علي حماده

عندما كان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الكويت الاسبوع الماضي للمشاركة في اعمال quot;القمة العربية ndash; الافريقية الثالثةquot;، وعلى هامشها كانت له لقاءات معلنة مع المسوؤلين الكويتيين الكبار جرى خلالها التطرق الى العلاقات الثنائية بين البلدين، وخصوصاً في ظل التطور الأخير غير المسبوق الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي الست بالطلب الى رعاياها عدم السفر الى لبنان رداً على التهديدات التي تلقتها هذه الدول، ولا سيما في أعقاب تعرض رعايا خليجيين لاعتداءات متفرقة قبل نحو عام، وبعدما جرى قطع طريق المطار في بيروت اكثر من مرة وسط عجز الدولة اللبنانية عن طرح حلول مقنعة لهذه الحالة التي يعتبر quot;حزب اللهquot; مسوؤلا أول عنها، ولا سيما ان الاخلال بالامن مصدره بيئته وجمهوره اللذين يسيطر عليهما بالكامل. أكثر من ذلك، أتى تورط الحزب المذكور في الحرب السورية، وعجز الحكومة اللبنانية المعتبرة خليجياً انها حكومة بأمرة quot;حزب اللهquot; ليزيد من حراجة الموقف بين لبنان ككل و الدول الخليجية ومن بينها الكويت التي ظلت اكثر quot;اعتدالاًquot; من شقيقاتها الخليجية، في التعامل مع ظاهرة quot;حزب اللهquot; وسيطرته على الحكم في لبنان. وبقي الرئيس ميشال سليمان الجهة الرسمية الوحيدة التي يتم التعامل معها بكل ثقة. وحلت على لبنان ازمة اللاجئين السوريين التي تفاقمت الى حدود كبيرة مع بلوغ الاعداد مستويات مخيفة، الأمر الذي رتب اعباء مالية هائلة على لبنان. ومن هنا كانت محاولة سليمان تحريك ملف المساعدات مع الدول المانحة في الازمة السورية ومن بينها الكويت التي تستضيف الشهر المقبل مؤتمر الدول المانحة. والحال ان الرئيس لاحظ ان المساعدات العربية التي تصل لبنان تمر حصراً بعدد من الجمعيات والهيئات الاغاثية، ولا يمر شيء عبر الدولة اللبنانية المعتبرة المتضرر الاول من الازمة. وثمة من يعتبر ان موقف بعض الاطراف اللبنانيين الممثلين في الحكومة مسيء للغاية في هذا الملف، فهم يشتمون صبح مساء الدول العربية، وبعضهم مشارك في الحكومة اللبنانية، ثم يتساءلون لماذا لا تتعامل الدول العربية مع الحكومة مباشرة ككل الحكومات في العالم؟ في هذا الوقت ثمة حقيقة لا تقبل الجدال هي ان الدول العربية تعتبر هذه الحكومة، مستقيلة كانت ام لا، تابعة لـquot;حزب اللهquot; في شكل او آخر، و من هنا انعدام الثقة فيها تماما. وحده رئيس الجمهورية موضع ثقة.

انطلاقاً من هذا الأمر الذي لمسناه لدى حديثنا مع عدد من المسوؤلين الكويتيين الكبار، نطرح سؤالاً: ما الذي يمنع الكويت وبقية الدول الخليجية ان توجه مساعداتها للبنان لمواجهة عبء اللاجئين السوريين عبر رئاسة الجهورية مباشرة ودون وسطاء؟ على هذه الدول اذا ما ارادت ان تسهم في تعزيز الشرعية اللبنانية السيادية في مواجهة اعدائها وأولهم quot;حزب اللهquot;، ان تدعم هذه الشرعية بكل الطرق والوسائل. وفي رأينا، فإن اولى الوسائل ان تقر المساعدات للبنان ويتم التعامل مع الرئيس مباشرة لكي يكون المعبر والمرجع في هذا الأمر، اما من خلال لجنة يشرف عليها وإما من خلال هيئة يتم تشكيلها للغرض. فكّروا في الأمر.