rlm; زينب عبدالرزاقrlm;-rlm; كريمة عبدالغني

لا خوف علي مصرrlm;,rlm; بل إنني متفائل بمستقبل زاهر ينتظر بلادناrlm;..rlm; هكذا بدأ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق حواره لـالأهرامrlm;..rlm; جمعة يؤكد أننا نسير بخطي ثابتة في تنفيذ خارطة الطريقrlm;..rlm; وان الإرهاب يسعي لتقسيم الشعب المصري الي ثنائياتrlm;..rlm; مسلمين وأقباطrlm;,rlm; شعب وجيشrlm;,rlm; جيش وشرطة فقراء وأغنياءrlm;,rlm; لكن الفشل سيكون حليف هؤلاء الإرهابيينrlm;.rlm;

ويمضي قائلا إننا لم نعط للأزهر القوة اللازمة لتفعيل دوره وتصحيح صورة الإسلام في الخارج, وأنه حتي الآن لا يوجد قانون لدار الافتاء المصرية!.. فهل يعقل هذا؟؟ نقاط كثيرة وأسئلة عديدة ذهبنا بها الي فضيلته وإليكم نص الحوار:


المشهد الراهن يغلب عليه محاولات الإخوان المسلمين المستمرة لتكسير الدولة وشل حركتها وافتعال الأزمات, فما الطريق الأمثل للتعامل معهم من وجهة نظرك؟
ليس لها حل سوي المواجهات الأمنية, والتعامل السلمي مع السلميين, أما المسلحون فيقبض عليهم ويؤخذ السلاح منهم ويطبق عليهم القانون, ونسير في مسيرتنا, وفي رأيي الوقت في صالح الشعب, فلا يمكن لأي شخص أن يغير أي شعب أو نظام إلا اذا كان معهم70% علي الأقل منهم يؤيدونه, واليوم عدد الإخوان المسلمين لا يزيد في أفضل تقدير علي600 ألف شخص بحيث تمثل نسبتهم من عدد المصريين180/1 تقريبا, أي أن عددهم صغير ولن يتمكنوا من هزيمة الشعب المصري.


لكن مع قلة عددهم هذه إلا أنهم يتعمدون إشاعة الفوضي والتخريب كما فعلوا في جامعة الأزهر أخيرا؟


كل هذه الأفعال تخصم من رصيدهم المستقبلي, وكلما قتلوا وخربوا وكسروا في الاقتصاد المصري عرف الشعب حقيقتهم وكذبهم, وبدلا من أن نتقي شرهم لعشر سنوات نتقيه150 عاما مقبلة, فبأفعالهم هذه يقتلون أنفسهم ويلفون الحيل حول أعناقهم بأيديهم, وبرغم أن ما نعيشه هو بمثابة محنة إلا أن في باطنها منحة, وهي انكشاف المرجفين في المدينة.


ما قولك في الاعتراضات والمظاهرات من قبل جماعة الإخوان المسلمين علي محاكمة الرئيس المعزول بدعوي أنه الرئيس الشرعي ولا يجب محاكمته؟


عندما ارتضي الشعب المصري وسيلة الانتخابات لاختيار رئيسه, والتي تمت بصورة نزيهة في أغلب الظن, وفاز بناء عليها الدكتور محمد مرسي بنسبة51% ضد المنافس الذي كان أمامه, وبموجب القواعد الديمقراطية وبفوزه في الانتخابات بالرئاسة, أصبحت له الشرعية وتولي فعلا الرئاسة, وقد وعد بتنفيذ برنامج معين كدلالة فقط علي نجاحه وعمله لمصلحة الشعب في مدة مائة يوم, إلا أنه فشل فشلا ذريعا وتوالي فشله بإصداره للإعلان الدستوري! ثم بدت عليه تصرفات كثيرة جدا تدخله في نطاق الخيانة العظمي, وهي التي يحاكم عليها الآن ابتداء من قضية التخابر وقضية حلايب وشلاتين, وسد النهضة في إثيوبيا, ومقتل الـ17 جنديا في رمضان والذي وعد بالقبض علي الجناة ولم يفعل, واصداره العفو عن750 إرهابيا من السجون المصرية, بالاضافة الي مسئوليته عن احداث الاتحادية من تعذيب وقتل للمعتصمين وتلفيق التهم لهم, وكل تلك القضايا أشياء استوجبت فشلا ذريعا وعلامة قوية, فأغلب أفعاله مسجلة صوتا وصورة وتلك الأشياء هي التي ذهبت به الي القضاء حتي يتحقق من خيانته أو عدمها, فشخص بهذه الصفات تسقط شرعيته.


