مشاري الذايدي


يبدو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يستطيع إنجاز اتفاقات يفخر بها إلا بعمر الشهور. فهو قد نجا من أزمة سياسية اقتصادية مع الكونغرس وجمهورييه، عمرها لا يتجاوز أشهرا قليلة. وهو الآن أنجز اتفاقا يفخر به مع إيران عمره 6 أشهر. وزير خارجية أميركا، المفاوض الخالد، جون كيري، لم يجد ما يعلق به على إنجاز إدارته، ومعها القوى الدولية الخمس، مع إيران في جنيف إلا القول: laquo;الاتفاق سيجعل إسرائيل أكثر أمنا على مدى الأشهر الستة المقبلةraquo;.

وحتى يزاد في الأجل، ويتنامى الأمل، فهناك أمور أخرى يجب فعلها من جانب طهران، كما قال، لكنه لم يقل إن ثمة تنازلات مطلوبة أيضا من عواصم الغرب تجاه طهران. كيري وفي حديث لشبكة laquo;سي إن إنraquo; التلفزيونية تعليقا على تفاهم دول الـlaquo;5+1raquo;، مع إيران حول ملفها النووي، قال: laquo;على إيران تغيير سلوكها لتطوير علاقاتها معنا على المدى الطويلraquo;.

هي خطوة إذن على درب الألم والأمل.

حسب ما نشر حول الاتفاق، فإن إيران حققت بعض المكاسب الاقتصادية والسياسية، وخصوصا الإفراج عن جزء يسير من أموالها المجمدة في الخارج، والتعهد بعدم فرض عقوبات جديدة على صادراتها البترولية، إضافة إلى تسهيلات اقتصادية أخرى يحتاجها النظام الخميني لتسكين ثائرة الغضب الشعبي. في المقابل، تعهدت إيران بأشياء حول ملفها النووي، خلاصتها laquo;فرملةraquo; الاندفاع نحو الوصول إلى لحظة الحصول على قنبلة نووية، والاستجابة لشروط التفتيش، بمعايير معينة أيضا، فالإيرانيون شكاكون لا يتركون شيئا للصدف.

يعني؟

إيران تتمهل وتؤجل لحظة النووي العسكري، والغرب يرد التحية ببعض المال والاعتراف السياسي.

هي laquo;مقدمةraquo; اتفاق، وليس اتفاقا كاملا، حتى يختبر كل طرف الآخر، وصولا إلى اتفاق laquo;على المدى الطويلraquo;، حسب كيري.

إدارة أوباما، ومعه الغرب، سوقوا الاتفاق باعتباره انتصارا سياسيا.

أما إيران فقد سوقت الاتفاق على طريقة الانتصار laquo;لخط الإمامraquo;، ولا مانع من بعض الكلمات العنترية مجددا ضد الشيطان الأكبر، لزوم الشيء أعلاه، والعرب عاطفيون، يصدقون. بالنسبة لأتباع إيران في المنطقة فهو انتصار أيضا؛ فهذا سامي العسكري، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، ونائب عن حزب المالكي، علق في التلفزيون العراقي على الاتفاق بأنه انتصار على السعودية. الخارجية السورية اعتبرته نموذجا يحتذى للنظام السوري. هكذا ترى إيران ومن معها الأمر، وهكذا تراه أميركا وأحلافها.

كيف نراه نحن؟