نيويورك ndash; راغدة درغام

أكد السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي أن أي بحث في القضية السورية في laquo;جنيف 2raquo; يجب أن يكون laquo;الإعداد لانتقال سياسي حقيقي للسلطة، أما إذا لم يكن هذا هو الهدف فسيكون هناك غموض في الصورة لا يتفق مع واقع الأمورraquo;.

وشدد المعلمي، في حديث إلى laquo;الحياةraquo;، عشية انتخاب المملكة العربية السعودية عضواً غير دائم في مجلس الأمن، على رفض الرياض laquo;اختزال القضية السورية في مسألة الأسلحة الكيماويةraquo;، داعياً المجلس الى laquo;التعامل معها برمتهاraquo;.

وانتقد laquo;الدور السلبي لإيران الذي لا يؤهلها لأداء دور فعال في صنع السلام وصنع سورية الجديدةraquo;، داعياً طهران الى laquo;التخلي عن دعم النظام والمجموعات المسلحة الداعمة لهraquo;.

وأوضح ان دعمها laquo;حزب اللهraquo; في لبنان laquo;تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربيةraquo; مشدداً على ضرورة أن تقرن القيادة الإيرانية الجديدة المنتخبة laquo;الأقوال بالأفعالraquo;.

وهنا نص الحوار:

gt; تدخلون مجلس الأمن للمرة الأولى عضواً منتخباً وأنتم في معركة مع الأمم المتحدة تمثل أحد جوانبها بإلغاء المملكة لكلمتها التقليدية أمام الجمعية العامة. إلى أين سيأخذكم هذا المسار؟

- المملكة تدخل مجلس الأمن وهي في حال توافق كامل مع الأمم المتحدة. نحن عضو مؤسس وملتزمون ميثاقها، دعمنا كل أنشطتها على مدى العقود السبعة الماضية، وما زلنا ندعمها بكل ما نستطيع مادياً ومعنوياً وبشرياً. ونقدر الدور الكبير الذي تؤديه في حفظ السلام والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وباعتبارها المنبر الوحيد الذي يجمع كل دول العالم في موقع واحد.

gt; لماذا ألغيتم خطابكم أمام الجمعية العامة. ما كانت رسالتكم؟

- ليس مناسباً أن يُحمل إلغاء الخطاب أكثر مما يحتمل. أولاً إلقاء الخطابات في الجمعية العامة أمر اختياري. ما نحتاجه ليس المزيد من الخطابات وإنما المزيد من الأفعال. ربما نكون عبّرنا عن هذا المبدأ عملياً لأننا نحتاج من الأمم المتحدة ومن أنفسنا أن يكون هناك مزيد من الأفعال والنتائج والانتاجات، أما الخطب والكلمات فلدينا الكثير منها على مدى السنوات الماضية.

gt; عدد كبير من المسؤولين السعوديين تحدثوا عن الاستياء مما آلت إليه الأمور في الأمم المتحدة. إذاً كان هناك رسالة سياسية عبرتم عنها في شكل غير مباشر. كيف ستبنون على تلك الرسالة من الآن فصاعداً؟

- لم يبلغ إلى علمي أنه صدر أي تصريح رسمي عن أي مسؤول سعودي في هذا الأمر. لذلك لا أستطيع أن أعلق على هذه الجزئية. ولكن المبدأ واضح وهو أننا نريد مزيداً من الأفعال من الأمم المتحدة ومن المجتمع الدولي. وليس الكلمات.

gt; ما الأفعال التي تريدونها؟

- نريد من المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه القضية الفلسطينية. تجاه القدس الشريف. تجاه المستوطنات الإسرائيلية. تجاه الاستفزازات المستمرة التي يقوم بها المستوطنون. أن يكون للمجتمع الدولي بأسره دور أكبر في المفاوضات الجارية في الوقت الحاضر. أما ترك الموضوع للإسرائيليين لينفردوا بالفلسطينيين ويحاولوا أن يُملوا عليهم شروطهم ورغباتهم فهذا غير مقبول. نريد من المجتمع الدولي أن يكون أكثر فعالية في استجابة تطلعات الشعب السوري. المجتمع الدولي حصر اهتمامه في الآونة الأخيرة في قضية الأسلحة الكيماوية. قضية الأسلحة الكيماوية مهمة ولكنها لا تمثل جوهر المشكلة في سورية. نريد من المجتمع الدولي أن يكون أكثر فعالية في حل النزاعات الدولية ولا يتركها تتفاقم سنة بعد سنة وتصبح مجرد ملفات.

gt; لنتوقف عند الملف السوري الذي عاد إلى مجلس الأمن. الآن هناك احتفاء أممي بحل مسألة النووي. وأنتم خارجه. كيف ستتصرفون عندما تصبحون عضواً فيه؟.

