حسنين كروم


أبرز ما جاء في صحف امس الخميس 14 تشرين الثاني/نوفمبر، كان إلغاء حالة الطوارئ، وزيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر، وبحث وضع المدارس المملوكة للإخوان تحت إشراف وزارة التربية والتعليم بسبب عدم تحية العلم وتحريض الطلاب ضد الجيش والشرطة وإلقاء القبض على الشخص الذي مول المظاهرات في الجيزة يوم الجمعة الماضي، وأدت الى مقتل الطفل البريء محمد البدوي، ومقتل اثنين من الإرهابيين في سيناء والقبض على عدد منهم وإصدار النيابة العامة قرارا بإلقاء القبض على ثمانية عشر طالبا بجامعة المنصورة وثلاثة طالبات بتهمة اتلاف مدرجات ومكاتب، وإصدار محكمة جنح قسم الجمالية بالقاهرة أحكاما بالسجن ثمانية عشر عاما على اثني عشر متهما بالهجوم على مقر مشيخة الأزهر، وتغريم كل منهم أربعة وستين الف جنيه.


أما الموضوع الاكثر أهمية وإثارة فكان رسالة الرئيس السابق محمد مرسي إلى الشعب:
ونشرت في الصفحة الأولى من جريدة lsquo;الحرية والعدالةrsquo; وجاءت في مؤتمر صحافي عقده في مقر حزب الاستقلال (العمل سابقا) المتحدث باسم هيئة الدفاع وعضو مجلس نقابة المحامين محمد الدماطي، وقال ان مرسي أبلغهم برأيه عندما اجتمع أعضاء هيئة الدفاع به في سجن العرب، وقام بصياغتها رئيس الهيئة الدكتور محمد سليم العوا، على شكل رسالة للشعب، جاء فيها:
lsquo;هذا الانقلاب جريمة وخيانة لمخالفته القوانين الخاصة بتنظيم وتحريك القوات المسلحة، وخيانة لله ولرسوله، والحنث بالقسم الذي أقسمه وزير الدفاع وخيانته للدستور والشعب وللقائد الأعلى للقوات المسلحة والجيش المصري وزجت به في اتون السياسة ودواماتها، وخيانة للأمة أوقعت الفرقة بين أبنائها حتى داخل العائلة الواحدة.


أيها الشعب الكريم، لن تستعيد مصر عافيتها إلا بزوال كل ما ترتب على هذا الانقلاب العسكري وإلغاء آثاره في كافة المجالات وبمحاسبة الذين أراقوا الدماء الغالية في كل مكان من أرض الوطن، وهي دماء لا يملك العفو عن المسؤولين عنها أحد ولا تشفي نفوس آلاف العائلات المصابة في رجالها ونسائها وشبابها وبناتها إلا بالقصاص العادل الذي يرضي رب العالمين قبل أن يرضي أسر المكلومين. انني اريد أن أغتنم هذه الفرصة لأوجه التحية الصادقة لأبناء هذا الشعب الذين انتفضوا ضد الانقلاب منذ لحظته الأولى، ولا يزالون ثائرين عليه بصورة يومية في كل أنحاء الوطن في صمود ليس له مثيل، واطمئن هؤلاء الأبطال الثابتين على موقفهم انني استمد من قوتهم قوة مضافة، ومن عزمهم عزماً جديداً يثبتني على ما عاهدتهم عليه قبل انتخابي، من إعلاء مصلحة الوطن. ان هذا الصمود رسالة قوية وأن عهد الانقلابات قد انقضى وأن هذا الانقلاب بدأ في الانهيارrsquo;.
ويمكننا القول ان ما كتبه صديقنا الدكتور سليم سيكون محور المرافعات عن مرسي في سلسلة المحاكمات التي سيتعرض لها.
والملاحظ ان صياغة الرسالة تهدف الى وقف حالة الانهيار في معنويات الجماعة، وتبشرهم بعودة الرئيس. وقد علمت ان هناك أقوالا يرددها الإخوان المحتجزون الآن في السجون لأقاربهم الذين يزورونهم بأن مرسي سيعود في ذكرى ثورة يناير، في الخامس والعشرين من يناير القادم، وكانت المفاجأة هي نشر الرسالة في جميع الصحف وعلق عليها رئيس تحرير lsquo;الأخبارrsquo; زميلنا محمد حسن البنا بقوله في عموده اليومي:
lsquo;يتصور الرئيس المعزول انه مازال في منصبه وأخشى أن يصدق نفسه فنصبح أمام حالة نفسية يصعب علاجهاrsquo;.
وإلى بعض مما عندنا:

