21400 لاجئ سوري في مخيم الزعتري للاجئين شمال شرق الأردن


عمان- بسام البدارين

حصل تماما ما تشير له دوائر القرار الأردنية بإعتباره (صداعا متوقعا) فقد إضطرت قوات الدرك الأردنية للإحاطة بأعداد كبيرة مساء وفجر الأربعاء بجميع جهات مخيم الزعتري للاجئين السوريين لحمايته من عشرات المواطنين الأردنيين الذين حاولوا إختراق المخيم إنتقاما لأولادهم من رجال الأمن الذين أصيبوا بالعشرات أيضا بدورهم في موجة من أحداث العنف إجتاحت المخيم.
وبدأت لجان أمنية أردنية بالتفكير بحلول سريعة منعا لإمتداد (أزمة كبيرة) ستحصل بين الضيوف من اللاجئين والمضيفين من أهالي وعشائر مدينة المفرق شرقي البلاد الذين إغتاظوا جراء سقوط 27 رجل أمن جرحى بفعل إعتداءات قام بها اللاجئون السوريون في موقف متأزم تماما.
وحصل الأمر عندما نظم المئات من اللاجئين في مخيم الزعتري المخصص للاجئين السوريين مسيرة إحتجاجية على ظروف إقامتهم في المخيم الأردني تخللها إستخدام العنف والحجارة ضد قوات الدرك والشرطة الأردنية التي سارعت بدورها لإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع بين جموع اللاجئين فحصلت إختناقات حتى بين الأطفال والنساء وفقا لتقارير محلية.
هذه المواجهة إنتهت بإصابة 27 رجل أمن أردنيا وفقا لبيان صادر عن الأمن العام الأردني نقلوا للمستشفيات.
وفيما تجمع أهالي الجنود الأردنيين المصابين في المستشفيات توجه بعضهم في موجة غضب نحو مخيم الزعتري ردا لإعتبار أولادهم فمنعتهم القوات الأردنية التي أقفلت المخيم من كل الجهات لتأمين اللاجئين.

وكان المركز الاعلامي الامني في مديرية الأمن العام قد أصدر بيانا قال فيه بأن نحو 200 لاجئ سوري ممن يقطنون مخيم الزعتري للاجئين قاموا بتنظيم مسيرة داخل المخيم مساء اليوم احتجاجا على ما وصفوه سوء الخدمات المقدمة لهم وعمل المسؤولين داخل المخيم بالاضافة الى قيادات الاجهزة الامنية هناك بالتقاء عدد من منظمي المسيرة لمعرفة مطالبهم ليقوم عندها المشاركون بالمسيرة بقذف الحجارة باتجاه المسؤولين والاجهزة الامنية المتواجدة هناك.
وقال المركز أن رجال الأمن العام وقوات الدرك قامت بالتدخل فور تحول المسيرة الى اعمال فوضى وشغب لاعادة الهدوء والسيطرة على الموقف وانهاء كافة اشكال الفوضى مستخدمين لذلك القوة الملائمة والغاز المسيل للدموع مشيرا لان 26 من رجال الأمن العام والدرك قد تعرضوا للاصابة جراء قذف الحجارة واعمال الشغب وتم نقلهم الى مستشفى المفرق الحكومي ووصفت حالة احدهم بالخطرة.
ونوه المركز الاعلامي انه سيتم التعامل مع كل من شارك بتلك الاعمال وفق احكام القانون مؤكدا عودة الهدوء للمخيم.
وصدر مساء الثلاثاء أول تهديد رسمي للحكومة الأردنية فقد لوح الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية إلى أن الأولوية هي حماية المواطن الأردني ورجال الأمن الأردنيين مشيرا لان الدولة ستعمل القانون وتطبقه على كل لاجىء مخالف وأن الحكومة لن تسمح بأي إعتداءات على رجال الأمن الذين يتم توفيرهم لفرض القانون وحماية اللاجئين.
وأشرهذا الصدام النادر والأول بين المضيفين والضيوف على أزمة حادة بدأت تشغل جميع الأوساط الأردنية بعنوان اللاجئين السوريين الذين يحتجون بدورهم على ظروف الإقامة وسط حر الصحراء وإنقطاع الكهرباء وعدم توفر الخدمات الصحية الكافية كما يشتكون من وجود شبيحة تابعين للنظام بينهم وعدم وجود طعام كاف للعائلات.
ويطالب عشرات اللاجئين بتمكينهم من العودة لبلادهم فيما بدأت السلطات فعلا بتسجيل وتوثيق مذكرات الراغبين بالعودة.

الى ذلك أعلن مسؤول العلاقات الخارجية والإعلام بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين علي بيبي الأربعاء، أن مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال شرق الأردن، إستقبل على مدار اليومين السابقين حوالي 5 آلاف لاجئ ليرتفع اجمالي عدد اللاجئين في المخيم الى ما يقارب 21 ألفاً و400 لاجئ.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن بيبي قوله إن 'عدد اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري وصل إلى 21400 لاجئ، وتم نصب 1500 خيمة لإيواء الأعداد الجديدة وتأمينها بكافة مستلزماتها من أغطية وفرشات وتقديم الدعم الغذائي والطبي والمياه لهم'.
ووجه بيبي نداء إلى المنظمات والهيئات الإغاثية ودول العالم لتقديم المساعدة لهؤلاء اللاجئين وتأمينهم بالبيوت الخشبية (كرفانات) بدلاً من الخيام والاغذية وغيرها من المستلزمات للمساعدة في إيواء آلاف العائلات وتخفيف معاناة الحر وأشعة الشمس والغبار والأتربة عنهم.
وكان وزير الداخلية الأردنية غالب الزعبي أكد في وقت سابق الأربعاء، أن بلاده منعت العشرات من اللاجئين السوريين الذين يتواجدون على أراضي المملكة من العودة إلى بلادهم خشية على سلامتهم.