بيروت

سابقت الجهود الديبلوماسية الكثيفة التي برزت في الساعات الاخيرة من اجل إحداث ثغرة في قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 على الحدود السورية ndash; التركية التعقيدات الخطيرة في موجة الخطف التي شهدتها مناطق لبنانية في الايام الاخيرة منذرة بتفاقم مضاعفات هذه الظاهرة.


ولعل ما زاد خطورة الموقف ان الخطف quot;المنظمquot; على quot;الهوية السوريةquot; والذي اتسع ليشمل تركيين في الايام السابقة، تحول الى خطف عشوائي متفلت مع خطف ثلاثة سوريين على طريق المطار واثنين في الشويفات لم تعرف الجهات التي تولت خطفهم، ثم اطلق الثلاثة بعد تعرضهم للسلب.
ومع ذلك فان مؤشرات توحي بايجابيات في شأن المخطوفين اللبنانيين الـ11 برزت امس اولا عبر تبلغ المراجع اللبنانية من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان المخطوفين هم بخير ولا صحة لما تردد عن مصير بعضهم أخيراً.
والأهم من ذلك ان زيارة وزير الداخلية والبلديات مروان شربل والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم لتركيا امس حملت معالم ايجابية وكانت quot;مفيدة ومثمرةquot; على ما اوضحت المعلومات التي رشحت عن الزيارة.
وقالت أوساط الوزير شربل ليلا لـquot;النهارquot; أنه عاد من أنقرة quot;بنفحة تفاؤل كبيرةquot; وان اجواء ايجابية سيكشفها بعد اطلاع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأعضاء اللجنة الوزارية المكلفة حل قضية المخطوفين على مضمون المحادثات التي اجراها مع الجانب التركي. وكشفت هذه الاوساط ان شربل قد يقوم بزيارة أخرى وشيكة لتركيا. كما افادت الاوساط نفسها ان محادثات شربل مع المسؤولين الاتراك الذين التقاهم لم تتطرق ابداً الى ما ذكر عن اشتراط الجانب التركي تسليم مخطوفيه في لبنان أولاً، ولم يتناول البحث اصلاً وضع المخطوفين التركيين.
ولكن مصير هذين المخطوفين كان محور جولة قام بها السفير التركي في بيروت اينان اوزيلديز امس على رئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور. كما تلقى بري اتصالاً من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في هذا الخصوص. وقال بري لاوغلو، كما علمت quot;النهارquot;: quot;نحن نقوم بالجهود المطلوبة في هذا الشأنquot;.
وتلقى الرئيسان سليمان وبري اتصالين من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أكد فيهما ان المخطوفين اللبنانيين الـ11 هم أحياء وبخير.
وقد علمت quot;النهارquot; ان لقاء وصف بأنه quot;غير وديquot; عقد قبل يومين بين السفير التركي ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان. ولكن السفير التركي قطع اجازته وتوجه من المطار الى مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى على طريق المطار والتقى الشيخ قبلان لفترة وجيزة. وإذ أكد قبلان رفضه لعمليات الخطف ذكر بخطف اللبنانيين الـ11 في سوريا والمطالب اللبنانية من تركيا للمساعدة على اطلاقهم. ورد السفير ان اللبنانيين الـ11 ليسوا في تركيا. وذكر ان نقاشاً غير هادئ ساد اللقاء القصير بينهما.


سليمان في الديمان

في غضون ذلك عقدت امس خلوة مطولة بين الرئيس سليمان والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الديمان على هامش الاحتفال الذي اقيم في الصرح البطريركي الصيفي باطلاق المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس. واذ أكد سليمان على الأثر انه تبلّغ من وزير الخارجية الفرنسي عقب زيارته لتركيا ان المخطوفين بحالة جيدة. اعلن انه quot;مهما تكاثرت الاضطرابات لن اسمح بحصول الفتنة في لبنانquot;. وسأل quot;لماذا نسعى الى اشعال بلدنا وجعله فدية او ضحية على مذبح الربيع العربيquot;؟ وفي ما يتعلق بقوله انه ينتظر اتصالاً من الرئيس السوري بشار الاسد في شأن قضية الوزير السابق ميشال سماحة قال سليمان quot;عندما حصل اتهام سوري لـ33 شخصية لبنانية سارعت واتصلت بالرئيس الاسد للاستعلام عن الموضوع. واليوم هناك اتهام لبناني بحق مسؤول سوري (اللواء علي مملوك) وأنا انتظر من الرئيس السوري ان يشرح لي الوضع وان شاء الله يتحقق هذا الاتصالquot;.


ميقاتي

وبدوره اعتبر الرئيس ميقاتي ان quot;ما شهدناه في الايام الاخيرة من مظاهر اعادنا بالذاكرة الى سنوات الحرب الأليمة التي اعتبر اللبنانيون انهم طووا صفحتها في اتفاق الطائفquot;. وأكد انه quot;من غير الجائز ان يشارك احد عن قصد او غير قصد في محاولة هدم البنيان الوطني عبر خيارات سياسية حيناً او ممارسات احيانا تزيد الانقسام والشرذمةquot;. واذ اكد quot;تفهمه حال الغضب والانفعال حيال خطف مواطنين لبنانيين اعزاء في سورياquot; الا انه لم ير quot;ما يبرر ويجيز ارتكاب التجاوزات الفاضحة لسلطة الدولة والقانون التي حصلت ولا سيما أعمال الخطف والاخلال بالأمن وتهديد سلامة العابرين على الطرقquot;.