اللون الأصفر يبعث النشاط
في الجهاز العصبي ويسر الناظرين

ونبدأ تقرير اليوم بالإشارة إلى استمرار تفشي ظاهرة اليأس والإحباط بين صفوف الإخوان بعد الإطاحة بهم، ويحاول البعض منهم مواجهة الشعور المتزايد باليأس، برفع الروح المعنوية، لهم بالاتيان بأمثلة ونماذج دينية، لتبين انهم على حق وان الانقلابيين هم أعداء الله، وأن مصر لم تعد وطناً لهم وأن علمها ليس علمهم، وإنما وطنهم الصغير في رابعة ورايتهم صفراء، بالإضافة إلى راية حلفائهم السوداء، لدرجة أن جريدة lsquo;الحرية والعدالةrsquo; نشرت يوم الجمعة الماضي موضوعاً في صفحتها الأخيرة جاء فيه بالنص عن الراية الصفراء:
lsquo;ربما يتساءل الكثيرون عن سر اتخاذ اللون الأصفر كخلفية مميزة لشعار رابعة الصمود، وهل اختيار هذا اللون جاء قدراً أم أن وراءه مغزى ورسالة معينةrsquo;. الدكتور أمير صالح أستاذ العلاج الطبيعي والطب التكميلي بجامعتي القاهرة وشيكاغو، يكشف عبر موقعه الالكتروني في مقاله حول أسرار العلاج بالألوان الكثير من أسرار اللون الأصفر، يقول صالح: lsquo;اللون عبارة عن طاقة مشعة لها طول موجي معين، تقوم المستقبلات الضوئية في الشبكية على ثلاثة ألوان هي الأخضر والأحمر والأزرق، وبقية الألوان تتكون من مزج هذه الألوان الثلاثة وعندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية والجسم الصنوبري في الدماغ، مما يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية، ومن ثم السيطرة المباشرة على تفكيرنا وسلوكنا، أجريت بحوثا عديدة في مختلف دول العالم عن الألوان فكان اللون الأصفر هو الأكثر انسجاماً مع البيئة وقد بينت التجارب أن اللون الأصفر يبعث النشاط في الجهاز العصبي، وهو منشط لخلايا المخ ويفتح الشهية للحياة بصفة عامة ويسر الناظرين، وقد وصف الله بقرة بني إسرائيل في القرآن الكريم lsquo;صفراء فاقع لونها تسر الناظرينrsquo; وقد أصدرت العديد من المؤسسات الدولية توصياتها بدهان حجرات الطلاب باللون الأصفر، لأنه ينشط القدرات الذهنية ويرفع همة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ووصف لبعض الطلاب الذين يشعرون بالخمول بالتحديق في ورقة صفراء لمدة ثلاث دقائق، حتى يتم تحفيز الذاكرة. كما أن أتوبيسات الطلاب يفضل طلاؤها باللون الأصفر حتى تنشط ذاكرة الناظرين إليها من السائقين الآخرين فيأخذون حذرهمrsquo;.

lsquo;اللهم اجعل لأمتنا
فرجاً قريباً ومخرجاً رحباًrsquo;

