مشاري الذايدي

في مثل هذا الشهر، العام الماضي وفي 19 منه تحديدا، انفجرت سيارة مفخخة، بأشرفية بيروت، استهدفت اللواء وسام الحسن، قائد شعبة المعلومات في لبنان، وأحد أبرز القيادات الأمنية المخابراتية خارج فلك الهيمنة السورية والإيرانية، لتقتل اللواء الحسن.

كان متوقعا اغتيال وسام الحسن، بعد كشفه لشبكة الوزير ميشال سماحة، التابع لنظام لبشار الأسد، تلك الشبكة كانت تريد بالاتفاق مع جنرال الأمن السوري علي مملوك، إيقاع فتنة أهلية بين اللبنانيين، تحديدا بين السنة والموارنة.

منجز الضابط الحسن لم يقف عند الإيقاع بشبكة سماحة - مملوك بل يمتد لملاحقته القتلة والمتهمين في جريمة اغتيال الحريري، كما في ملاحقة إرهابيي laquo;القاعدةraquo; laquo;السنيينraquo; في (عين علق) وغيرها، وهي بكل حال، أعني جماعات laquo;القاعدةraquo; الإرهابية تعمل، جاهلة أو عالمة، لخدمة خطة التخريب الإيرانية، كما يجري بسوريا الآن، لكن هذا حديث آخر.

مضى عام على قتل وسام الحسن، بمخطط إجرامي متقن، والرسالة واضحة من مخابرات الأسد، وإيران الخامنئي عبر تابعها حزب الله.

لم ينكشف شيء، وتاه الجميع في لعبة الحكي اللبنانية، الكل يعرف من الطرف المتقن لمثل هذه العمليات، والكل يعرف من هو المتضرر من laquo;شعبة المعلوماتraquo; ونشاط اللواء الحسن.. الكل، لكنهم يتجاهلون ويمارسون laquo;الهبل ع الشيطنةraquo; كما يقول المثل المصري.

قبل ذلك الكل يعرف من قتل الحريري، في تفجير أبشع من تفجير الحسن، رغم حذلقات بشار، وتخريجاته، ورغم خطب حسن نصر الله، وخرائطه التي عرضها، وتكراره الممل لـlaquo;تسييسraquo; المحكمة الدولية، وكأن قتل الحريري أصلا لم يكن جريمة اغتيال سياسي.

الكل يعرف، والكل يتجاهل الفاعل، فالجهل أرحم أحيانا من مواجهة العلم!

حاول الراحل غسان تويني دفن معرفته بقاتل ابنه، جبران (صوت النهار) وتحدث وهو يضع يديه النحيلتين على تابوت ابنه المقتول تفجيرا هو الآخر، عن دفن الأحقاد، وكأنه يريد القول، إن كان قتل ابني جبران سينهي الحرب في لبنان، فهو فداء، ولن أطالب بدمه، أو كشف قتلته، شرط تحقق السلم الأهلي، ولكن لم يحصل هذا، بل استمر مسلسل القتل laquo;المنهجيraquo; لخصوم إيران وبشار في لبنان.. وlaquo;إن قتل الكريم بالشسع غاليraquo;!

السيد حسن نصر الله: في تحليلك، لن نقول معلوماتك: من قتل اللواء وسام الحسن؟