شرعا متي تسقط شرعية الحاكم وتلغي شرعية الصندوق الذي يتحجج بها مؤيدوه؟


لا يوجد شيء اسمه الصندوق فهو وسيلة وليس غاية, ودائما اذا اختلت أمور البلاد والعباد في يد الرئيس فينصح بالتنازل عن الحكم, واذا لم يستجب لذلك بشكل ودي فإن أهل الحل والعقد يسحبون منه الشرعية, وهذا ما حدث بالفعل, فحضر في أثناء إلقاء البيان قائد الجيوش وشيخ الإسلام وقداسة البابا والقوي السياسية وقاضي أعلي محكمة بمصر, وكل هؤلاء هم أهل الحل والعقد بالبلاد وفق الفقه الإسلامي, وهم من لهم حق سحب الشرعية من الرئيس بعد أن كانت موجودة, وهو ما حدث بالفعل يوم2013/7/3 والذي انتهت فيه شرعية محمد مرسي, وتلك الحالة موجود لها نظائر في التاريخ الإسلامي, منها الشيخ حمد في قطر والذي أنهي شرعية والده, ولم يقل أحد وقتها انه قام بانقلاب.
ويذكرنا التاريخ القريب الملك فيصل, حين أخذ الشرعية من الملك سعود, الذي سحبها منه الشيخ محمد إبراهيم مع لجنة شرعية من بين أعضائها عبدالعزيز بن باز.
وفي أوائل القرن العشرين, أخذ السلطان عبدالحفيظ الشرعية من السلطان عبدالعزيز بالمغرب, وعن ذلك ألف عبدالحي الكتاني كتابا عن انتهاء شرعية من يفسد بالبلاد وسماه محاكمة الخلان, وهناك أمثلة عديدة لمثل تلك الحالات من سحب الشرعية وانتهائها, اذا ما اختلت البلاد والعباد, إلا أن الحالة المصرية كان الأمر بها أعمق من كل الحالات التي ذكرناها, فمصر أضيف لحالتها دواع أخري لإنهاء الشرعية, وهي خروج الشعب بحيث كانت البلاد علي شفا حرب أهلية وهو الأمر الذي لم نشهده عندنا من قبل ولا نتحمله واذا حدثت فهو بمثابة المصيبة والكارثة, التي ضررها علي مصر أكثر من أي دولة أخري, فلو حدثت بدول مثل سوريا أو السودان أو لبنان, لما أحدثت نفس الضرر الذي سيحدث لدينا, وذلك نظرا للطبيعة الجغرافية المصرية وهي انبساط الأرض بها, بخلاف الدول الأخري فيكون الأثر فيها خفيفا لوجود الغابات والجبال, ولذا فإن ما طبقه الفريق السيسي كان وفق رأي أهل الحل والعقد للحفاظ علي البلاد من السقوط في الهاوية, كما أن الجيش عند عزل مرسي لم يأخذ الحكم برغم أنه كان قادرا علي ذلك ولكنه ترك الحكم لرئيس المحكمة الدستورية العليا, وهذا كله يدحض أي حديث عن فكرة الانقلاب لأن رئاسة مصر وحكومتها مدنية والجيش سيقتصر دوره علي الحماية.


ما ردك علي الانتقادات التي توجه لك ويطلقون عليك من يسمون بعلماء ضد الانقلاب بأنك تلوي النصوص وتكيفها لدعم العسكر؟


النصوص لا تلوي, ومع ذلك أتوجه لهم ببعض الأسئلة واجاباتهم ستفضح أمرهم, فهل هم مع ما يحدث في سيناء من إرهاب وترصد لجنود الجيش المصري؟ وهل هم وراء تلك الأحداث؟ أم أنهم بريئون منها ولا يدعمونها؟ واذا كانوا خلف هذه الأحداث فلعنة الله عليهم.