المهم ان عملية اليأس عبر عنها ايضا يوم الأحد في lsquo;الحرية والعدالةrsquo; مفتي الجماعة الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور عبدالرحمن البر، الذي كان يطمح الى تولي مشيخة الأزهر، بقوله مخاطباً أفراد الجماعة.
lsquo;الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ولا يخيب من دعاه، ولا يكل من توكل عليه إلى غيره، هو ثقتنا حين تنقطع عنا الحيل، وهو رجاؤنا حين تسوء ظنوننا بأعمالنا، وهو الذي يكشف ضرنا عند كربنا، أيها الإخوان في ظل الأحداث التي يمر بها وطننا العزيز والمحنة التي تعيشها أمتنا، مع الانقلاب العسكري الغاشم، علينا أن نتذكر أن الإخوان المسلمين يقصدون أول ما يقصدون الى تربية النفوس وتجديد الأرواح وتقوية الأخلاق وتنمية الرجولة الصحيحة في نفوس الأمة، ويعتقدون ان ذلك هو الأساس الأول الذي تبنى عليه نهضات الأمم والشعوب، ولا سبيل الى ذلك إلا السبيل الذي سلكه الداعي الأول صلى الله عليه وسلم وهو ايقاظ الأرواح وتوصيلها بالله رب العالمين عن طريق أفضل الأعمال وهو الذكر، إننا في أمس الحاجة الى قوة القلب في مواجهة التحدي المفروض علينا، وفي توجهنا لإسقاط هذا الانقلاب وتحقيق فريضة الحرية عبر وسائلنا التي نتمسك بها ولا نحيد عنها بحال من الأحوال، ومن أهم السبل لذلك الذكر لله الذي هو سبب حياة القلب وتركه سبب قسوته وموته.
وذكر الله يرد المخطئ الى الصواب فيسارع في الرجوع إلى الحق، ولهذا نراجع أنفسنا باستمرار لنتأكد أننا في طريق الحق لا ننحرف ولا نزيغ عنه ولا نخدع بغيره عنه أبداً، ولهذا فالشيطان شديد الحرص على شغل العبد بغير ذكر الله، ليتمكن من قيادته الى الهلاك. أساس نجاح المسلم الصادق وشجاعته في مواجهة المحن، فالذاكر لله يدرك أن المقادير تجري بأمره ويمتلئ قلبه بهيبة الله وعظمته فلا يتردد في الجهر بالحق، ولهذا فمع اهتمامنا بالعمل والحشد وتنظيم الفعاليات وحسن إدارة الأمور واتخاذ كل الاسباب المادية للنصر، فإن يقيننا الذي لا يهتز أن الأمر بيد الله وحده ولهذا نلجأ إليه لرفع البلاء وكشف الضر واستنزال النصر، ومع يقين رسول الله صلى الله عليه وسلم بوعد الله في نصره للمسلمين في بدر، فإنه اشتغل بل اجتهد في الدعاء وبالغ فيه حتى أشفق عليه أبو بكر رضي الله عنه، وما أحوجنا الى تطبيق هذه السنة النبوية الكريمة وصدق اللجوء الى الله لكشف الغمة عن الأمة ودفع الضر عنها وإسقاط الظلم والظالمين مع تحري أفضل الأوقات للإجابة، خاصة في جوف الليل وفي الأسحار، فأقبلوا أيها الإخوان على الذكر والدعاء بقلوب لله خاشعة ونفوس في رحمة الله طامعة.
اللهم يا ميسر كل عسير ويا جابر كل كسير ويا مغني كل فقير، يا مقوي كل ضعيف يا منفس كربة كل مكروب ويا كاشف الضر والبلوى عن أيوب ويا من أقر بيوسف عين صفية ونبيه يعقوب، ونجى نوحا من الغرق وإبراهيم من الحرق ويونس من الظلمات، وسلم موسى من شر الجبابرة العتاة وأعاذ محمداًَ صلى الله عليه وسلم من شياطين الأنس والجنة، اجعل لأمتنا فرجاً قريباً ومخرجاً رحباً مما أوقعها فيه الانقلابيون الظلمة، انك على كل شيء قديرrsquo;.