- المملكة العربية السعودية لم تكن يوماً خارج الإجماع الدولي. نحن نتفق مع الشرعية الدولية ومع قرارات الشرعية الدولية ومع ما يتفق عليه المجتمع الدولي. ولا نخرج بالضرورة عن هذا السياق. إن القضية السورية لا تختزل في مسألة الأسلحة الكيماوية وعندما نشعر بأنها اختزلت في هذا الإطار ندعو إلى أن يتم توسيع الإطار وإلى أن يتم النظر في القضية بكل أبعادها. لا نعترض على هذا القرار ولكننا نرغب من المجتمع الدولي أن يتعامل مع القضية برمتها.

gt; هذا القرار أعطى الرئيس السوري بشار الأسد دوراً رئيسياً كشريك في التنفيذ. كان يقال إن نظامه فقد الشرعية أما الآن فهو شريك فعلي في تنفيذ هذا القرار. كيف تعيدون النظر في استراتيجيتكم؟

- العودة إلى طاولة البحث وإعادة النظر في السياسات أمر طبيعي وهو أمر مستمر ولكن القبول أو عدم القبول بالقيادة السورية أمر يعود إلى الشعب السوري. لقد قال الشعب السوري كلمته، كما تؤكد كل المعايير وكل التقارير، وما زال متمسكاً في أن يرى نظاماً جديداً حراً جامعاً شاملاً في سورية. وأن لا يكون للقيادة الحالية ولمن تلطخت أيديهم بدماء السوريين دور في هذه القيادة. لذلك نحن نقف مع الشعب السوري ومع تطلعات الشعب السوري ورغباته. وسنظل ندعمه في ما يصبو إليه. ونقول إن الهدف من التحرك الدولي ومن أي مؤتمر قد يعقد ينبغي أن يكون الإعداد لانتقال سياسي حقيقي للسلطة في سورية.

gt; وزير الخارجية الأميركي يرى من الملح تحديد موعد لمؤتمر laquo;جنيف 2raquo;. وسيتوجه مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي إلى المنطقة. هل سيزوركم؟ وهل تعارضون زيارته إيران؟

- لا أعرف إذا كان سيزور المملكة أم لا. أعتقد بأن هذا الأمر يتوقف أولاً على السيد الإبراهيمي. ثانياً على الجدولة والمواعيد. إذا أراد أن يزور المملكة سيجد الأبواب مفتوحة أمامه. وزيارته أي دولة أخرى قرار يتخذه هو وليس لنا أن نفرض عليه من يزور ومن لا يزور.

gt; لا مانع لديكم أن يتشاور مع إيران في المسألة السورية؟

- إننا نريد من الشقيقة إيران أن تمارس دوراً أكثر إيجابية في هذا الصدد.

gt; ما الدور الإيجابي تحديداً؟

- أن تتخلى عن دعمها النظام السوري.

gt; لكننا نعرف أن هذا لن يحدث.

- دعم النظام والعناصر المسلحة التي تحارب إلى جانبه لا يؤهل إيران لأن يكون لها دور فعال في صنع السلام وفي صنع سورية الجديدة.

gt; أما زلتم تعارضون دعوة إيران إلى laquo;جنيف 2raquo; كما عارضتم ذلك في laquo;جنيف 1raquo; وقبلتم بألا تشاركوا أنتم أيضاً؟

- نحن لا يهمنا أن نشارك في المؤتمر أو لا نشارك. المهم أن يشارك الشعب السوري وأن تتحقق تطلعاته.

gt; أعلن المجلس الوطني السوري أنه لن يشارك في المؤتمر وأنتم متهمون بأنكم لا تستخدمون نفوذكم مع المعارضة كي تأتي إلى جنيف.

