ابتهالات في الأردن ضد lsquo;الحاجrsquo; عبد الله النسور وموجة سخرية عاتية تشيد بالفراولة قياسا بالبندورة.. وسؤال في الدولة العميقة عن كلفة بقاء الوزارة


بسام البدارين

الإبتهالات التي تستهدف الدعاء خلال عيد الأضحى وموسم الحج ضد رئيس الوزراء عبد الله النسور لا تعكس فقط توقا شعبيا لإسقاط حكومة الرجل المثيرة للجدل بقدر ما تؤشر على محطة مهمة قد تتحول إلى طاقة سياسية تودي بتجربة الحكومة تحت غطاء شعبي.
قيام النسور برحلة الحج الموسمية والتقارير الإعلامية التي غطت تفقده للحجاج الأردنيين في المملكة العربية السعودية، لم تشفع في تخفيف حدة النقد الشعبي للنسور الذي إرتفعت الأسعار بصورة جنونية في عهده وأصبح إسمه يتردد على كل لسان، خصوصا مع مظاهر الهبوط في التجارة العامة عشية العيد.
لدى الأردنيين عموما مؤشر حيوي على حجم إرتفاع كلفة المعيشة عندما يتعلق الأمر بسلعة شعبية هي حصريا lsquo;البندورةrsquo; التي أصبح سعر الكيلو منها بدينار واحد متكامل.
وهو أعلى سعر يمكن للأردنيين أن يتخيلوه مقابل هذه السلعة التي تزرع بكثافة في منازل الأردنيين وحدائقهم الصغيرة ومزارعهم الكبيرة.
الناشط المعروف شرف أبو رمان التقط ما هو جوهري في موجة سخرية ودعاء ضد النسور إنتشرت بكثافة على مواقع التواصل الإجتماعي الفيسبوكية، عندما قال بأن سعر البندورة الجديد سيمنع المواطنين من إعداد lsquo;مقلاةrsquo; البندورة الشهيرة في بلاد الشام مقترحا على الأردنيين إعداد مقلاة الفراولة وهي بالعادة المنتج الأكثر إرتفاعا بالسعر في السوق المحلية.
إرتفاع الأسعار دفع موجة السخرية عند الأردنيين إلى أقصى مداها فالتاجر عامر فيصل وضع أمام محله التجاري الصغير في منطقة الوحدات بالعاصمة لافتة صغيرة تقولrsquo; النسور..ألله لا يوفقكrsquo;.
وزميله وليد بطاح قال لـrsquo;القدس العربيrsquo;: أضع أطفالي وزوجتي يوميا في الصباح ونبدأ بوصلة دعاء ضد الرجل.
حتى سياسيون كبار يعتقدون بان مستوى الإلتزام الذي قرره النسور بوصفات ومتطلبات البنك الدولي كان مبالغا فيه مما دفع وزير التنمية السياسية خالد كلالده، إلى القول بأن النسور لم يرفع الأسعار في إشارة لإنها إرتفعت لوحدها.
طبعا تأثرت الأسعار بالإضطراب العالمي والإقليمي ومن الواضح أن النسور ليس طرفا يقرر في السياق لكن الجماهير لا تعرف ذلك ولا تعترف به وكل ما يعرفه الشارع الأردني اليوم أن الأسعار أصبحت جنونية بعهد النسور والضرائب زادت بمعدلات حرجة.
يحصل كل ذلك وأسئلة الفساد والإصلاح لا زالت معلقة في الواقع ودون إجابات والنسور قال للقدس العربي مرتين على اٌلأقل بان حكومته لن تنشغل بفتح دفاتر الماضي بل بالإنجاز مشيرا لإنه لا يسعى لمخاطبة الغرائز وبأن التاريخ سيحكم على تجربة حكومته والظروف الصعبة التي عملت تحت ضغطها بعيدا عن متطلبات الشعبية.


النسور أوضح: لا أسعى للشعبية بل للتصرف بمسئولية وهذا لا يمكنه أن ينتهي بتوجيه اللوم للحكومة وإن كانت ليست الطرف الوحيد في الواجهة.
لكن الشارع الأردني له الظاهر مما يفسر حملة سخرية حادة جدا طالت حكومة النسور تمت تغذيتها بوضوح من قبل بعض الأطراف في لعبة القرار في الأيام الأخيرة على حد تعبير وزير يعمل برفقة النسور، في الوقت الذي تظهر فيه الحكومة تجاهلا واضحا لآلام المواطنين والفقراء وذوي الدخول المحدودة لا يمكن تبريره إطلاقا على رأي عضو البرلمان النشط محمد الحجوج.
شباب الحراك أو من تبقى منهم بدورهم إجتمعوا ظهر الجمعة وإتهموا حكومة النسور بالكذب وإجتماعات ذات بعد عشائري وسياسي تعقد ضد الحكومة، وبعض أعضاء البرلمان لا زالوا يفكرون بمناقشة الثقة مجددا بها.
وبعض أعضاء نادي رؤوساء الوزارات منشغلون في إعاقة الحكومة وإحباطها والتحريض ضدها وداخل مؤسسات الدولة العميقة بدأت تطرح أسئلة محددة حول إمكانية وكلفة الصمود بحكومة النسور أكثر في الأسابيع المقبلة وحول البدائل المتاحة.
لذلك يعتقد وعلى نطاق واسع بأن وزارة النسور بدأت تتعرض للضغط ومن كل المستويات حيث بدأ كثيرون يالحفر تحتها على أمل إسقاطها شعبيا في الجولة الأولى تمهيدا لإسقاطها سياسيا في الجولة الثانية دون أي ضمانات تتعلق بجدارة وكفاءة البدلاء.