معارك وردود

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء. المعركة الاولى كانت ضد قناة الجزيرة مباشر مصر، وشنها يوم الأربعاء صاحبنا الإخواني محمد سودان، أمين العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، بقوله في صحيفة الحزب:
lsquo;تبتلينا قناة الجزيرة كل يوم باستضافة أناس دأبوا على الكذب والنفاق، من باب الرأي والرأي الآخر، حتى انهم أحيانا يتلقون مداخلات من أناس لهم مكانتهم العلمية والثقافية بين الشعب المصري، ولكنهم للأسف سقطوا في بحر النفاق واعتادوا الكذب حتى صدق فيهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم مازال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم إذا لم تستح فافعل ما شئت ولا أدري كيف جرؤ أستاذ وعالم بجامعة الأزهر، استدعي لشهادة حق على قناة الجزيرة مباشر مصر، مؤخراً حتى يعلق على الأحداث الدامية، وجلب الشرطة والبلطجية وجيش الأشاوس داخل حرم جامعة الأزهر، ولا أدري أي نوع من الاحتمال العصبي وضغط الدم الذي يمتلكه هؤلاء المجاهدون مذيعو ومقدمو برامج قناة الجزيرة كيف يحتملون هؤلاء المنافقين والكذابين الذين دأبت على إرسالهم سلطة الانقلاب الى قناة الجزيرة للدفاع عن عصابة الانقلاب وتجميل صورتهم الوحشية وتشويه صورة الإخوان المسلمين فقطrsquo;.

الأزمات أيام الرئيس السابق مرسي كانت مفتعلة

أما ثاني المعارك فسيكون من نصيب الدكتور محمود مزروعة الاستاذ بجامعة الأزهر، في lsquo;اللواء الإسلاميrsquo; يوم الخميس، وكانت دفاعا عن الإخوان والرئيس السابق، قال:
lsquo;لست من الإخوان لا قبلا ولا بعدا، ولم أكن في يوم من الأيام، ولا أوافق على كثير مما يقومون به، وكذلك كنت من عهد مضى، وإن كنت أراهم الفصيل الأفضل، ليس بإطلاق، ولكن مقارنة بكثير من الفصائل الموجودة التي تنضوي تحت مسمى التيار الإسلامي، ومن الأمور التي صارت واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار، ان الأزمات أيام الرئيس السابق مرسي، في البنزين والسولار والبوتاجاز كانت مفتعلة، وكانت وراءها جمعية المنتفعين من خلع الرئيس محمد مرسي من رئاسة الدولة، وذلك له أمارات، بل علامات ودلائل كثيرة أهمها، أن الأزمة الخانقة التي كانت في عهد مرسي، والتي أخذت تشتد وتزداد في أخريات عهده قد انفرجت في نفس اليوم بعد إعلان خلعه بساعات قليلةن كأنها كانت حبيسة خلف باب موصد، ثم انفتح، وأن الأزمة الحقيقية عادت من جديد في كثير من هذه الأشياء وان تراوحت بين السولار والبنزين 80 والبوتاجاز، الذي أصبح في صفوف المنتظرين قتلى وجرحى، ولست أنكر أن لنا على الرئيس السابق ملاحظات، وبعضها خطير، وليس سرا اننا كنا نجتمع به بدعوة خاصة منه، ومعي آخرون أيام كان رئيساً وكانت لنا معه جولات حواريةrsquo;.
المهم انه لم يوضح من وراء عودة الأزمات من جديد بعد الإطاحة بمرسي؟