أي نصوص تتحدثون عن ليها ولماذا لا تقفون معنا ضد الإرهابيين في سيناء, فما معني قول محمد البلتاجي: إنه فور عودة مرسي ستتوقف العمليات في سيناء؟! وبرغم تكذيبهم لذلك القول وأنها فوتو شوب إلا أن الغريب, أن البلتاجي نفسه اعتذر, وقال إنه لم يقصد المعني بالتحديد وأنما قصد أن الناس في سيناء ستأخذهم الحمية وسينفعلون لرحيل مرسي وذلك معناه أن الجماعة لم تعد تسيطر علي أفرادها, ونحن بذلك أمام مصيبة بكل المقاييس ونريد منهم اجابات واضحة علي الأسئلة التي ذكرناها لهم, لأننا نتعجب من فرح الإخوان المسلمين من أي مصيبة تلحق بمصر, تجد فرحتهم الشديدة في نكسة1967!! وفرحتهم الأخيرة في فوز منتخب غانا علي المنتخب المصري!! فمن الواضح أنهم لا يحبون هذا الوطن.


ما ردك علي انتقادك بأنك أجزت قتل المتظاهرين؟


أنا أتساءل أين كلمة متظاهرين في كل ما ذكرته من حديث, بل بالعكس لي فتاوي تملأ الأرض في جواز التظاهر السلمي وعدم المساس بهم, ولكن ماذا يريدون أن أقول في المتظاهر الذي يحمل السلاح ويطلق النيران من منارة المسجد ويدعي أنه متظاهر سلمي, فأنا لا ألوي نصوصا ولكني أعلم الناس ما جزاء المرجف الإرهابي في الأرض والذي أمرنا رب العالمين بقتله, أما أمر التلبيس فهو من شأن الأبالسة.
وقد قال الله تعالي لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون, ولبس الحق بالباطل رأيته بعين رأسي في أولئك الإخوان المسلمين والذي كلما وجدوني أتحدث عن الخوارج يقولون إني أتحدث عنهم, فالله سبحانه وتعالي يصف المنافقين بقوله يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فأحذرهم قاتلهم الله أني يؤفكون, وقول المولي عز وجل هو الذي نراه فيهم, فما دخل الإخوان في شيء عبر تاريخهم بالـ80 عاما إلا وفشلوا فيه لأنهم دائما حريصون علي الكذب والخداع.


إلي متي سنظل نعاني من نهجهم وعربدتهم في البلد من وجهة نظرك؟


نحن نري المستقبل فهم قلة ولن يستمروا في عربدتهم لأنهم سيصطدمون بحائط التاريخ الحديث وسنة الله في كونه, والتجربة موجودة في كل مكان وزمان, فأين ذهب الخوارج الذين قتلوا سيدنا علي غير مزبلة التاريخ, وهذا سيكون المصير الدائم لخوارج كل زمان هم وأعوانهم وبرغم أن كثيرا من الاخوان حاليا يعيشون في وهم أنهم ليسوا من الخوارج, ونقول لهم إن القيادات التي تأمر بالإرهاب هم من الخوارج, أما المضللون والمساكين الذين سلموا أنفسهم لقيادات إرهابية فندعو لهم بالهداية والعودة للطريق الصواب.


أليس هناك دور لعلماء الدين لمساعدة هؤلاء المغيبين والمضللين للخروج من دائرة الجماعة التي تتعمد دخول حرب مع الدولة؟


أرجو أن لا تستخدموا الألفاظ التي يطلقونها فنحن لسنا في حالة حرب بل ما نعيشه هو حالة إجرام من قبل جماعة الاخوان المسلمين.


أما المضللون والمغيبون فليس هناك دور معهم سوي التعليم لتوضيح الرؤي لهم, والوقوف علي أسباب حيرتهم واعتبارهم للآخر غير مسلم برغم أننا كنا ومازلنا مسلمين, ولي كتاب حاول الاخوان المسلمين اخفاءه هو التجربة المصرية والذي أكدت فيه كل تلك المفاهيم وإظهار المخالفات والكذب, وفيها كذب بالقول بأننا طبقنا القانون وأخذ هذه المقولة بعض العلمانيين ورددوها ولذلك أري أن هذه التوجهات المنحرفة أنها الوجه الآخر للإلحاد, لأن الملحد والمتطرف الديني اتفقوا علي وصف الاسلام بما ليس فيه, فالإسلام ليس دين عنف أو ضد العلم أو المرأة أو الطفولة, والبيئة كما يروج له كلا الطرفين, فالإسلام دين الحب والرحمة.
ولكن الصورة المتسيدة عن الإسلام بالخارج الأن.. أنه دين العنف والقسوة فكيف يمكننا تصحيح تلك الأفكار لدي الغرب عن الإسلام؟


بأن نستمر في دعوتنا, فالأزهر الشريف يتمتع بسمعة عالمية عند المسلمين وغيرهم في الداخل والخارج.


