الاردن: بوصلة سورية تساهم في تحديد طاقم الحكم الجديد والتكهنات تلاحق البخيت والرفاعي وشخصنة في انتخابات رئاسة البرلمان


بسام البدارين

الإصغاء إلى بعض أركان البرلمان الأردني وهم يتحدثون بمرارة عن تفصيلات معركة إنتخابات رئاسة مجلس النواب ينتهي عمليا بالمزيد من الحسرة والحيرة على البوصلة السياسية التائهة عموما حيث يصر القوم على آليات تنافس لا ترقى لمستويات التحديات الواقعية.
في الوقت ذاته تبدو الأوساط السياسية مهتمة بتحديد مصير الحكومة الحالية حيث إشتعلت عشية عودة رئيس الوزراء عبدالله النسور من رحلة الحج الموسمية خلال الساعات القليلة الماضية بورصة الأسماء المرشحة لتولي الحكومة خلفا للرجل رغم عدم وجود دلالات مؤكدة على قرب التغيير الوزاري.
وكالات الأخبار الإلكترونية التي لا تتميز بالجدية عموما سلطت الأضواء مؤخرا على رجلين تردد إسمهما كثيرا في الأونة الأخيرة وهما سمير الرفاعي رئيس الوزراء الأسبق ونظيره معروف البخيت وكلاهما من رجال مؤسسة القصر أصحاب القنوات الدائمة. التقارير المحلية رشحت البخيت للعودة إلى موقع متقدم في الديوان الملكي خلفا للدكتور فايز طراونة بعدما تنشط الرجل مع مقربين منه على صعيد الملف السوري قليلا.
والقفز مجددا بإسم سمير الرفاعي حصل بعد لقاءات جمعت مقربين منه بحلفاء للنظام السوري في الساحة المحلية وبعد جلسات عصف سياسية في الوقت الذي إشتدت فيه الحملة على النسور الذي فقد عمليا كما يؤكد الناشط محمد خلف الحديد أي فرصة للإحتفاظ بأي تأييد شعبي من أي وزن أو نوع.
عمليا لا توجد إشارات مباشرة على دخول تعيينات عليا متوقعة منذ أسبوعين دائرة الإستحقاق مباشرة بعد عطلة العيد.
لكن هذه التكهنات تنطلق بالعادة في الأردن لسبب تمهيدي وإن كانت بوصلة الملف السوري ستساهم في تحديد هوية وملامح رجال المرحلة المقبلة، الأمر الذي يفسر صعود اسماء محددة من بينها الرفاعي وبخيت على خلفية إهتمامها الملموس مؤخرا بالمسألة السورية.
وسط هذا الجو المفتوح على كل الإحتمالات وجد النسور نفسه تحت حملة ضاغطة ترفع الغطاء الشعبي عن تجربته تمهيدا فيما يبدو لإقصائها وهو أمر من الواضح أن فريق النسور نفسه بدأ يستعد له نفسيا.
بالمقابل تخوض بعض أطراف البرلمان القوية معركة شديدة اللهجة على خلفية إنتخابات رئاسة البرلمان بدأت تتخذ في بعض تفصيلاتها إتجاها لا يبدو مريحا حسب عضو البرلمان الأسبق والناشط السياسي المعروف مبارك أبو يامين.
الشخصنة عنصر أساسي من عناصر المشهد الإنتخابي المتعلق بإختيار من سيجلس على كرسي رئاسة مجلس التشريع فعدد المرشحين أصبح ثمانية وستة منهم على الأقل لا يتمتعون بالجدية وثقافة الكراهية يمكن إلتقاطها في الرواق وفقا للصحافي المتخصص بشؤون البرلمان وليد حسني.
الأكثر إثارة أن برامج معلنة لبعض المرشحين للموقع تتحدث عن إسقاط او تقليص فرصة الرئيس الحالي والمرشح الأقوى عمليا سعد هايل السرور بالعودة للموقع وبأي وسيلة.
وهو وضع يرفض السرور نفسه التعليق عليه مشيرا لان جميع المرشحين أخوة والنواب سيختارون قناعتهم ويصوتون بحرية مؤكدا في تصريح لـrsquo;القدس العربيrsquo; بأن الأهم الحفاظ على هيبة مؤسسة مجلس النواب وهو مجلس قدم الكثير من الإنجازات التي ساهم فيها الجميع.
وفقا للسرور التنافس الحر الشريف هو جزء من تقاليد العمل البرلماني الأردني وسيحافظ الجميع عليها بصرف النظر عمن سيفوز في هذه الإنتخابات ومن سيجلس على الكرسي فالمصلحة العامة أهم من الأشخاص مع الإحترام للجميع.
لكن في الإطار الواقعي تكاثرت فجأة مبادرات التكتل الإئتلافي وبدأ كثيرون يطرحون سؤال نفوذ المال السياسي داخل المساحة البرلمانية وتحشد نخبة من أهم اللاعبين في إطار هدف واحد ومحدد يتعلق بإقصاء السرور بعدما نجح في الإفلات من مطب حل البرلمان مرتين على الأقل.