واشنطن - جويس كرم

انهمكت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في شرح تفاصيل الاتفاق المرحلي المبرم في جنيف بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، والرد على منتقديها في الداخل والخارج في شأن مخاوف من أن الصفقة تمنح طهران حق تخصيب اليورانيوم، وهذا ما نفته الإدارة.

واتصل أوباما برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لطمأنته والالتزام بـ laquo;استشارات مكثفةraquo; بين الجانبين في المرحلة المقبلة، وتوقّع خبراء مفاوضات صعبة ومعقدة، قبل إبرام اتفاق شامل، خصوصاً لأن القيادة في إيران لم تعطِ مؤشرات إلى اهتمامها بتقارب شامل مع واشنطن.

وأبلغ أبرز الباحثين في laquo;معهد كارنيغي للسلام الدوليraquo; كريم سادجابور laquo;الحياةraquo; أن ldquo;الولايات المتحدة وإيران لن يكونا حلفاء في أي وقت قريب، وثمة أجواء كبيرة من عدم الثقة والقضايا العالقةraquo; التي تحول دون ذلك، أبرزها أن laquo;إسرائيل ليس لديها صديق في العالم افضل من الولايات المتحدة وعدو أسوأ من إيرانraquo;. ورأى أن على الجميع في المنطقة laquo;الترويraquo; لأن الأمور laquo;لم تبلغ مرحلة إعادة التوازن الإقليميraquo;.

سادجابور القريب من مسؤولين في إدارة أوباما، اعتبر أن laquo;العداء بين الولايات المتحدة وإيران لا بد أن ينتهي، لأنه ليس في المصلحة الاستراتيجية للبلدينraquo;، مستدركاً: laquo;ليس قبل أن نرى قيادة إيرانية تضع في شكل مستمر مصالحها القومية فوق تلك الأيديولوجية، ولم نصل إلى هذه المرحلة بعدraquo;.

وتطرّق إلى اتفاق جنيف منبهاً إلى أن laquo;الاتفاقات النووية يصدر حكم عليها عادة بعد أشهر وسنوات، لا ساعات، وما يمكن قوله إن هذا انقلاب ديبلوماسي ضخم لإدارة أوباماraquo;، إذ إن الصفقة تضمن هدفيه حيال طهران: منعها من امتلاك سلاح ذري وتجنّب استخدام الخيار العسكري ضدها. ولفت سادجابور إلى أن السؤال الأبرز يبقى مدى استعداد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي لـ laquo;تقارب شامل مع الولايات المتحدةraquo;، معتبراً أن لا مؤشرات إلى ذلك.

ورأى أن خامنئي laquo;في وضع صعب، وثمة زخم ضخم وآمال مرتفعة لدى الإيرانيين، ستصعّب عليه أن يشكّل عائقاً بين الشعب الإيراني والتعاضد الدوليraquo;. وزاد أن العائق الأبرز يبقى حول تخصيب اليورانيوم، مضيفاً أن كون إيران أرادت laquo;إقراراً علنياً (بهذا الأمر) فيما أرادته واشنطن ضمنياً، واتفقا على أن يختلفا، سيبقى عائقاً في المرحلة المقبلةraquo;.