شملان يوسف العيسى

علينا أن نعترف كشعب بأننا فشلنا في ترسيخ مفهوم الديموقراطية
مبادرة سمو الامير بإقرار الصوت الواحد كانت محاولة جريئة للحد من التشوهات التي واكبت العملية الديموقراطية بالاختيار الشعبي لنواب القبيلة والطائفية والاحزاب الدينية.
السؤال، هل النموذج الكويتي للديموقراطية ناضج ام فاشل؟ خصوصا بعد كثرة الاستجوابات والمطالبات الشعبوية المكلفة.. التجارب العالمية مع الديموقراطية متعددة ومتنوعة والكل في السابق يدعي بان نموذجها الديموقراطي هو المناسب، لكن سقوط الاتحاد السوفييتي ودول اوروبا الشرقية اثبت بان الديموقراطية الاشتراكية فاشلة وترسخت على ضوء ذلك التجربة الليبرالية الغربية للديموقراطية والتي ينشد الجميع تقليدها او اتباعها.
لا ينكر احد بان تجربتنا الديموقراطية مميزة على مستوى دول الخليج وربما الوطن العربي حيث تنافسنا لبنان والاردن والمغرب، ديموقراطيتنا تميزت بالحرية للصحافة والإعلام لكن برزت أخيرا بعض الاحكام القاسية ضد بعض المغردين من الشباب.. تطرح تساؤلات حول مدى الحرية التي يتمتع بها المواطنون في بلدنا.


طرح بعض النواب والكتاب بان السماح للحزبية وتعددها قد يساعد في القضاء على بعض السلبيات التي تسود ديموقراطيتنا وهي الولاء القبلي والطائفي.. لكن التجارب الحزبية في الوطن العربي قد عززت الولاءات الدينية والطائفية على حساب الوطن فالتجربة المحلية في الكويت افرزت احزابا اسلامية منتسبوها يعززون الولاء القبلي والطائفي من خلال الحزب.. فالاخوان المسلمون او حزب الله الشيعي لا يمانع ولا يرفض الولاء القبلي او الطائفي مادامت مصالح الحزب الدينية مضمونة.. فالاحزاب الدينية اصلا لا تؤمن بالمفاهيم الوطنية او القومية هم يعززون الولاء الديني للمذهب على حساب الوطن.
علينا ان نعترف كشعب باننا فشلنا في ترسيخ مفهوم الديموقراطية وما يترتب عنها من تعزيز مفاهيم الحرية ودولة القانون والايمان المطلق بالتعددية الفكرية والدينية وغيرها والاهم من كل ذلك فشلنا فشلا ذريعا في ترسيخ روح المواطنة واسسها وكيفية العمل على تعزيز الوطن ومصالحه.. لقد حصرنا الديموقراطية في مصلحة النواب الشخصية ومصالح قبائلهم او طوائفهم او عائلاتهم.
فالتنمية لا تعني هدر الاموال لإرضاء الناخبين او تدليل الدولة للمواطنين - التنمية الحقيقية تعني انتاجاً اكثر واستهلاكاً اقل ومن ثم لا يمكن الوصول اليها دون جهد وعمل بشري شاق يتطلب تضحيات لا شعارات جوفاء ولوم.
يا جماعة الديموقراطية ليست انتخابات حرة فقط وتأزيم الامور بين السلطة التنفيذية والتشريعية - ما نريده ونطالب به اليوم هو التوقف وتقييم تطورنا الديموقراطية.. وهل خلقنا بعد اكثر من نصف قرن من الممارسة الديموقراطي حركة وطنية لديها ثقافة عالية تنبذ التفرد والاحتكار وتؤمن بمصالح الاطراف المتعددة في المجتمع؟