غسان حجار

فريقان متوازيان لا يلتقيان، انما يمضيان في التحالفات عينها، انهما quot;التيار الوطني الحرquot; وحركة quot;أملquot; ، أو بعبارة أكثر وضوحاً هما الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون. لم تسِر الكيمياء الشخصية بينهما، فحوّلا عدم انسجامهما مشكلة بحجم الوطن. ربما هي المصالح والحسابات الانتخابية، قبل النفطية، من بعبدا الى جزين وقد يكون للعماد عون الحق في نيل بعض المقاعد النيابية من quot;سلةquot; حركة quot;أملquot; في جزين، ما دامت تركيبة البلد طائفية مذهبية، وما دامت الوصاية السورية وزعت حصص المسيحيين المعارضين على حلفائها في بقية الطوائف. وقوى 14 آذار ليست أفضل حالاً في هذا المجال.

لكن المشكلة المعلنة حالياً، والتي بلغت درجة تبادل الاتهام بالعمالة لاسرائيل، وقعت في الصف الواحد، وفي حكومة اللون الواحد. ومناسبة هذا الكلام هو إستِعار الجدل حول ملف النفط. والتأخير الحاصل في التلزيم، لا لاعتراض قوى 14 آذار، وانما لخلاف ما بين الحلفاء.


فوزير الطاقة جبران باسيل قال في روسيا: quot;فتحنا خمسة بلوكات ولن نلزّمها كلها. لكن هناك طرفاً داخلياً لبنانياً أعلن انه مع عدم بت هذا الأمر، ومن المؤسف أن يلتقي هذا الخط مع المشروع الاسرائيلي - التركي عبر قبرص لإمداد أوروبا بالغاز الاسرائيلي، وهو مشروع يهمه تأخير الغاز اللبناني للتسابق على الأسواق الأوروبيةquot;. وأول من أمس قال باسيل إن quot;موانع البعض غير وطنيةquot;.
في المقابل رد الوزير علي حسن خليل فقال: quot;من يدّعي المواقف الوطنية حول قضية النفط لا يؤجل فتح البلوكات الحدودية مع اسرائيل لأهداف وغايات وإشارات من بعض الخارج، سيدفعنا الوزير باسيل للكلام عنها لاحقاًquot;.
ما نفهمه، بلا تفسير وتحليل، أن باسيل يأتمر من الخارج، وقد أرجأ، بناءً لتعليمات، البلوكات الحدودية مع اسرائيل. اذاً هي خدمة للعدو، وجبران باسيل عميل! ومعه يتعامل quot;حزب اللهquot; حليف الرئيس برّي، والأخير، برفضه المضي ببلوكين، انما يؤخر الغاز اللبناني لاتاحة الفرصة أمام المشروع الاسرائيلي - التركي. اذاً هو عميل أيضاً!؟
الطرفان اليوم أمام تحدي تأكيد العمالة لاسرائيل من عدمه. أو ان عليهما، بما يملكان من سلطة ونفوذ، أن يسعيا الى العفو عن كل العملاء، وفتح المجال لعودة الفارين منهم . عندئذ يستوي الراعي مع الرعية، ويسود العدل.
واذا لم يحصل شيء من هذا، فذلك يعني أن للعمالة أيضاً مستويات، وهي مسموحة لمن هم في مواقع القرار. وأما الفقراء، فلا حول لهم ولا قوة، ولا نفط أيضاً ما دام صراع الكبار قد بدأ وهو مستمر، وقد يتفجر حرباً جديدة تتيح لاسرائيل وضع يدها على هذه الثروة، ولمن يقف وراءها ان quot; يشفطquot; المال الموعود من النفط.
في خلاصة القول إن التأخير الحاصل، أياً تكن أسبابه، ومسببوه، فإنه يشكّل خدمة لاسرائيل. والله يقويكم... على بعض.