محمد أبو كريشة:
مصر ليس فيها مصريون

وآخر المعارك ستكون من نصيب زميلنا خفيف الظل ومدير عام تحرير lsquo;الجمهوريةrsquo; محمد أبو كريشة وقوله يوم الأربعاء:
lsquo;عندما يرفع متظاهرو الإخوان شعارات وشارات رابعة العدوية في مسيراتهم، ولا ترى أثرا لعلم مصر، فاعلم علم اليقين انه اعتراف على الملأ وعلى رؤوس الأشهاد بأنه لم يعد هناك وطن، ولا مصر، وعندما ترفع صور عبدالناصر في المسيرات والمظاهرات، فاعلم علم اليقين، انها مظاهرات الأهل والعشيرة لا مظاهرات المصريين قلت لكم، ومازلت مصمماً على أقوالي، وليست لدي اقوال اخرى، ان مصر لم يعد بها مصريون، فيها إخوان، فيها سلفيون، فيها ناصريون، فيها أقباط، فيها مسلمون، فيها صعايدة، فيها فلاحون، فيها فئات وطوائف، لكن ليس فيها مصريونrsquo;.

كمل جميلك
وطالب بعودة مبارك

وفي جريدة lsquo;الوطنrsquo; يطالب الكاتب محمود خليل بان يكمل البعض جميلهم ويطالبون بعودة مبارك: lsquo;البعض قام بخلع lsquo;برقع الحياءrsquo;، ورغم ذلك ما زال lsquo;يختشيrsquo;، ليس من باب التأدب، بل من باب الجبن عن التصريح بما في القلب! ولست أدرى سراً لهذا الجبن مع أشخاص ينطبق عليهم القول المأثور: lsquo;إذا لم تستحِ فاصنع ما شئتrsquo;. خرج علينا هذا البعض بعد الموجة الثالثة لثورة يناير (موجة 30 يونيو) يحدثنا عن أن ما حدث في 25 يناير 2011 كان مؤامرة تشاركت فيها أطراف عديدة؛ فقد تخابرت جماعة الإخوان مع المخابرات الأمريكية وبدأت في الترتيب للأحداث التي شهدتها مصر أيام ثورة يناير، وشاركت بعض الحركات ndash; مثل حركة 6 أبريل- في تفعيل فصول هذه المؤامرة على الأرض، بعد أن نال بعض أعضائها تدريباً على إسقاط الأنظمة الحاكمة في عدد من الدول الأجنبية، وحصلوا على تمويل من الخارج لدعم أنشطتهم التآمرية.
جميل جداً.. قد يكون الطرح الذي يقدمه هؤلاء مشتملاً على بعض الحقائق؛ فربما تخابرت جماعة الإخوان مع الأمريكان، وهناك قضايا منظورة أمام القضاء المصري تتعلق بذلك، ومؤكد أن بعضاً من شباب حركة 6 أبريل سافروا إلى الخارج، ونالوا تدريباً سياسياً، هدفه إعدادهم لمواجهة النظام الحاكم في مصر قبل 25 يناير 2011، وربما يكون بعضهم قد أثرى من أموال حصل عليها من الداخل أو الخارج.. دعونا نسلم أن كل هذا الكلام صحيح، لكنني أريد أن أسأل: ما النتيجة التي تترتب عليه؟ النتيجة ببساطة أن ما حدث في 25 يناير كان مؤامرة.. سؤال ثانٍ: إذا كانت تلك قناعة هؤلاء فلماذا لا يخرجون علينا ويصرحون بذلك بصورة واضحة ومباشرة ومن دون مواربة؟ قليلون مِن بين مَن يرددون هذا الكلام امتلكوا جرأة التصريح المباشر بما في قلوبهم، لكن الأغلبية جنحت إلى التلميح وفقط.
أجمل وأجمل.. هناك إذن أصوات تقولها صريحة مريحة وتصف ما حدث في 25 يناير 2011 بـrsquo;المؤامرةrsquo; ولم يكن ثورة ولا يحزنون. إذا كان ذلك كذلك أريد أن أسأل: لماذا يختشي هؤلاء من إكمال الجملة؟ بمعنى أن يقولوا إن ثورة يناير كانت مؤامرة استهدفت إسقاط نظام حكم تأسس على العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وشيد واقعاً ديمقراطياً حقيقياً ومشروعات تنموية، جعلت الفقير حيران عندما يسأل نفسه: أين أنفق نقودي؟ لماذا لا يمتلك هؤلاء الشجاعة ويتخلون عن lsquo;الكسوفrsquo; ويقولون إن نظام lsquo;مباركrsquo; كان نظاماً مثالياً أراد المتآمرون في يناير هدمه؟ لماذا يختشون رغم أنهم خلعوا lsquo;برقع الحياrsquo;؟!
رائع.. والأروع من ذلك أن يكمل هؤلاء جميلهم ويدعوا إلى عودة lsquo;مباركrsquo; وجمال وعلاء مبارك لكي يصلحوا في الأرض بعد إفسادها. وبحمد الله فما زال الثلاثة ينعمون بكامل الصحة والعافية وقادرين على العودة من جديد، بمن فيهم lsquo;مباركrsquo; الأب. فلا مانع من أن يعود إلى الحكم من جديد حتى ترجع الأمور إلى نصابها.. كمّل جميلك وطالب بعودة lsquo;مباركrsquo;.. بحملة قلة الحياء!rsquo;.