- هذه تهمة لا ننكرها. لا نستعمل نفوذنا مع المعارضة السورية لندفعها في اتجاه أو آخر. نحن نساعد الشعب السوري على تحقيق تطلعاته. الشعب السوري ممثلاً في قيادته. في الائتلاف الوطني. ولكننا لا نمارس نفوذنا عليه لندفع به في اتجاه أو آخر.

gt; قال الرئيس الأسد أنه لا يرى أن laquo;جنيف 2raquo; سيعقد. أنه هو بدوره لا يرى تقريباً أن هناك أي مجال لـ laquo;جنيف 2raquo; أو أي مؤشر عن انعقاده. يبدو أن هناك توافقاً بين رأيين. رأيكم ورأيه في هذا الأمر؟ أنتم مستمرون في تسليح المعارضة السورية، على رغم التوافق الأميركي الروسي الإيراني، وعلى رغم الأجواء التي تبشر بتوافق وانفراج في تلك العلاقة؟

- أنا في نيويورك لست في أجواء التسليح. أنا أتحدث هنا عن أجواء العمل الديبلوماسي ضمن نطاق الأمم المتحدة. أعتقد بأن الموقف المعلن والثابت للمملكة العربية السعودية هو أننا ندعو جميع الأطراف الدولية لمساعدة الشعب السوري في الدفاع عن نفسه.

gt; ماذا ستكون استراتيجيتكم في الشأن السوري في مجلس الأمن؟ هل المحاسبة والعقاب جزء منها، علماً أنكم قدمتم مشروع قرار إلى الأمم المتحدة؟

- مشروع القرار في الجمعية العامة في الوقت الحاضر تتداوله المملكة العربية السعودية والدول العربية وبعض الأطراف الأخرى.

gt; علام ينص؟

- من بين ما ينص عليه ضرورة محاسبة كل من ارتكب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة، وإحالة المتسببين فيها على العدالة الدولية بأي شكل من الأشكال. فنحن ملتزمون بذلك وهذا أمر دعت إليه قرارات الجامعة العربية ودعت إليه القرارات السابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة وسنستمر في تبني هذا الموقف داخل مجلس الأمن وخارجه.

gt; هل تشعرون بأن الاحتفاء بإيران في الأمم المتحدة وفي الولايات المتحدة يؤثر استراتيجياً في علاقتكم مع واشنطن؟

- نحن أولى الناس بالاحتفاء بالتوجهات الجديدة للقيادة الإيرانية، وخادم الحرمين الشريفين كان من المبادرين بتهنئة الرئيس الجديد حسن روحاني، وأوفد الى مناسبة تنصيبه أحد كبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية. ولكننا نتمنى أن يكون هذا التوجه الإيراني الجديد مقروناً بالأفعال وألا يقتصر على العبارات والكلمات.

gt; وماذا عن إصلاح العلاقة السعودية - الأميركية؟

- العلاقة السعودية - الأميركية راسخة وقديمة ومتينة وهي مبنية على المصالح المشتركة والقيم المشتركة والأهداف المشتركة.

gt; ولكن هناك تحول استراتيجي الآن في الموقف الأميركي؟

- هل تظنين أن الولايات المتحدة يمكن أن تقول إن المملكة العربية السعودية ليست بلداً مهماً في استراتيجيتها؟ هذا غير وارد على الإطلاق حتى ولو كان هناك تحول مثلما تفضلت. وإذا نظرت إلى خطاب الرئيس أوباما في الجمعية العامة فقد كرر ثوابت السياسة الأميركية وهي الالتزام بالمصالح الاستراتيجية وبالمصالح المشتركة لها ولأصدقائها في مختلف أنحاء العالم، خصوصاً في منطقة الخليج العربي.

gt; لنتحدث قليلاً عن مصر. أنتم اتخذتم موقفاً واضحاً معارضاً لموقف الولايات المتحدة. كيف تتحدثون مع واشنطن في هذا الأمر؟

- نتحدث بلغة الدفاع عن مصالح الشعب المصري. نحن نطلب جميع القوى في العالم بأن تحترم إرادة الشعب المصري، وأن تتعامل مع الشعب ليس بصفته قاصراً يحتاج إلى وصاية أو إلى نصح وإرشاد وإنما باعتباره شعباً عظيماً له تاريخه وله حضارته وله سجلاته الكبيرة. ولذلك نتحدث مع أصدقائنا في فرنسا وفي أميركا وفي أوروبا وفي كل مكان عن ضرورة أن تتاح الفرصة للشعب المصري أن يمارس تطوره الطبيعي وللحكومة المصرية أن تنفذ ما التزمت به من خريطة للطريق ذات مواعيد محددة وما إلى ذلك. أما سياسة لوي الذراع وفرض الوصاية على الشعب المصري واختياراته فنحن نظن أن هذه السياسة أياً كان مصدرها لن تأتي بالنتائج الإيجابية في العلاقات مع مصر ومع شعبها