عمان

بمكن إعتبار إنتقاد مسؤول أردني رفيع المستوى لم يكشف النقاب عن إسمه للسفير السوري في العاصمة عمان الجنرال بهجت سليمان ووصفه بـ'المتعالي' ليس فقط إشارة جديدة على التحول السلبي في العلاقات الأردنية السورية.
بل أيضا مؤشر هو الأقوى حتى الآن على أن عمان بدأت تضيق ذرعا بمناكفات السفير سليمان الذي طولب أكثر من مرة بالإلتزام بأعراف العمل الدبلوماسي وتجاهل الأمر كما يؤكد مصدر في الخارجية الأردنية لـ'القدس العربي'.


أبرز ملامح الإنزعاج الأردني الرسمي من السفير السوري كشف النقاب عنها عمليا تعليق سجله وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على صفحته في تويتر قبل ثلاثة أيام عندما وجه اللوم للمعلقين والقراء الذين يكثرون من اللطم وجلد الذات الأردنية ولا يشيرون بوضوح للمخطئين.
جودة كان يلمح حصريا لسفير دمشق الجنرال الذي يوصف بأنه أحد أساتذة ومعلمي الرئيس بشار الأسد مطالبا ضمنيا بأن يكف المواطنون على توجيه النقد للحكومة الأردنية لإنها إستدعت السفير سليمان الأسبوع الماضي والإتجاه بعملية النقد لمن يستحقها (يقصد السفارة السورية).
توتر إضافي شوش دائرة العلاقات مع سفير دمشق النشط جدا في الواقع خلال عطلة العيد عندما قام السفير السوري بتجميع العشرات من مؤيدي الرئيس بشار الأسد وأغلبهم من موظفي السفارة أو من مواطنين حضروا من سوريا حيث تجمع هؤلاء بدعم من السفير أمام مقر السفارة ورفعوا صور الرئيس بشار الأسد ردا على يوم الإستبشار بسقوط بشار الذي نظمته المعارضة الأردنية والسورية بحضور عشرة الاف مشارك على الأقل.
النقطة الأكثر إحراجا في الموضوع تلك المتعلقة بالهتافات التي صدرت عن المظاهرة التي قادها عن بعد السفير سليمان حيث صاح المشاركون 'نحنا شبيحة بشار' وهو هتاف إستفز السلطات الأردنية وإعتبرته تحريضا لمشاعر الرأي العام الأردني وينطوي على رغبة مسبقة بإثارة الشارع الأردني .
معلومات 'القدس العربي' أن القائم بالأعمال السوري تلقى إتصالات أردنية رسمية تعترض على هتافات أطلقت من أبناء السفارة في الشارع الأردني تتحدث عن شبيحة بشار في عمان على أساس الصورة الذهنية السلبية عن جرائم الشبيحة في الأردن والرأي العام العربي.
لكن السفير تجاهل الملاحظات أيضا وأضاف سببا لسلسلة أسباب تجعله مناكفا بإمتياز للسلطات الأردنية وشخصا متعاليا على حد تعبير المسؤول الذي نقلت عنه الموقف وكالة أنباء أمريكية متمرسة الأربعاء هي يونايتد برس إنترناشيونال.


وكلمة مصدر رفيع عندما تصدر عن وكالات الأنباء تتقصد بالعادة مسؤولا يتجاوز في أهميته الإطار الحكومي. قبل ذلك عبر الوزير جودة مباشرة عن إمتعاضعه من السفير سليمان عبر تويتر عندما طالب بتوجيه النقد لمن يخطىء.
حصل ذلك مباشرة بعد إعتذار السفير سليمان عن الحضور لمقر الخارجية الأردنية يوم العيد لتسلم إحتجاج رسمي أردني على سقوط قذائف سورية في الأرض الأردنية وهو التصرف الذي إعتبرته الوكالة الأمريكية نقلا عن المسؤول الرفيع متعاليا ولم يراعي اللياقة واللباقة الدبلوماسية منتقدا هذا التعالي على الدولة المضيفة.
وكان الإحتجاج الأردني قد سلم للقائم بالأعمال بعد رفض السفير سليمان تسلم المذكرة بحجة إشغاله العائلية صبيحة يوم العيد.
لكن جعبة ملاحظات السلطات الأردنية على السفير سليمان تتجاوز ذلك في الواقع فالرجل أدلى بخطبة عصماء في بيت عزاء المناضل والمفكر القومي البارز والراحل ناجي علوش تضمنت عبارات (غير دبلوماسية) تجاه بلدان عربية صديقة وشقيقة للأردن خلافا لأخلاقيات العمل الدبلوماسي حسب المصادر الأردنية.
وكان مسؤول أردني رفيع المستوى إنتقد الأربعاء، ما وصفه بـ(تعالي) السفير السوري في عمّان اللواء بهجت سليمان على الدولة المضيفة برفضه الإستجابة لطلب وزارة الخارجية إستدعائه لتسليمه مذكرة إحتجاج على سقوط قذائف سورية على شمال المملكة، معتبراً أن السفير لم يراع اللباقة واللياقة الدبلوماسية.
وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ليونايتد برس إنترناشونال، إن رفض السفير السوري في عمان بهجت سليمان الإستجابة لطلب وزارة الخارجية الأردنية إستدعاءه لتسليمه مذكرة إحتجاج على سقوط قذائف من الأراضي السورية على قرية الطرة شمال المملكة 'ليس تصرّفاً دبلوماسياً'. ورأى أن سفير سورية في الأردن في تصرّفه هذا 'لم يراع اللباقة واللياقة الدبلوماسية'.
وانتقد المسؤول الأردني ما وصفه بـ'تعالي' السفير السوري على الدولة المضيفة، قائلاً إن ما تصرّف به السفير كان 'خارج الأعراف الدبلوماسية'.
وكانت وزارة الخارجية الأردنية إستدعت يوم الأحد الماضي السفير السوري في عمّان اللواء بهجت سليمان، لتسليمه مذكرة إحتجاج على سقوط قذائف سورية على على قرية الطرة شمال المملكة نتيجة إشتباكات بين الجيش النظامي وعناصر 'الجيش السوري الحر' داخل الأراضي السورية ونجم عنها إصابة طفلة أردنية، غير أنه اعتذر عن الحضور وأرسل القائم بالأعمال.
ويذكر أن وزير الدولة لشؤون الإعلام والإتصال سميح المعايطة وصف أخيراً سقوط شظايا قذائف سورية على شمال المملكة بأنه كان 'غير مقصود' من الجانب السوري.
غير أن رئيس لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب الأردني محمد الحلايقة، حذّر من أن بلاده قد تتخذ 'إجراءات مناسبة' إذا تكرر إطلاق القذائف من داخل الأراضي السورية على الأراضي الأردنية.