ولماذا لم تتمكن سمعة الأزهر من التغلب علي إزالة الصورة المشوهة عن الإسلام بالغرب وخصوصا بعد أحداث11 سبتمبر؟


لأننا لم نعط للأزهر القوة اللازمة لتفعيل دوره.


ما القوة التي تقصدها؟


منذ عهد محمد علي والذي قرر أن يكون الأزهر موجودا ولكن غير قوي, بحيث إنه حافظ علي وجوده وقلص قوته وسطوته والتي يجب أن تتوافر له بقوانين تحميه وتحافظ علي استقلاليته, لكي يقوم بدوره كما ينبغي, ولذا لا توجد حتي الآن قوانين لدار الافتاء وقد قدم مصطفي الجندي منذ زمن مشروع قانون يمنع صدور الفتوي إلا من دار الافتاء المصرية, إلا أن هذا القانون تم رفضه لأن الحكام ساروا علي مبدأ أنه لابد من وجود الأزهر مع ضرورة اضعافه!!, فالمسئولية والسلطة وجهان لعملة واحدة, فالأزهر قدم كل ما يمكنه دون أن يملك أي آلية تمكنه من عمله.


ونحن بصدد إعداد دستور جديد للبلاد ألم يكن لكم مقترح بوضع نصوص بالدستور لتحافظ للأزهر علي استقلاليته ولدار الافتاء حق الانفراد بالفتاوي؟


لكي نكون واقعيين, فهناك لجنة فعلية مشكلة من الأزهر وهؤلاء الممثلون هم من لهم الحق في نقل وجهة نظر فضيلة الإمام الأكبر داخل لجنة الخمسين.


ولكنك من كبار علماء الدين بالدولة ومن المؤكد أن لك رؤية عن الآليات التي تمكن المؤسسات الدينية من الحفاظ علي وسطية الإسلام؟


ليس لي شأن بالدستور ولكني أهتم بالقوانين, وفور تشكيل مجلس الشعب سوف يكون لي قول وقتها.


فوضي الفتاوي التي نعيشها أخيرا ما سبل مواجهتها للحد منها؟


نحن نقع في مشكلة كبيرة اسمها مشكلة المصطلحات, فإطلاق لفظ فتوي علي كل قول أمر خاطئ لأن الفتوي هي ما تصدر عن دار الافتاء ومجمع البحوث الإسلامية فقط, وخلاف ذلك هو مجرد رأي, أما الذي يساعد هؤلاء في نقل حديثهم علي أنه فتوي, فهو الإعلام, فعندما يقال إن الشيخ أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري صدرت عنهم فتوي فهذا كلام خاطئ, ونبهت إليه في محاضرات عدة لأن القول علي كل رأي فتوي يساعدهم علي الاستمرار في ذلك.


ما الضوابط التي من شأنها أن تردع غير المؤهلين بإصدار الفتاوي؟


الضوابط يعلمها المتخصصون ويلتزمون بها جيدا, ويجب أن لا نطلق مصطلح الفتوي إلا علي ما يصدر منهم, فكما لا يقبل الطب من العطارين وانما من أساتذة الطب, فكذلك يجب أن لا تقبل الفتوي إلا من أهلها, والصحافة والإعلام يجب أن تنزه نفسها عن الوقوع في مثل تلك الأخطاء, ويتوخوا الحذر من استخدام الألفاظ في غير مواضعها الصحيحة كخطئهم في اطلاق لفظ الجهادية علي الجماعات التكفيرية, مع أنه ممنوع استخدام كلمة شرعية مثل الجهاد والتي تبدأ بالجهاد الأصغر الي الأكبر, في ذلك الموضع القذر.


ولكن ما ردك علي القول بأن غياب دور علماء الدين الحقيقيين لانشغالهم بأمور أخري هو الذي سمح بانتشار الأفكار الهدامة والمخالفة لتعاليم الإسلام من خلال تلك الشخصيات غير المؤهلة؟


هذا كذب لأن الأزهر ودار الافتاء وهيئة كبار العلماء لم يغيبوا عن الساحة في أي وقت من الأوقات ولكن الإعلام الرخيص هو الذي أنشأ هؤلاء وفرض هذه الحالة والذي يزيد الأمور سوءا, ان القنوات الرسمية بعد ذلك تستعين بهم في برامجهم وتصنع منهم نجوما, فالإعلام هو الاهم في انتشار أفكار وفتاوي غير مسئولة وليس الأزهر أو باقي المؤسسات الدينية.


