الرياض، بيروت: خالد العويجان، فاطمة حوحو

يوماً بعد يوم، تتسع أشكال شراسة محور quot;دمشق، حزب اللهquot; تمهيداً لمعركة تهدف إلى إفراغ منطقة جبال القلمون السورية، المطلة على البقاع اللبناني، من سكانها، ليتمكن نظام الأسد من صب جام غضبه عليها لاستهداف معارضيه، فيما يسعى في ذات الوقت بمساندة الحزب، إلى إحلال بديل عن سُكان قرى القلمون، باعتمادٍ طائفي، حسب معلوماتٍ كشفت عنها quot;الوطنquot; الأسبوع الماضي. وبالأمس القريب هرب قرابة 20 ألف سوري من الموت، بعد أن بلغوا منطقة عرسال الحدودية اللبنانية، هرباً من نيران قوات الأسد التي كثفت نيرانها على المنطقة، ولم تتوان عن استخدام كافة أنواع السلاح، لتنفيذ مخطط تفريغ المنطقة من سكانها، تمهيداً لاقتحام منطقة القلمون، باعتماد شبه كُلي على ميلشيات حزب الله المتمركزة في المنطقة.
وحسب صحيفةٍ سورية تابعة للنظام، فضلت اللعب بالمفردات، ووصفت دخول الجيش النظامي للمنطقة quot;بالزلزالquot;، حين قالت quot;إن قوات الجيش العربي السوري زلزلت جبال القلمونquot;.
الحزب الذي اقتاد عديداً من قياداته للتحقيق، بعد تسريباتٍ كشفت quot;الوطنquot; خلالها عن خطة تعتمد بالدرجة الأولى على تهجير سكان منطقة القلمون، وإحلال بديلين عنهم من منطلقٍ طائفي، لإحكام الطوق حول مداخل ومخارج العاصمة، وصولاً إلى حمص، الرابطة في الأساس بالساحل السوري براً، قالت عنه مصادر quot;الوطنquot;، إنه يعيش حالة وصفتها بـquot;المتريثةquot;، قُبيل إعطاء الضوء الأخضر للعناصر المرابطة على الحدود السورية اللبنانية، لاقتحام المنطقة، التي يُراها محور ما يُعرف بـquot;المقاومة والممانعةquot;، ذات بُعدٍ استراتيجي، يضع حداً لتدفق من تصفهم بـquot;المسلحينquot; إلى الأراضي اللبنانية.
جهاز مخابرات الجيش السوري الحر، وبحسب معلوماتٍ حصلت عليها quot;الوطنquot;، رصد ما قيل إنه تحضير لإشعال المنطقة. وتجاوز الأمر أكثر من ذلك، حين حذرت المصادر، مما وصفته بـ quot;جنون النظامquot;، رداً على عملية تفجير إدارة المركبات بحرستا، والذي راح ضحيته ما يزيد على 31 من جنود النظام، من بينهم ضابط برتبة لواء، وثلاثة ضباط برتبة عميد، وضباط آخرون، وضباط صف، في عمليةٍ قالت تنسيقيات الثورة، إنها من تنفيذ مقاتلي الجيش السوري الحر.
المعلومات الواردة تقول quot;محتمل وبشكل كبير أن يقوم النظام بتدمير المدن بشكلٍ كُلي، وبجنونه المعهود، رداً على عملية تفجير إدارة المركبات، التي تعتبر ضربةً موجعةً له، في وقتٍ يحتفل فيه النظام بما يراه انتصارات متلاحقةٍ هنا أو هناكquot;. وتتولى إدارة المركبات التي تم تدميرها بشكلٍ كلي، على رغم مساحتها الشاسعة، حيث تبلغ مساحة الإدارة 4 كيلومترات مربعة، مهمة صيانة معدات ومركبات قوات النظام، من دبابات، وعربات، ومركبات.
إلى ذلك، قتل شابان لبنانيان من بلدة عرسال الحدودية في انفجار لغم أمس أثناء توجههما إلى ريف دمشق للقتال ضد قوات النظام السوري، وقال مصدر أمني إن الشابين يوسف وخالد الحجيري قتلا في انفجار لغم قبل وصولهما إلى بلدة قارة، حيث كانا ينويان الانضمام إلى مقاتلي المعارضة السورية في المنطقة. وأكد أحد أعيان عرسال بعد أن اشترط عدم الكشف عن اسمه مقتل الشابين، أن حوالى 30 آخرين من المنطقة توجهوا بسلاحهم خلال الساعات الماضية إلى قارة لمساندة الجيش السوري الحر. وأضاف المصدر أن الشبان تحركوا لمساندة السوريين بعد أن استمعوا إلى أخبار المعركة والقصف المتواصل من قوات النظام على قارة، التي يمتلك معظم سكانها علاقات قربى أو مصاهرة مع أهالي عرسال، مشيراً إلى أنه سيتم تشييع الشابين عصر اليوم بعد نقل جثتيهما.