الاوبرا.. محراب الجمال
الذي نخلعُ على بابه همجيتنا

وفي نفس العدد من جريدة الوطن تأخذنا الكاتبة فاطمة ناعوت الى اجواء الموسيقى والغناء والزمن الجميل لنستمتع معها بجرعة من النور والراحة: lsquo;بوسعكَ السفرُ إلى بلاد بعيدة، من دون طائرة. بوسعك العودةُ إلى زمن جميل، من دون آلة زمن. هنا محراب الجمال، الذي نخلعُ على بابه همجيتنا لنلقيها في العدم، ثم ندخل أبرياء صافين، متأهبين لجرعة النور.
كلما نشدت الاتزانَ الروحي، ذهبت إلى lsquo;دولة الأوبراrsquo;، كما أسمّيها. كأنما هي دولة مستقلة، أو كأنما هي مصرُ في خمسينات الزمن الجميل. كأنما حفلات أم كلثوم بجمهورها الأنيق. أدخل الأوبرا، فأتأكدَ أن الرُّقي كامنٌ في شعبنا، وإن تراكمت عليه طبقةٌ من غبار الصحارى، سنجلوها لنعود مصريين.
مهرجان الموسيقى العربية الثاني والعشرون، الذي تنتهى فعالياته بالقاهرة اليوم، وتمتد بالإسكندرية حتى يوم 21 نوفمبر. الجمهور ملأ قاعة المسرح الكبير وأدوار البلكون الخمسة، وفي الخارج تتردد شكاوى الناس من نفاد التذاكر فور فتح شباك الحجز. متعطشون للفن الجميل بعد عامين من الظلام والقحط.
الآن في هذه اللحظة المرتبكة، ثمة من يتوق للموسيقى! نعم فنحن شعبٌ خطير يعرف كيف يصبر في نبلٍ، وكيف يثور في تحضّر، وكيف يسخر من المحن ويروّضها، وكيف، أثناء كل هذا، يخلق الفن الرفيعَ، ثم يتذوّقه. على الرغم مما تمرُّ به مصرُ الآن من تخبّط وفوضى، وعتمة الظلام التي مرّت بمصر العام الماضي، بل من أجل كل هذا، كان لا بد من الفنّ، الذي يُطمئننا بأن مصرَ التي وُلِدَت قبل التاريخ، لا تنضب. ثمة عشراتُ: lsquo;أم كلثومrsquo; وrsquo;عبدالوهابrsquo; وrsquo;عبدالحليمrsquo;، في مصر التي ابتكرت الموسيقى والغناء في فجر التاريخ قبل آلاف السنين.
أجلسُ صامتةً، لأن الصمتَ في حرم الجمال جمالُ. النغمُ ينساب حولي من كل صوب كشلال عذب من النور، وأفكر. ماذا لو فرضتِ الحكومةُ المصرية واجبا قوميا يُلزم المواطنين بالذهاب للموسيقى مرةً في الأسبوع؟! هل تختفي الجريمة؟ أصدّق هذا. لو جِيء بالمُخرّبين الغلاظ أعداء الحياة، لحضور الأوبرات والباليه والموسيقى العربية والكلاسيكيات الروسية والألمانية، ألن يخرجوا على عكس ما دخلوا؟ ألن ترقَّ قلوبُهم الفظة، وتشفَّ أرواحُهم الخشنة فيحبون الوطنَ والناسَ وربَّ الناس؟ الموسيقى تُربّي الروح. تُهذِّبُها. تُشذِّبُها من النتوءات والبثور، وتُنقِّيها من الشوائب. لذلك قال أفلاطون: lsquo;علّموا أولادَكم الفنون، ثم أغلقوا السجونrsquo;.
كل يوم وأنا في مقعدي بالمهرجان، أرسلُ برقياتٍ فلاشيةً إلى قرائي عبر صفحتي في lsquo;فيسبوك وتويترrsquo; لأحكي لهم ما يجري الآن في محراب الجمال، وأختبر مدى توق الناس للموسيقى. وكنتُ أُذيّل كلمتي بعبارة ثابتة لا تتغير: lsquo;شكراً أيها الفنrsquo;.
اليومَ، وهنا، أشكر الكبار الذين منحونى أسبوعين من النشوة والتحضر. على رأسهم جميلة الموسيقى د. رتيبة الحفني، التي أسست المهرجان قبل عقدين وعامين، ثم طارت بالأمس للسماء بعدما رسّخت أقدام الجسر التنويري الذي يجمع العربَ على لغة واحدة لا تعرف التشاحن والخلاف: لغة الموسيقى. وأشكرُ كل الطيور الغِرّيدة التي أنطقتِ النغم على عصا المايسترو سليم سحاب وبيانو عمرو سليم وأعضاء الأوركسترا كافة. أشكر علي الحجار، مدحت صالح، مي فاروق، ريهام عبدالحكيم، أنغام، هاني شاكر، أصالة، لطفي بوشناق، صفوان بهلوان، وغيرهم من ثريات الفن العربي. كما أشكر التلفزيون المصري الذي نقل المهرجان مباشر لمن لم يستطع الحضور.
أما الشكر الأكبر، فأوجهه للمثقفة الجميلة د. إيناس عبدالدايم، رئيسة دار الأوبرا، راعية المهرجان، وكل فريق عملها وجنودها. أحييها على صلابتها في مواجهة التتار؛ فلم تخضع، بل كانت جمرةَ اللهب التي قبض عليها المثقفون ليشعلوا ثورة 30 يونيو. كما أحييها على إيمانها الراسخ برسالتها التنويرية النبيلة، وإصرارها على رسم لوحة الجمال الرفيع تحت هزيم العواصف الهوجاءrsquo;.