لم نقل ان المؤسسات الدينية أو الأزهر آثمون ولكن نطلب منهم مزيدا من الجهد والانتشار لوقف كل الأفكار المضللة.


لكي تتمكن المؤسسات الدينية من ذلك, يجب أن تتوافر لها سلطة وقوانين لتمكنها من تنظيم هذه الأمور ولكن مع استمرار الوضع علي ما هو عليه, فكيف يمكننا أخذ مواقف لردع هؤلاء, إضافة الي ذلك وهي حالة مناداتنا بهذه السلطة ستخرج علينا آراء تعترض وتطالب بعدم منح أي سلطات لعلماء الدين بدعوي ترك كل فرد يفكر ويقول ما يشاء تحت مبدأ حرية الرأي.


نعم حرية الرأي مكفولة ولكن الرأي في الدين ونصوصه وتفسيراته الاجتهادية ألا تري أنه لا يجوز إلا للمتخصصين العمل به حتي لا يحدث تلاعب به؟


هذا رأيك وليس رأي باقي الإعلاميين, وهنا يوجد النزاع بين الطربوش والعمامة, مع أننا لايجب أن نكلف الأزهر بما لا يطيق, وضرورة منحه مساحة للعمل وسلطة لكي تتم مساءلته بعد ذلك, عن أي تقصير, ولا يسأل وهو لا يمتلك أي سلطات بل علينا أن نقدره لأنه تمكن من الاستمرار الي الآن بعد كل هذا الاغراق.


ألا يستوقفك موقف الغرب ورد فعلهم المتغير حول ما تتعرض له الكنائس في مصر من هجوم وحرق وتدمير من قبل جماعة الاخوان المسلمين؟


أري أنهم تخلوا عن مبادئهم من أجل مصالحهم, وهذا نوع من أنواع الفساد.


تساؤل يفرض نفسه عن الأسباب التي أدت بنا لحالة الضعف والوهن والتخلف والتأخر بعد أن كنا أصحاب الحضارة الإسلامية في عهد العصور المظلمة بأوروبا وكيف وما مدي إمكان النهوض من جديد؟
الحالة التي ذكرتها نشأت لأننا لم نتعلم فلو نحن علمنا الشعب لما وصلنا لهذه الحال, والذي ساعد عليه عوامل كثيرة منها أننا مررنا بفترة استعمارية حرصوا فيها علي تكسير عظامنا علي مدار50 عاما, حيث ظل الغرب يمارس سياسة مقاومة الرجل المريض حتي تمكن من عقد اتفاقية سايكس بيكو1918 فالاستعمار لم يتركنا في حالنا, ونحن أيضا لم نترك حالنا لأننا لم نتمكن عند حد في تعداد السكان لنسد الفجوة في احتياجاتنا حتي من القمح, كما أن الحالة التي نعيشها هي ثمن موقعنا في المنطقة الملتهبة بالعالم, ومع كل ذلك فالصورة ليست قاتمة بهذا الشكل, فلدينا علماء أمثال أحمد زويل ومجدي يعقوب وآخرين في الداخل والخارج, كما أن التقدم العلمي والانطلاق بدأ من1830 وحتي1930 وهي الفترة التي تمكن الإنسان من اكتشاف واختراع كل شيء وما تلا ذلك هو مجرد تجميع وتطوير لما تم اختراعه في الفترة السابقة, والشيء الوحيد الذي اخترع حديثا هو منبع فخرنا لأنه خرج من عالم مصري إسلامي أيضا وهو اختراع الفيمتوثانية والنانو تكنولوجي.


الي أي مدي تخاف علي مصر من الأحداث والظروف التي تمر بها؟


لا أخاف عليها اطلاقا من أي شيء.


