لم تنطلِ على أحد حيلة التلفزيون الإيراني الذي وضع البحرين مكان سوريا في خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في افتتاح قمة دول عدم الانحياز الأخيرة، بعدما تم حذف أسماء الخلفاء الراشدين من الخطاب.


إيلاف: في الوقت الذي طالبت فيه المنامة، من طهران الاعتذار رسمياً عن تحريف إعلامها خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في قمة عدم الانحياز في إيران بوضع اسم البحرين بدلاً من سوريا، ومع نفي القاهرة أن يكون مرسي قد اشار الى البحرين بأي شكل من الاشكال خلال الكلمة التي القاها، فإن كتّابًا عرباً انبروا في تحليل ما يعتقده البعض من أن quot;التلفزيون الرسمي الإيراني زوّر وحرّف في خطاب الرئيس المصري محمود مرسي في الجلسة الافتتاحية للقمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز، اثناء ترجمته الى اللغة الفارسية بوضع اسم البحرين بدلاً من اسم سوريا.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي نفى أن تكون كلمة الرئيس المصري قد تضمنت أي إشارة إلى دولة البحرين، التي وصفها بـ quot; الشقيقةquot;.
و نص خطاب مرسي quot; أن الثورة المصرية مثلت حجر الزاوية في حركة الربيع العربيquot;، كما اشار الى أن quot;الثورة في سوريا ضد النظام الظالم تلت هذه الثوراتquot;.
لكن المترجم الفوري الإيراني استبدل كلمة سوريا بالبحرين، عندما نقل كلام مرسي عن quot;الربيع العربيquot;.
وفي هذا السياق يتساءل أحمد الجارالله quot; هل اذا حذفوا من خطاب الرئيس المصري في افتتاح قمة منظمة دول عدم الانحياز أسماء الخلفاء الراشدين، وزجوا باسم البحرين بدلاً من النظام السوري القاتل ستمر المسألة مرور الكرام؟ quot;.
وبحسب الجارالله، فإن quot; التزوير المفضوحquot; في كلمة الرئيس محمد مرسي دليل جديد على أن هذا النظام لا يمكن الوثوق به، منوهًا الى أن quot; ما جرى ليس هفوة، بل هو تأجيج مقصود لفتنة اسلامية- اسلامية، وانحياز يخالف أبسط القواعد التي تأسست عليها منظمة دول عدم الانحياز التي آلت رئاستها الى ايران، ومخالفة مفضوحة للبروتوكولquot;.
ويذهب الجارالله في القول الى أن quot;من يجرؤ على تزوير كلمة رئيس دولة، وهو في الوقت عينه رئيس منظمة دول عدم الانحياز (الرئيس مرسي استهل كلمته بالصلاة على النبي والخلفاء الراشدين، وتطرق الى الثورة السورية، قبل تسليمه رئاسة الدورة 16 للمنظمة الى محمود احمدي نجاد) لن يتوانى عن التلفيق والتزوير والمراوغة في القضايا الأخرى quot;.
ونتيجة لذلك، فإن تعهد مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي بأن ايران لن تسعى أبدًا الى امتلاك سلاح نووي quot;مجرد ذر للرماد في العيونquot;، بحسب الجارالله.
ويعرج الجارالله في مقاله في صحيفة السياسة الكويتية على quot;إقدام نظام طهران على حذف أسماء الخلفاء الراشدين من كلمة الرئيس المصري في الترجمة الفارسية quot;، فيقول quot; لن يغيّر ذلك من مكانتهم التاريخية والدينية الاسلامية، بل أن هذه الفعلة المشينة تدل على حقد على أموات، وهو يخالف أبسط قواعد الاسلام، وينزع الصفة الاسلامية عن نظام آيات الله الذين يتمسحون بعباءة الدين لتحقيق مصالحهم quot;.
ويقف عبدالله اسكندر في مقاله في صحيفة الحياة عند الحملة الدعائية الكبيرة للسياسة الإيرانية، اذ يرى أنها quot;لم تتمكن من جذب أي تأييد جديد لافت لمواقف طهران، كما عكس ذلك البيان الختامي الذي جاء تقليدياً ومكرراً لبيانات صدرت عن قمم سابقةquot;.
ويرى اسكندر أن طهران، عبر مترجميها الرسميين، quot;قلبت المواقف الأساسية التي أعلنها مرسي رأساً على عقب، حتى يخال إلى المستمع إلى الترجمة الفارسية أن المتحدث هو الناطق باسم الخارجية الإيرانية أو الحرس الثوري، وليس رئيس مصرquot;.
ويذهب اسكندر في رأيه الى أن quot;هذا التزوير العلني والمقصود لخطاب مرسي ينطوي على دلالات كثيرة، أولها أن أي إيراني، حتى لو كان مترجماً رسمياً لكلام زائر أجنبي، لا يجرؤ على التلفظ بما يناقض السياسة الإيرانية. ما يكشف حجم القمع وغسيل الدماغ على المستوى الرسمي. وأهمها أن القيادة الإيرانية قد تعتمد مثل هذه الترجمات لقراءة مواقف الآخرين وتحديد خياراتها. ما يجعل هذه القيادة مطمئنة إلى التأييد العارم في العالم لسياستها، وما قد يفسر إعلاناتها للانتصارات الكثيرة التي تبشر بها يومياً quot;.
واعتبر جاسر عبد العزيز الجاسر الرئيس محمد مرسي نجم الجلسة الافتتاحية لقمة عدم الانحياز، مبينًا أن quot; ارتكاب ايران فضيحة سياسية وإعلامية مدوية بتزوير فقرات رئيسة من خطاب الرئيس محمد مرسي، حيث تلاعبوا في الترجمة الفورية لخطابه من العربية إلى الفارسية، بإدخالهم إلى النص اسم مملكة البحرين بدلاً من سوريا في حديثه عن الثورات العربيةquot;.
وبحسب الجاسر، في مقاله في صحيفة الجزيرة السعودية فإن quot; الرئيس المصري رفض (السلام) على مرشد الإيرانيين وفق الترتيب الذي يقيمه الإيرانيون لكل من يزور طهران، حيث يتعمدون وضع المرشد على كرسي مرتفع ويضعون الضيوف على كراسي أوطأ، هكذا فعلوا مع نوري المالكي وجلال الطالباني وبشار الأسد، لكن مرسي رفض ذلك واكتفى بالسلام عليه وقوفاً عند منصة الافتتاح، وهو ما جعل أتباع المرشد يخرجون عن اتزانهم الدبلوماسي ويصفون الرئيس المصري بقلة الخبرةquot;.