الدفء يعود للعلاقات بين مصر وروسيا

ونخرج من دار الاوبرا لندخل جريدة lsquo;الشروقrsquo; ونقرأ للكاتب فهمي هويدي مقالا بعنوان المبادرة الروسية يقول فيها: lsquo;إذا نحينا جانبا العنتريات الإعلامية فسوف نكتشف ان روسيا هي صاحبة مبادرة مد الجسور مع مصر، وسنجد ان المبادرة ليست جديدة، لكنها طرحت على القاهرة خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكنه لم يتحمس لها لأسباب مفهومة. وهذا ما يعرفه جيدا الدبلوماسيون المصريون الذين عملوا في موسكو خلال تلك الفترة. وما حدث ان العرض تجدد مؤخرا، وهو ما رحبت به القاهرة الأمر الذي فتح الباب لاستعادة الدفء في علاقات البلدين. وكان رئيس المخابرات الروسية الذي زار القاهرة أول الداخلين، وبعده جاء وزيرا الدفاع والخارجية. كل طرف كانت لديه أسبابه في تحركه نحو الآخر. على الجانب الروسي تمثلت الأسباب في العوامل التالية:
ـ حرص الرئيس فلاديمير بوتين المتأثر بحلم الامبراطورية الروسية على إثبات حضوره في الساحة الدولية، بخلاف سلفه ميدفيديف الذي انشغل بالداخل ولم يمد بصره إلى الخارج، أدرك بوتين رغم ضعف موقفه الداخلي، انه خارجيا أصبح في موقف أقوى، سواء لإدراكه ان الولايات المتحدة غارقة في تداعيات ورطتها في أفغانستان والعراق، أو لأنه حقق انجازا دوليا مهما، حيث تدخل لوقف الحملة العسكرية الأمريكية ضد سورية، أو لأنه بمساندته لسورية أصبح ظهيرا مهما لإيران.
ـ إدراك موسكو ان العالم العربي والشرق الأوسط عموما تراجعت أهميته في الاستراتيجية الأمريكية، التي أصبحت معنية أكثر بصعود الصين والتغيرات الحاصلة في آسيا. صحيح ان واشنطن لم تتخل عن دعمها لإسرائيل، إلا ان الملفات الأخرى المتعلقة بالمصالح الأمريكية في المنطقة أصبحت في عهدة أصدقاء واشنطن من العرب lsquo;المعتدلينrsquo;، الذين اطمأنت إلى قيامهم بالواجب وزيادة. وهي الخلفية التي شجعت موسكو على محاولة استعادة موقعها في العالم العربي، خصوصا ان علاقاتها الخاصة بسورية مكنتها من الإسهام في صياغة معادلات المنطقة وتوازناتها. وتاريخيا فإن دور القاهرة في الذاكرة الروسية يتجاوز بكثير حضور سورية.
ـ إن ثمة تقليدا دبلوماسيا روسيا يدفعها إلى محاولة تمتين علاقاتها مع الدول التي تهمها، وذلك من خلال إقامة لجان مشتركة مع تلك الدول يمثلها فيها وزيرا الدفاع والخارجية مع نظرائهم في الدول الأخرى لترتيب أمر المنافع المتبادلة. وقد شكلت روسيا عشر لجان من ذلك القبيل مع دول أخرى في العالم، بينها فرنسا، وهذا هو المطروح على مصر الآن.
ـ روسيا تخوض معركة داخلية ضد المقاومة الإسلامية لنفوذها في منطقة القوقاز وشيشينيا وداغستان وانجوشيا ــ من ثم فإن حملتها مستمرة مع ما تسميه بالإرهاب الإسلامي. وأغلب الظن انها وجدت في الأجواء الراهنة فرصة للتعبير عن تضامنها مع النظام القائم في مصر الذي وجدت انه تبنى خطابا أعلن فيه انه يخوض معركة مماثلة.
ـ روسيا رغم انها ليست في وارد الاشتباك مع الولايات المتحدة، الا انها لا تتردد في منافستها، في الحدود التي لا تؤدي إلى اغضابها. ولا ينسى في هذا السياق الخدمات الجليلة التي قدمتها موسكو لواشنطن أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان، رغم انها ليست سعيدة بالتدخلات الأمريكية في دول البلطيق، بالتالي فموسكو غير مستعدة لأن تدخل في منازعة مع واشنطن حول مصر، ناهيك عن انها لا تستطيع ان تحل محل الولايات المتحدة في ما تقدمه الأخيرة من دعم للنظام المصري. اما محددات الموقف المصري فيمكن الإشارة فيها إلى العوامل التالية:
ـ إن عدم ارتياح مصر لموقف الإدارة الأمريكية ــ الحزب الديمقراطي تحديدا ــ شجعها على التفكير في تحقيق التوازن في علاقاتها الخارجية، وكان الترحيب بالمبادرة الروسية من بين الخيارات المطروحة في هذا السياق. علما بأن تلك مجرد خطوة على طريق التوازن المنشود، والتي ينبغي ان تعقبها خطوات أخرى باتجاه ايصال الجسور ذاتها مع دول أخرى مثل الصين والهند والبرازيل.
ـ إن مصر ليست في وارد الاتجاه للاعتماد على السلاح الروسي، ليس فقط لأنه أقل تقدما من الأمريكي، ولكن لأنها معتمدة منذ سبعينيات القرن الماضي على السلاح الغربي، علما بأن عملية تغيير السلاح والعقيدة القتالية التي تستصحبها ليست بالأمر الهين، لأنها تستغرق سبع سنوات في المتوسط. لذلك فإن حدود التعاون مع موسكو في هذا الصدد لن تتجاوز إحداث تغييرات جزئية في عملية التسليح، تستفيد من الإنتاج الروسي ولا تسبب ضيقا أو غضبا من جانب الولايات المتحدة.
ـ إن مصر تعتبر ان ثمة فرصا واسعة للتعاون مع روسيا في مجالات أخرى تتراوح بين المنافع الاقتصادية والمفاعلات الذرية. فالصادرات المصرية (البرتقال والبطاطس أساسا) في حدود 200 مليون دولار سنويا، في حين ان الواردات الروسية في حدود مليار ونصف المليار دولار. والقمح أهم ما تستورده مصر من روسيا، والسياح الروس (حوالى 2.5 مليون سنويا) أهم ما يأتينا منها. غاية ما يمكن ان يقال في وصف الحاصل انه بداية محاولة محمودة لتنشيط وتحقيق نوع من التوازن في علاقات مصر بالخارج. خصوصا مع أصدقائها الذين هجرتهم، بدون ان يشكل ذلك انقلابا في السياسة الخارجية، لأن قدراتنا لا تسمح بأكثر من القيام بالانقلاب في الداخلrsquo;.

