طارق مصاروة


فات صحفنا، وصحف عربية كثيرة خبر رويترز عن الاجتماع السريّ الذي ضمَّ بعض الدول العربية وإيران وإسرائيل، تم فيه البحث عن فرص عقد مؤتمر دولي بشأن خطر الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وذلك في قرية قريبة من مونترو في سويسرا يومي 21 و22 من شهر تشرين الأول الفائت!.


وقد تنبهت صحيفة laquo;الشرق الأوسطraquo; إلى الخبر فتابعته متابعة صحفية لائقة لخطورته، فقالت إن ممثلي هذه الدول - بين 13 و14 دولة - وباعتراف رسمي إسرائيلي عرضوا وجهات نظر بلادهم، لكنهم لم يجروا اتصالات ثنائية!
والخبر يتابع بأن أميركا كانت موجودة، وان الذي حضّر لهذا المؤتمر هو وكيل الخارجية الفنلندية ياكو لايفا،.. وان الاجتماع المقبل سيعقد في أواخر هذا الشهر!
والقصة كلها بدأت بمشروع طرحته مصر عام 2010، وتبنته روسيا وأميركا وبريطانيا، وهو ينص على إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. لكن واشنطن عادت وطلبت تأجيل الموضوع، ولم تحاول تحديد موعد لبحثه. حتى ظهر أخيراً. في مونترو السويسرية مؤخراً.


.. والملاحظ، أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تملك الأسلحة النووية في المنطقة، ولكنها تشارك الولايات المتحدة الرأي بأن امتلاك إيران لهذا السلاح هو الخطر الحقيقي. لا لأنها ستستعمله في أي وقت من الأوقات، لكنه يشجعها على المغامرة في منطقة مفككة تعصف بها الصراعات الداخلية، وتنهكها تدخلات القوى الدولية والإقليمية.
الجديد الآن أن إسرائيل لم تعد تتعامل بالألغاز عن امتلاكها للسلاح النووي. لكنها تقول بصراحة، وقالت ذلك في مونترو إن الشرق الأوسط لا يمكن أن يكون خاليّاً من الأسلحة النووية - وهي تعني هنا نفسها - إلا بوصول الجميع في المنطقة إلى السلام الشامل بين العرب وإسرائيل!.


يهمنا أن نتابع الصحافة وهذه العناوين، وأن نسمع من الناطقين الرسميين غير الجمل المعادة المكرورة: وتم بحث قضية الشرق الأوسط. وتناول المسؤولون الأزمة السورية، وتباحث المبعوث العربي والدولي الإبراهيمي مع المسؤولين، فهذه ليست أخباراً سياسية، وإنما هي أخبار تشريفاتية تبدأ من الوصول إلى مكان الاجتماع، والإنتهاء منه بتصريحات تقول ولا تقول!