بغداد

غلب التحذير من المخاطر الداخلية والإقليمية ومن الفتنة على التهاني في كلمات المسؤولين العراقيين بعيد الفطر، فيما تحولت دعوة رئيس الجمهورية جلال طالباني إلى لقاء المتخاصمين إلى ما يشبه الفرصة الأخيرة لتحقيق توافق صعب المنال.

وكان طالباني دعا في كلمة في مناسبة العيد إلى laquo;عقد مؤتمر وطني ووقف الحملات الإعلامية والابتعاد عن الخطابات المتشنجةraquo;. وقال إن التفاهمات الجديدة يجب أن تتم على laquo;أسس صلبةraquo; وليس على توافقات laquo;هشةraquo;، محذراً من laquo;مخاطر الفتنraquo; التي تحيق بالعراق، في إشارة إلى فشل مؤتمرات سابقة في تحقيق التوافق.

وعلى رغم استجابة الأطراف السياسية دعوة طالباني إلى اللقاء، إلا أن التفاؤل بإمكان التوصل إلى حلول بدا حذراً.

وجاء تحذير زعيم laquo;المجلس الأعلىraquo; عمار الحكيم امس من laquo;خطر الأيام المقلبةraquo;، وسط أجواء من القلق من طبيعة الصراع الداخلي وتأثره بالتطورات الإقليمية.

وقال الحكيم إن laquo;مشروع الأمة الذي تعبد طريقه بدماء الشهداء في خطر(....) علينا أن نحافظ على مشروع الدولة، وذلك لا يكون إلا بوحدتنا وتماسكنا والحرص على وحدة الأمةraquo;. وأضاف أن laquo;التحدي المقبل يمثل خطراً على الجميع ويخطئ من يعتقد بأن هذا التحدي يستهدف تياراً أو فئة، إنما هو خطر كبير يغطي كل مساحة الوطن من دون استثناء. إن التفرق سر ضعفنا والتنازع باب الفشلraquo;.

وجدد الحكيم دعمه laquo;مبادرة الإصلاح التي تبناها التحالف الوطني برعاية رئيس الجمهورية جلال طالبانيraquo;. وأعرب عن أمله بأن laquo;نشهد خلال أيام ما بعد العيد حراكاً كثيفاً في الاتصالات بين القادة ليقدموا حلاً حاسماً للأزمةraquo;.

إلى ذلك، انطلق زعيم كتلة laquo;التحالف الوطنيraquo; الشيعية إبراهيم الجعفري من التحديات الداخلية للتحذير من أن laquo;تتحول حركة الشعوب إلى اصطفافات قومية أو طائفية لأن الزلزال عندما يضرب يهز الجميع من دون استثناءraquo;.

وأضاف في رسالة تهنئة في مناسبة العيد أن الوقت حان laquo;لتجاوز الأزمة التي تهدّد سلامة العراق، وتحاول الحفر في جدار وحدته، وتسعى إلى زرع بذور الفرقة في حقول الصف الوطني المتراصّraquo;.

وكان رئيس البرلمان أسامة النجيفي قال في بيان قبل أيام إن laquo;ما يجري في عمقنا العربي والإسلامي اليوم يستدعي التوقف والانتباه والحذر من التقسيم والتفتيت والاحتراب المذهبي والعرقيraquo;.

وكانت الأزمة السياسية وصلت ذروتها بإعلان كتل laquo;العراقيةraquo; وraquo;التحالف الكردستانيraquo; وraquo;تيار الصدرraquo; نيتها حجب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي، لكن الأخير اعتبر الحملة لإسقاطه مرتبطة بـraquo;إرادات خارجيةraquo; وحذر في المقابل من تحولها إلى laquo;فتنة داخليةraquo;.

وشهدت الأزمة حلحلة نسبية مع إعلان الأحزاب الشيعية ورقة إصلاح تتناول المشاكل السياسية والقانونية، مؤكدة أنها نالت قبولاً لدى الأطراف الأخرى، وأنها في انتظار عودة طالباني إلى بغداد لعقد اجتماع للقوى. ويضغط الاضطراب الأمني في العراق على الأطراف السياسية لتلافي تحول الهجمات التي تبنى تنظيم laquo;القاعدةraquo; معظمها أخيراً إلى laquo;فتنة داخليةraquo;.

ومصطلح laquo;الفتنةraquo; الذي تخلل خطب الزعماء العراقيين أخيراً، استخدمه المالكي في معرض إدانته محاولة اغتيال رئيس هيئة إفتاء أهل السنة الشيخ مهدي الصميدعي أول من امس بالتأكيد أنها laquo;حلقة أخرى في مخطط واحد لهؤلاء القتلة، انهم يستهدفون الأبرياء ضمن أهداف مختارة لنشر الفتنة وإسكات أي صوت وطني معتدلraquo;.

والصميدعي الذي عاد إلى العراق منذ اقل من عام في إطار مشروع اطلقه المالكي للمصالحة مع زعماء الطائفة السنية لمواجهة laquo;القائمة العراقيةraquo;، أكد في مناسبات مختلفة رفضه مشاريع الأقاليم ودعمه الحكومة. وهذا الموقف سمح بعودة مشعان الجبوري، وهو احد معارضي المالكي وقد نجح في إسقاط تهم بالإرهاب أو الفساد عنه، وأطلق تصريحات يهاجم فيها قادة laquo;العراقيةraquo; وraquo;الأكرادraquo;.