ايليا. ج. مغناير

خرج الصراع الايراني - السعودي من القمقم الى العلن ولم تعد تُستخدم بين الجانبين العبارات المنمقة واللغة الديبلوماسية. فقد وصفت المملكة العربية السعودية بلسان وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل ايران بـ laquo;الدولة المحتلةraquo; لسورية، وهي التي ابرمت معها معاهدة دفاع مشتركة تماماً كما قدّمت السعودية خدماتها الامنية للبحرين التي جمعتها معها معاهدة دفاع وتبادُل امني واقتصادي مشتركة.
وبلغ هذا الصراع بين السعودية وايران اشدّه على ارض الشام (سورية) وارض جبل عامل (لبنان) وبلاد الرافدين (العراق) ومملكة سبأ (اليمن) وجنة دلمون (البحرين).


وفي هذا الخضم من التنافس، أفاد مصدر قريب من الرئيس الايراني حسن روحاني لـ laquo;الرايraquo; ان laquo;ايران تتمنى معاودة فتح قنوات متينة علنية مع المملكة العربية السعودية للبدء بحوار جدي، ليس فقط على مستوى حوار المذاهب الذي سار في خطى جيدة، بل للانطلاق في حوار سياسي استراتيجي يزرع الثقة بين البلدين وينعكس تالياً على دول مجلس التعاون الخليجي وسورية ولبنان واليمن وباكستان وافغانستانraquo;.
واشار المصدر الى ان laquo;ايران مستعدة لبناء ورشة عمل سياسية مع المملكة العربية السعودية من اجل قيام لجان متخصصة من شأنها ازالة العقبات وطرح كل الامور على الطاولة بصدر رحب ومن دون قيود او شروط من الطرفين كي يدرك الجميع ان ايران لا تطمح لان تصبح دولة عظمى ولا تريد التمدّد على حساب جيرانها، بل ترغب في التعايش المشترك وقيام سوق اقتصادية مشتركة في المنطقة كلهاraquo;.
وأكد المصدر الايراني ان laquo;المنطقة العربية شهدت تحوّلاً أميركياً واضحاً تجاه ايران التي صوّرتها أميركا ولأكثر من 30 عاماً كوحش مفترس يتهيأ للانقضاض على جيرانه وهي كانت - اي اميركا - تعمل لأخذ ثرواتهم وإنشاء القواعد العسكرية على ارض الاسلام بحجة حمايتهم من المطامع الفارسيةraquo;. وقال: laquo;ها هي اميركا تبدأ اليوم بالانفتاح على ايران من بوابة الملف النووي الذي - اذا ثبت حسن نوايا الغرب - سيكون مدخلاً للملفات الاخرى التي تهمّ أمن المنطقة واستقرارها. وعلى العرب الالتفات الى ان الغرب لم يأخذ رأيهم في قرار الانفتاح على ايران انطلاقاً من الملف النووي ولن يأخذ برأيهم في الملفات الاخرى، فالاحرى بالمسلمين الجلوس معاً لبحث قضاياهم وعدم انتظار مجيء الاميركي لابلاغهم ما جرى الاتفاق عليه مع ايرانraquo;.


واوضح المصدر ان laquo;ابواب ايران مشرعة للتلاقي مع السعودية في منتصف الطريق، فإيران ماضية في سياستها الشرق اوسطية من دون اي تأثير خارجيraquo;.
اما في شأن سورية، فلفت المصدر الى ان laquo;ايران وقّعت معاهدة دفاع مشتركة مع سورية كما فعلت السعودية مع البحرين. فنحن لم نعتبر ارض البحرين محتلة، وهي التي امتلكتها الامبراطورية الاخمينية الفارسية منذ القرن الرابع قبل الميلاد واستقلت عن ايران عام 1970 على يد بريطانيا الاستعمارية. وكذلك هي الحال بالنسبة الى قضايا شرق اوسطية اخرى من الافضل مناقشتها بين المسلمين من دون التدخل الخارجيraquo;.
وحول الملف النووي، اكد المصدر القريب من روحاني ما كانت نشرته laquo;الرايraquo; سابقاً، laquo;ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا آماندو سيزور طهران الاثنين المقبل في اطار التنسيق مع فريقه لزيارة المفاعلات النووية المتفق عليها في المرحلة الاولى بغية التثبت من سلمية المشروع النووي الايرانيraquo;.
وكشف المصدر ان laquo;ايران ستطرح غداً (اليوم) في جنيف خلال لقائها مع مجموعة 5+1 (الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الامن فرنسا وبريطانيا واميركا وروسيا والصين + المانيا) الخطوات التي وعدت بالقيام بها اثناء اجتماع جنيف الاول، الشهر الماضي، وقد باشرت بتحقيقها وستطلب من المجتمع الدولي برنامجه للرد على الخطوات الايرانية المقترحة وكيفية تنفيذ الخطوات الغربية بعد التقرير الايجابي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عندها ستظهر النوايا الحقيقية للغرب ليبدأ مشروع بناء الثقة او انهياره، كما تنبأ المرشد الاعلى للثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي. وتالياً فان غداً لناظره قريبraquo;.