تتحدث بمنتهي الراحة والتفاؤل برغم الأحداث التي نمر بها وشعور المصريين بأنهم يعيشون فوق أرض مهزوزة؟


من يشعر بذلك لأنه منشغل بالشبورة, أما أنا فأري ما بعدها فلو فكرنا خارج الصندوق فستزول مخاوفنا, وتفاؤلي يعود من قراءتي الجيدة للتاريخ والجغرافيا فلن يستمر الوضع الراهن, فمع تنفيذ خارطة الطريق وبانتهاء الدستور وتشكيل البرلمان, ثم الرئاسة سيحل الأمر من تلقاء نفسه وبداية الانطلاق ستبدأ من شهر مارس المقبل, فكل المناوشات التي يضعها الإخوان ما هي إلا محاولة للتشويش حتي لا نصل لهذا التاريخ, وأعتقد أن عراقة الشعب المصري وسعة أفقه وتجربتهم الحديثة والقديمة ستمكنهم من اجتياز هذه الفترة بسلام, وبعد ذلك لن نجد هؤلاء بالصورة, كما اني ألاحظ أمرا إيجابيا للغاية وهو التزام الحكومة بالقانون بطريقة قد تغضب البعض وكان من الممكن أن يحذو حذو جمال عبدالناصر عندما اعتقل الاخوان المسلمين, ولكنهم لم يفعلوا ذلك بل اقتصر الأمر علي القبض والحبس لكل من وجدوا له تهما من قبل النيابة العامة بحيث لا يوجد في بر مصر شخص معتقل وكل المحبوسين بناء علي قرارات النيابة التي تجدد أو تلغي حبسهم.


فنجاحنا في المرحلة الحالية لتمسكنا بتطبيق القوانين بحذافيرها وترك الأمور للجهة القضائية العادلة والتي تسير كالسيف.
ألا تخشي من ترصد البعض بمصر والسعي لإحداث شروخ بها لتفتيتها وتقسيمها؟


مصر دولة كبيرة ولها جغرافيا معينة وتاريخ عميق بالعالم, وعدد سكانها كبير, وتلك المقومات المجتمعة معا تجعل مصر من الدول غير القابلة للتفتيت أو لمواجهة حروب أهلية, فعبر السنين لم تشهد مصر ذلك, ولكن لأن الارهاب ينتج من عبادة الجهل فيظن أنه بمقدوره تفتيت مصر, ولذلك هو يعمل علي قضيتين هما ضرب الاقتصاد وتعطيله ومحاولة مستميتة لإفقار مصر, والعنصر الآخر هو محاولة تفتيت الشعب المصري لثنائيات المسلمين والأقباط, الشعب والجيش, أو الجيش والشرطة, الفقراء والاغنياء, الحكومة والمحكومين, وتلك الثنائيات بسيطة وليست عميقة ولا تتناسب مع حقيقة مصر ولكن القيادات الساذجة للإرهاب تلعب عليها علي مدار أربعين عاما, وبرغم فشلها الذريع في نهجها طوال تلك المدة إلا أنها مازالت في حالة استمراء له علي أمل موهوم, يسعون للوصول إليه وهو تفتيت مصر, وهم هنا كشخص يريد هدم الهرم فيقذفه بالحجارة والتي يمكن أن تصيب أشخاصا إلا أنها لن تتمكن من هدم الهرم, وكذلك الإرهابيون لن ينجحوا في مساعيهم.


كيف نحافظ علي وحدة مصر ونحميها من خطر الإرهاب؟


لأبد أن يكون معلوما أن الإرهاب الموجود حاليا يشتمل علي جهات كثيرة, ولكن الواضح أن أغلبهم من الخوارج واذا كنا نريد وحدة الوطن هم يسعون لغير ذلك, فالإرهاب الحادث حاليا موجه ضد الشعب وليس ضد الحكومة أو الجيش, وتأتي آفة الإرهاب من مصيبة وقعنا فيها بانهيار منظومة التعليم, فكل ما نعانيه الآن من الإرهاب ناتج عن الجهل, فأدعي أن مصر كانت تسير في تعليم مستقيم حتي عام1970 ثم انشغلت بعد ذلك بقضايا أخري أدخلت نفسها فيها, نتج عنها حرب اليمن والنكسة وصولا لنصر أكتوبر1973, كل ذلك وجه البلد لمبدأ لا صوت يعلو فوق صوت المعركة مما أدي لاختلال الأمور, فتارة نتجه نحو الاشتراكية وأخري للانفتاح الاقتصادي, والتعليم لم يعد في مكانه اللائق, فلكي نحافظ علي هذا البلد ونحميه من التطرف والإرهاب يجب أن نعيد لمنظومة التعليم مكانتها, بحيث تعلو فوق كل صوت.