خالد الحسيني الحارثي

ظهر جلياً لمن شاهد الحلقات الثلاث للقاءات الموقوفين أمنياً عبر برنامج الثامنة مع داود الشريان؛ مدى التطرف الفكري الذي ساق عواطف هؤلاء إلى دائرة إرهاب الجماعة المرجعية الضالة التي انحرفت عن جادة المنهج الديني الصحيح، ما جعلهم يشعرون بحجم العداء الكبير نحو أنفسهم ومجتمعهم الإسلامي فتشكل ذلك الشعور المرضي لديهم على هيئة الاستعداد غير العقلاني للانتحار تحت تأثير وهم العمليات الاستشهادية المرسومة بفتوى خاطئة تستبيح هدر الدماء البريئة.

وتعليقاً على ما احتوته الحلقات المذكورة، يبدو لي أن المذيع داود الشريان لم يوفق في إدارة دفة الحوار، حين حول الحوار باندفاعه المعتاد إلى جلسة شعبية أخلت بالمهنية الإعلامية وتحديداً عندما ترك الموقوف الأول وليد السناني يكيل الشتائم للوطن وقيادته وعلمائه ثم يبيح استهداف رجال الأمن ويعلن تأييده لتنظيم القاعدة، كما وقع الحوار في مصيدة الاستطراد فيما لا يفيد حيث كان بالإمكان اختزال الحلقات الثلاث في حلقة واحدة مباشرة تركز على مسببات إيقافهم أمنياً وتبين نوعية المعاملة التي يتلقونها في سجنهم ومدى تأثيرها الفكري عليهم إن حصل.

وقد اتضح للمشاهد في ثنايا كلام الموقوفين حُسن المعاملة التي يتلقونها بدءا من المأكل والمشرب والمصروف والرعاية الصحية، وبرامج المناصحة الفكرية؛ مما يعطينا دليلا ملموسا لإلجام من يدعي عكس ذلك.

وعلى إثر هذه الحوارات ظهر لنا من يؤلب الرأي العام سلباً ويسعى للتحريض وإشعال الفتن عبر هاشتاقات تويترية يقودها موقوفون سابقون يشجعون في وضح النهار ضلالات الموقوف وليد السناني، ويتغاضون تماماً عن إنكاره لادعاءاتهم السابقة حيال أكذوبة المعاملة السيئة التي يلقاها في سجنه، إضافة إلى تجاهلهم توبة الموقوفين الآخرين خالد الفراج وفواز العبسي.

والأدهى والأمَرّ مما سبق أن نجد شخصاً يسعى جاهداً بفكره المنحرف عن القيم والمعايير الوطنية المعتدلة؛ ليحظى بمسمى ناشط سياسي فلا يلبث أن يجد قضية تمس المجتمع السعودي إلاّ ويسيسها بفهمه القاصر، للإثارة الشعبية ضد الاستقرار الوطني، ومن ذلك استطلاعاته الإلكترونية غير العلمية، والتي كان آخرها ما يخص هذا الموضوع حيث اعتبر الموقوفين معتقلين وهو ذات المسمى الذي تردده التنظيمات الإرهابية، وتعمُده التطرق في استطلاعه لمحاور مثيرة للجدل ومستقاة من توجهات أعداء الوحدة الوطنية ؛دون أن يخشى رادعاً يردعه هو وأمثاله من المرجفين.

#ماذا-لو: أدرك الجميع بأن المحرضين باختلاف توجهاتهم الفكرية ومظاهرهم الشكلية إنما هم يستهدفون الشخصيات العاطفية ليكونوا وقوداً لنار فتنتهم المقيتة التي يشعلونها فقط من أجل مصالحهم الدنيوية على حساب الإضرار بالمصلحة الوطنية العامة؟.