بدر خالد البحر


لماذا التبرعات لمضخات أنسولين الأطفال وهي مجانية في {الصحة}؟ laquo;بأي ذنب قتلتraquo;؟! قشة laquo;حدسraquo; دمشقت الثورة وما دمشقنا في مساعدتها جرائمنا بلا مجرمين! مزيد من المقالات دائماً ما يسألنا أحد الأصدقاء عما يجري في الساحتين المحلية والإقليمية، وكان جوابنا له: اذهب واقرأ يا أمة لا تقرأ. واقترحنا عليه مرة أن يشاهد جلسة من جلسات مجلس الأمن الدولي، فاستجاب وجلسنا معاً نشاهد وقائع جلسة الخميس الماضي عن سوريا، وكان ينصت صامتاً طوال الوقت، ففرحنا لتفتق ذهن أحد المواطنين المتحضّرين الذين حوّلتهم حكومات الفساد المتعاقبة إلى آلة تأكل وتنام وتغتاب الناس وتسافر ولا تعمل وتطالب بالزيادات ولا تدفع فواتير. وخلال إلقاء المندوب المغربي كلمته والكاميرا موجهة عليه، كنا نستطيع أن نرى على الشاشة أرجل وأقدام الأشخاص الذين كانوا يمشون خلف الوفود الجالسة في الجلسة، وفجأة خرج صديقنا عن صمته، فتوقعنا أن يعطينا تحليلاً لما سمع، فنطق قائلاً: ما أجمل ساقي المرأة التي مرت للتو بالخلف لابسة فستاناً وردياً!

***

يوجد موقع إلكتروني اسمه laquo;مرسي ميترraquo; أنشئ لمتابعة ما قطعه الرئيس د. محمد مرسي على نفسه من وعود لأول مائة يوم في برنامجه الانتخابي، وينتقد الموقع الرئيس لأنه بعد مرور واحد وستين يوماً لم ينجز إلا وعداً واحداً من أصل أربعة وستين، ويتابع تنفيذ ستة عشر وعداً من أصل واحد وستين. وعليه نطلب من الشباب أن laquo;يخفّوا شوية عالريسraquo;، لأنه ورث تركة فساد ثقيلة. أما الحركات المضادة له، فلن تنجح لأن الناس laquo;زهقتraquo; مليونيات، وها هي laquo;هوليلةraquo; أصدقائنا المصريين الليبراليين الذين طلبوا منا أن ندعو لهم لنجاح مليونيتهم لإسقاط الإخوان، فلم يزد عددهم فيها على عُشر مشجعي أتعس ماتش كورة!

إننا كمراقبين نعتقد أن أداء الرئيس مرسي حتى الآن جيداً جداً، وقد أثبت أنه رجل هذه المرحلة الحرجة، خصوصاً بعد حله أكبر عقدة، وهي إخضاع الجيش لسلطته بإقالة القادة فيه بشكل حازم وهادئ غير متوقع، لسياسي حديث عهد بالسلطة، كما فاجأنا بقيادته الحملة العسكرية في أحداث سيناء، من غير أن يعبأ بشروط معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل.

ولكننا كخليجيين نقولها، بصراحة، إننا نخشى من تطور علاقة ليست في مصلحتنا بين النظام الحاكم في مصر وإيران، لأن جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها على يد الإمام حسن البنا كانت لها علاقة مع شخصيات دينية إيرانية، وقد ذكر شيخ الأزهر أحمد الشال، رحمه الله، كيف حاول حسن البنا من خلال علاقته مع الإيراني عباس القمي فتح الأزهر الشريف لتدريس مناهج الحوزات الدينية الإيرانية فيه، وهو ما عارضه جمال عبدالناصر لعدم موافقة تلك الحوزات على المعاملة بالمثل! تلك العلاقة غير المفهومة مع إيران التي استمرت حتى سقوط النظام السابق كانت تقلقنا بسبب ما كنا نسمعه على لسان منظريها أمثال سعادة المفكر د. سليم العوا أحد مستشاري الرئيس المصري الحالي، وما يكيله من مديح لإيران، ولحسن نصرالله، الأمر الذي يجعلنا نحذر من الإخوان في مصر بالرغم من تأييدنا لهم، إلا أن خطاب الرئيس مرسي في مؤتمر دول عدم الانحياز الأسبوع الماضي في طهران وانتقاده الشديد للنظام السوري في عقر الدولة الداعمة له، قد خففا من درجة هذا القلق، وجعلانا نتفاءل بأن هذا الرئيس الذي تزداد شعبيته في الشارع المصري يوماً بعد يوم، قد يكون هو من سيملأ مصر laquo;قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماًraquo;، وسيكون عوناً للخليج، ويعيد إلى مصر دورها الإقليمي، أي انه سيكون هو الرئيس مرسي المنتظر.

* * *

إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.