سعد الياس

بقي لبنان االرسمي والشعبي أمس تحت وطأة التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الايرانية في بيروت وأجمعت الصحف الصادرة في العاصمة اللبنانية على طرح تساؤلات وعلامات استفهام عما إذا دخل لبنان في العرقنة من بوابة السفارة الايرانية، أو إذا كان دخل زمن حَمَلة الاحزمة الناسفة؟.
وقد عكس رئيس مجلس النواب نبيه بري هذه المخاوف من خلال اعتباره lsquo;أن استهداف السفارة الإيرانية بهذه الطريقة من التفجير ادخل لبنان في مرحلة جديدة تحوّل معها بالنسبة الى الذين يقفون وراء هذا التفجير من lsquo;ساحة نصرةrsquo; الى lsquo;ساحة جهادrsquo;.
وفيما أبدى رئيس المجلس تخوّفه من تكرار هذه التفجيرات أكّد أنه lsquo;مازال يراهن على وعي الشعب اللبناني الذي عكسته ردات الفعل وبيانات استنكار الجريمة، حيث إنّ غالبية الذين استنكروا عبّروا عن روح المسؤولية وتحسّسهم للمخاطر المحدقة بلبنانrsquo;.
وكرّر دعوته الجميع للجلوس الى طاولة الحوار للبحث في سبل تجنيب البلاد ما يتهدّدها من مخاطر، منوّهاً بالموقف الذي عبّر عنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في هذا الاتجاه في معرض استنكاره التفجيرين.
وكشف برّي lsquo;انّ الذين استهدفوا السفارة هم أنفسهم الفريق الذي هدّد باغتيالي واغتيال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وقائد الجيش العماد جان قهوجيrsquo;، مشيراً الى lsquo;أنّ هؤلاء معروفون من حيث هويتهم والاماكن التي ينطلقون منهاrsquo;.
الى ذلك، وصل الى بيروت معاون وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان للقاء المسؤولين اللبنانيين ولمتابعة موضوع تفجير السفارة الايرانية في بئر حسن بالامس والتحقيقات التي تستمر مستندة الى كاميرات المراقبة التي سجّلت حركة الانتحاريين وصورهم والتي يعمل خبراء على تحليلها والتدقيق فيها.وذكرت مصادر مواكبة للتحقيق الجاري في انفجاري الجناح ان سائق الدراجة الانتحاري كان يحمل حزاماً ناسفاً مفخخاً بخمسة كيلوغرامات من مادة الـ lsquo;تي ان تيrsquo; فيما كان الانتحاري الثاني يقود سيارة مفخخة بـ 60 كيلوغراماً من هذه المادة، والسيارة من نوع lsquo;شيفروليه فورمولاrsquo; وتبيّن انها مسروقة.
وقد أمكن التعرّف على اشلاء الانتحاريين، فأمر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر برفع عينات منها الى المختبر الجنائي لاجراء تحليل الحمض النووي الـ(DNA)، توصلاً الى مطابقتها ومعرفة هويتي صاحبيها.
وفي المعلومات الصحافية ان السفير الايراني غضنفر ركن آبادي كان يهمّ بمغادرة السفارة لحظة حصول الانفجار الانتحاري الاول الذي قضى فيه الملحق الثقافي الايراني الشيخ ابرهيم الانصاري، وعندها عاد السفير الى مبنى السفارة.
وقبل وصول الانتحاري الاول الى سور السفارة راكباً دراجة نارية اطلق حراس السفارة النار عليه فسارع الى تفجير نفسه وقتل معه احد الحراس، ثم اسرع مسؤول الحرس رضوان فارس في اتجاه السيارة التي كان يقودها الانتحاري الثاني مطلقاً رشقات من سلاحه، كما سارع احد الحراس الى فتح باب السيارة المندفعة نحو السفارة بعدما اعاقت تقدمها سيارة بيك اب لتوزيع المياه وعندها فجر الانتحاري السيارة فقتل رضوان ومعه عنصران آخران من حرس السفارة. وقالت مصادر امنية انه عثر على تذكرة هوية لبنانية في حوزة الانتحاري الاول باسم م. ق. مواليد 1990 وتبين لاحقاً انها مزورة.
في غضون ذلك، فإن فريق 14 آذار الذي شجب التفجيرين تخوّف من lsquo;ان يؤدي استمرار تدخل حزب الله في سورية الى عرقنة لبنان بإعتبار أنهم ذهبوا الى الحرب في سورية فأتوا بالحرب الى لبنانrsquo;.
وفي وقت كان يؤكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن قتال حزب الله في سورية منع عرقنة لبنان سألت lsquo;القدس العربيrsquo; عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب سيمون ابي رميا إذا لم يكن الانفجاران الانتحاريان وجهاً من وجوه العرقنة فأجاب lsquo;إن الانفجارين وجه من وجوه الارهاب ، ولا أريد استعمال عبارات فضفاضة على سبيل العرقنة وما هنالكrsquo;.
وقال lsquo;لا شك أن هذا الاعتداء في لبنان ليس الاول وأتمنى أن يكون الاخير، فقد رأينا قبل ذلك انفجارين في الضاحية وانفجاران ايضاً في طرابلس، وهذا دليل على أننا لسنا بلداً مرتاحاً ومستقراً أمنياً وممسوكاً بل هو بلد مكشوف ونرى تداعيات هذا الامرrsquo;.
وأعرب عن اعتقاده أنه lsquo;نتيجة التقدم النوعي الذي يتم على الساحة السورية من قبل النظام ومن ورائه ايران، فهذه رسالة بأن لبنان، الذي بات لسوء الحظ ساحة مكشوفة، يمكن أن نردّ على أرضه وفي غير ساحاتrsquo;.
واضاف ابو رميا lsquo;نحن كلبنانيين لدينا مصلحة في أن تهدأ سورية وأن تحدث تسوية في اسرع وقت ممكن كي ترتدّ إيجاباً على وضعنا وعدا ذلك نكون نضحك على بعض إلا إذا جلسنا كلبنانيين بين بعضنا وقلنا تعالوا لنرى جدياً كيف نعتمد سياسة النأي بالنفس ونحيّد لبنان عن هذا الصراعprime;.
وختم lsquo;نعتبر أن العماد ميشال عون يستطيع في هذه اللحظة بالذات أن يلعب دوراً تاريخياً لأنه يطمئن مكوّناً اساسياً من مجتمعنا وأعني المقاومة أو حزب الله من خلال الثقة المعطاة لهrsquo;.