مازن حماد

تتعامل حكومة إسرائيل مع قضية توجيه ضربات عسكرية إلى إيران بجدية كبيرة وصلت إلى حد دعا فيه وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك لتنفيذ ذلك الهجوم الآن وفوراً. وجاءت تصريحات باراك في جلسة للكنيست طالب فيها بمهاجمة إيران رغم المخاطر التي تنطوي على قرار كهذا.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد أدلى بتصريحات فهم منها أن المسألة الإيرانية تستحوذ على عقله وأنه يفكر بالهجوم على إيران حتى لو رفضت واشنطن مساعدة إسرائيل. ويرى الرئيس شمعون بيريز أن توجيه الضربة إلى إيران دون معونة أو مشاركة الولايات المتحدة أمر غير ممكن.

ولكن لماذا يريد باراك شن الهجوم الآن وفي هذا التوقيت رغم المخاطر؟ الرد على هذا التساؤل يأتي في إطار نظرية سياسية تقول إن إضعاف إيران وانشغالها بتبعات الهجوم عليها وخاصة على مواقعها النووية سيجعلها أقل التفاتاً لحليفها نظام بشار الأسد الذي يعاني من ثورة شعبية عارمة ومستمرة منذ عام ونصف العام.

وبمعنى آخر فإن فك التحالف بالقوة بين طهران ودمشق سيؤدي حسب تلك النظرية إلى سقوط النظامين معاً، وفي هذه الحالة ستطالب إسرائيل نظام الحكم الجديد في سوريا بدفع فاتورة باهظة لقاء نجاحها في فك التحالف بين طهران ودمشق.

وفي إطار النظرية نفسها عبر رئيس وزراء الأردن الأسبق زيد الرفاعي عن قناعته بأن بشار الأسد لن يسقط قريباً، وأن انهياره سيتم في حالة واحدة فقط وهي إخراج إيران من المعادلة. ووفقاً لما يراه الرفاعي فإن المكون الرئيسي في صمود النظام السوري رغم كل التطورات الحالية يعتمد على مساندة إيران له بقوة. وإذا تغيبت هذه المساندة وتخلى الإيرانيون عن دمشق فإن الوضع سيتغير.

ويعتقد أن النظرية التي تحرك باراك، تلقى بعض التأييد في دوائر صُنع القرار بواشنطن، لكن هذه الآراء تحتاج إلى بلورة لم تتحقق بعد.