التاريخ نزل إلى الشارع وأصبح ملكا للجميع

وفي نفس العدد من جريدة lsquo;الشروقrsquo; يصبح التاريخ متاحا امامنا ولم يعد حكرا على احد يوضح لنا ذلك الكاتب عمرو الخفاجي من خلال مقاله التاريخ نزل الشارع: lsquo;ما لم يدركه البعض حتى الآن، أن ما كان بالضرورة خافيا قبل سنوات صار معروفا ومعلنا الآن، وانه، لحد ما، لم يصبح النظام الحاكم هو المحتكر للمعلومات والحقائق، وهو من يسطرها وينشرها، فقد صار الجميع شركاء في الكتابة والنشر والمعرفة، وان التاريخ قد نزل إلى الشارع فعلا، وأصبح ملكا للجميع، وان الدولة عليها شجاعة الاعتراف بذلك والانصياع له، لأن كتابة التاريخ الصحيح لا يحدث إلا في بيئة ديمقراطية حقيقية، وهذه الديمقراطية دائما هي التي تقف في وجه محاولات تزوير وتزييف التاريخ وتشويه حقائقه، كما يحدث في بلادنا منذ سنوات طويلة، وهو ما أرجعه أستاذ التاريخ القدير الدكتور محمد عفيفي لاستبداد الدولة، التي كانت تحرص على كشف ما تريد كشفه فقط ليحقق مصالحها ويتبناها، بينما تبذل الدولة جل جهودها من إجل إخفاء الحقائق عن أصحابها، وطوال الوقت كانت تتذرع الحكومات المختلفة بالأمن القومي لمنع الباحثين من الاطلاع على الوثائق التي تحوى تاريخ البلاد، وهو ذات السبب الذي يطل علينا من حين لآخر حتى الآن كلما تحدثنا عن ضرورة الإفصاح عن تاريخنا.
ومن الأمور المضحكة، أن الدولة ترفض الإفراج عن وثائق باتت متاحة لسكان الكرة الأرضية عبر الشبكة العنكبوتية، وبمجرد ضغطة زر بسيطة يستطيع أي إنسان قراءة وثائق تاريخ مصر التي تخفيها عنا الدولة لدواعي الأمن القومي، وكأننا خطر على هذا الأمن، بينما العالم الخارجي الذي يملك هذه الوثائق فعلا لا يمثل خطورة على أمننا القومي، المشكلة التي لا يدركها جهابذة هذه الأفكار، أنهم تركوا تاريخنا ملكا للآخر، يرويه من وجهة نظره، من دون أن يمكننا من كتابة ورواية تاريخنا بأنفسنا، وهو ما يعني أن تاريخنا صار منقوصا أو في أحسن الأحوال مكتوبا من وجهة نظر الآخر، ومن بين هذا الآخر أعداء لنا، ويكفي أن نشير إلى حرب أكتوبر، حيث تتعدد الكتابات الإسرائيلية، بينما لم يتم حتى الآن السماح لنا بكتابة تفاصيل هذا الانتصار العظيم، وغيره الكثير من تواريخ مصر العظيمة، التي ــ للأسف الشديد ــ قرأناها وعرفناها من وثائق إنكليزية وأمريكية وروسية وتركية، بينما لم تخرج لنا وثائقنا التي تكشف الجانب الآخر من حقائق وأحداث تاريخنا الحديث. قد تبدو القضية هامشية عند كثيرين، لكن الواقع يؤكد انها من اهم القضايا التي يجب ان ننشغل بها، وقد اندهشت من مناقشات تعديلات الدستور التي تجاهلت تماما فكرة الأرشيف الوطني واستقلاليته، وحماية حق المواطن في معرفة تاريخه والاطلاع عليه، فلا مستقبل لنا من دون معرفة حقيقة تاريخنا وفهمه وهضمه من أجل تصحيحه وعدم تكرار أخطائه، فحقا الأمر ليس من الرفاهيات التي يمكن تأجيلها، فنحن لا نعرف حقيقة ما جرى في أهم الأحداث التي شهدناها في تاريخنا الحديث، لا نعرف ماذا جرى بعد يوليو 1952 ولماذا استبعدت ثورة يوليو أحداث ثورة 1919، بل لا نعرف ماذا فعل وقال احمد عرابي، نحن لا نعرف لماذا ذهبنا لليمن وماذا فعلنا هناك، وما هي القصة الحقيقية لنكسة 1967، وما هي حقيقة ثورة التصحيح في مايو 1971، أما المصيبة الحقيقية، فإن ثورة يناير 2011 باتت أحداثها في مهب الريح وسط الاستقطاب الحاصل الآن، فحتى حقيقة هذه الثورة هناك من يغتالها الآن ويرغب في تزييفها وإعادة صياغتها وفقا لأهوائه، وهذه الجريمة لن يسامح فيها أحد لأنها جزء من حاضر واضح لكثيرين نزلوا بالتاريخ للشارع، وكتبوه في الميادين بأنفسهم وبدماء أبنائهم وآبائهم وأشقائهم وأصدقائهم، فلن تستطيع الجماعة استغلاله للخروج من مأزقها ولا يمكن للثورة المضادة محوه أو حتى تشويههrsquo;.