بيروت

أفاد تقرير حقوقي بأن منطقة الحجر الأسود في جنوب دمشق تعاني laquo;حصاراً خانقاًraquo; لنحو مئة ألف شخص بقوا فيها بعد نزوح نحو نصف مليون من المنطقة نتيجة القصف والمواجهات والحصار على المنطقة، التي كانت تضم نازحين من الجولان السوري.

وكان laquo;مركز توثيق الانتهاكاتraquo; في سورية أصدر تقريراً مفصلاً حول حصار مدينة المعضمية في جنوب غربي دمشق ومخيم اليرموك في دمشق. ووجّه أيضاً نداءً عاجلاً إلى المنظمات الدولية بضرورة التدخل الفوري والعاجل من أجل السماح بدخول المواد الغذائية والإغاثية والطبية إلى تلك المناطق المحاصرة في المعضمية ومخيم اليرموك والحجر الأسود.

وفي تقرير مخصص لوضع منطقة الحجر الأسود التي تتوسط المنطقة الجنوبية، قال laquo;مركز التوثيقraquo; إنه قبل بدء العمليات العسكرية كانت تضم 611 ألف شخص معظمهم من نازحي الجولان المحتل. حيث بنيت معظم المنازل في شكل عشوائي، ووفق أهالي المدينة فإنّ منطقة الحجر الأسود تعرضت لسياسة تهميش مقصودة في عهد الحكومات السورية المتعاقبة منذ العام 1967.

وكانت الحجر الأسود من بين أوائل المنطقة الجنوبية التي انضمت إلى ركب الثورة السورية، فخرجت أول تظاهرة في 21 آذار (مارس) عام 2011 تنديداً بما جرى من أحداث في مدينة درعا جنوب البلاد، قوبلت باعتقال قوات النظام العديد من الناشطين تعسفياً لأيام قليلة ليتم إطلاق سراحهم لاحقاً. وتعرضت لاقتحام في منتصف أيلول (سبتمبر) 2012 من قوات النظام، هو الاقتحام الثالث عملياً منذ بدء الاحتجاجات. كما ارتكبت قوات النظام فيها مجازر، وفق المركز.

ونزح الآلاف من الحجر الأسود إلى الأحياء والبلدات المجاورة مثل السيدة زينب والسبينة وغيرها. ولم يبق في المدينة إلاّ حوالى مئة ألف مواطن. وقال laquo;مركز التوثيقraquo; إن قوات النظام فرضت بعد ذلك طوقاً أمنياً شديداً على المنطقة وانسحب الجيش من داخلها المدينة وبقي على الأطراف لتبدأ معاناة القصف اليومي، حيث استُخدمت كل نواع الأسلحة والقصف.

لكن laquo;الحصار الفعليraquo; بدأ نهاية 2012، حيث أغلق المدخل الوحيد إلى قلب مدينة دمشق حتى شباط (فبراير) 2013 عندما قام الحاجز التابع لجيش النظام بإغلاق الطريق أمام السيارات والمركّبات وأصبح الناس يجتازون الحاجز مشياً على الأقدام. ومن كان يحاول الخروج من طرق فرعية أخرى كان يواجه خطر الموت بسبب توزّع العشرات من القناصين على أسطح البنايات.

ولم يكن مسموحاً من الحاجز العسكري المركّز على مدخل المدينة، بسوى إدخال القدر اليسير من الحاجات الأساسية ككيلوغرام واحد من السكر وربطة خبز واحدة وكيلوغرام واحد من الخضار. وكان الأمر يعتمد ذلك بشكل رئيس على مزاج العناصر الموجودة على الحاجز، حيث كانت تتمّ مصادرة الأغراض من المواطنين من دون أي مبرر أو سبب، وفق laquo;مركز التوثيقraquo; الذي قال: laquo;اعتمد السكان في الأشهر الأولى للحصار على الطعام الذي خزنوه في البيوت، لكن ما لبث أن نفد ليخفّض أهالي الحجر الأسود عدد وجباتهم من ثلاث وجبات في اليوم إلى وجبة واحدة. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً جنونياًraquo;، لافتاً إلى وجود نحو 6111 ألف عائلة laquo;مهددة بالموت جوعاً أي تقريباً أكثر من 36 ألف نسمة من السكان. ويعاني معظم الأطفال حالات الجفاف وسوء التغذية، وانتشرت ظاهرة النحول بين السكانraquo;.

وتعتمد المدينة بشكل كامل على ثلاثة أطباء فقط، طبيبان جراحة عامة وطبيب جراحة أنف وأذن وحنجرة. وقال المركز: laquo;لم يقتصر الدمار الهائل في الحجر الأسود على بيوت ومنازل المدنيين فقط، الذي قدّره النشطاء بأكثر من 11 في المئة من مجموع منازل المدينة، أي ما يقارب الألف منزل دُمر جزئياً أو بشكل كامل، ضمنه 211 منزلاً أحرقتها قوات النظام أثناء الاقتحامات المتكررة للمدينة. لكن التدمير بلغ المرافق الأخرى ومنها المدارس والمعاهد التعليميةraquo;.