعوبية، وبعد ذلك في عهد الدولة التي أسسها إسماعيل الصفوي، صاحب فرية ولاية الفقيه التي يتصدى لها عدد من كبار آيات الله من المراجع الشيعيةquot;.
وبحسب القلاب في مقاله في جريدة الشرق الاوسط فان هذا quot;لا يقتصر على السنة والشيعة فهناك أيضاً جهلٌ من أهل السنة بالتحديد بباقي المذاهب الإسلامية وبخاصة المذهب ldquo;الأباضيrdquo;، الذي يحسب على ldquo;الخوارجrdquo; زوراً وبهتاناً، والمذهب الزيدي في اليمن الذي هو مزيج من المذهب الحنفي وفكر ومفاهيم محمد الباقر إضافة إلى المذهب الإسماعيلي الذي تشتت وتحول إلى فرق لا حصر لها، ولاشك في أن بعضها قد حاد عن الطريق وخرج من الدائرة الإسلاميةhellip; وهنا فإننا نسمع في هذه الأيام كلاماً عن الطائفة العلوية ما أنزل الله به من سلطان ولا يعرف أصحابه أن هذه الطائفة قد انشقت عن المذهب الجعفري الإثني عشري عند الإمام الحادي عشر الذي هو الحسن العسكري، وأنه لا صلة لها إطلاقاً بعلويي تركيا ولا بعلويي المغرب العربي، وأن اسمها حتى عام 1918 كان الطائفة النصيرية، وأنها أُعطيت هذا الاسم الحالي من قبل المستعمرين الفرنسيين لأسباب لا مجال لشرحها الآنquot; .
ومن امثلة الاحتقان الطائفي التي يسوقها سعد بن طفلة العجمي في مقاله في جريدة الاتحاد الإماراتية حكاية quot;شيخ دين يتابعه مئات الآلاف من الشباب على التويتر نزل له شريط على اليوتيوب بتاريخ 21 يناير الماضي، يقول فيه إن ملائكة على خيول بيضاء كانت تقاتل مع ثوار سوريا في درعا! لن يتجرأ أحد على سؤاله: مرت سبعة أشهر على مشاركة quot;الملائكةquot; مع الثوار في القتال، فكم ستطول قبل أن يأتي النصر المؤزر ويسقط بشار ونظامه إلى الأبدquot; .
يتابع العجمي quot;معمم موتور آخر في لندن يطلق قناة تلفزيونية تبث أناشيد مقيتة: quot;عائشة في النارquot;، والمقصود هو السيدة عائشة بنت أبي بكر زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم! المعمم نفسه له تسجيل مصور يؤكد فيه أن كل من لا يولد من شيعة آل البيت، يكون شاذاً جنسياً!