القاهرة - محمد الشاذلي

بدأ ممثلو النظام السوري والمعارضة الاستعداد لمفاوضات طويلة بعد انطلاق مؤتمر laquo;جنيف 2raquo; من دون وجود اتفاق حول وقف لإطلاق النار خلال العملية التفاوضية، في وقت أعلن laquo;الائتلاف الوطني السوريraquo; المعارض نيته توجيه طلب رسمي إلى الجامعة العربية لشغل مقعد سورية فيها.

وفيما جدد رئيس laquo;الائتلافraquo; أحمد الجربا رفضه مشاركة إيران في المؤتمر باعتبارها laquo;دولة محتلةraquo;، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استعداد بلاده لحضور المؤتمر laquo;من دون شروط مسبقةraquo; إذا تلقت الدعوة.

وأعلن laquo;الائتلافraquo; امس رفض مشاركة الرئيس بشار الأسد في laquo;هيئة الحكم الانتقاليraquo;. وأضاف في بيان: laquo;يؤكد الائتلاف التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكنهم القيام بأي دور في مستقبل سورية السياسيraquo;، بعدما قال إنه laquo;ينظر بكل إيجابيةraquo; إلى تحديد موعد المؤتمر الدولي الذي laquo;سيكون موضوعه الأساس تطبيق بنود بيان جنيف1 كاملة، بدءاً بالوصول إلى اتفاق حول تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، بما فيها الصلاحيات التنفيذية على الجيش والشرطة والأمن وأجهزة الاستخبارات في سوريةraquo;.

وقال الجربا بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مقر الجامعة في القاهرة، إنه بحث في أن تشغل مقعد سورية في الجامعة الحكومة الموقتة برئاسة أحمد طعمة، مشيراً إلى أنه سيتم إرسال خطاب رسمي من الحكومة الموقتة إلى الجامعة خلال أيام في هذا الشأن. وكانت الجامعة العربية علقت عضوية الحكومة السورية فيها في 2011. ومنحت المقعد في آذار (مارس) الماضي إلى laquo;الائتلافraquo; شرط تشكيل هيئة تنفيذية.

وعما إذا كان laquo;الائتلافraquo; حسم مشاركته في المؤتمر، قال الجربا: laquo;لم نقرر بصفة نهائية، ولدينا رؤية تقدمنا بها، وفي الوقت ذاته لدينا روحية حقيقية للذهاب إلى جنيف 2. ونعتقد أن النظام السوري هو من لا يريد الذهاب إلى المؤتمر ويرفضه لولا الضغط الروسيraquo;. وأضاف: laquo;إذا كانت المحادثات ستكون على أساس جنيف 1 فإنها ستكون أمراً مفيداً لنا كممثلين عن الثورة السورية والائتلافraquo;.

وجدد رفض مشاركة ايران في المؤتمر، قائلاً: laquo;إيران دولة محتلة لسورية وقتلت كثيراً من أبناء شعبنا السوري وطالبنا أن تسحب حرسها الثوري وأن تطلب من laquo;حزب اللهraquo; اللبناني الانسحاب من سورية لأنه أضر كثيراً. وأي تقدم في العملية السياسية لا بد أن يرافقه خروج تلك الميليشيات الأجنبية الإيرانية واللبنانية والعراقية المتطرفةraquo;. في المقابل، قال ظريف لقناة laquo;برس تي. في.raquo; الإيرانية: laquo;نرى أن مشاركة إيران في جنيف2 إسهام مهم في حل المشكلة. قلنا دائما إنه إذا دعيت إيران فسنشارك من دون أي شروط مسبقةraquo;.

وعن وقف إطلاق النار قبل الذهاب إلى جنيف، قال الجربا إنه إلى الآن لم يتم التوافق على هذا الكلام، مشيراً إلى أنه فهم من لقائه المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي في نيويورك أن هذا الطلب لم يكن موجوداً أبداً. وفي هذا المجال، قال قائد laquo;الجيش الحرraquo; اللواء سليم إدريس، إن مقاتليه لن يشاركوا في المؤتمر، واضاف لقناة laquo;الجزيرةraquo; القطرية: laquo;إن الظروف والأجواء ليست مهيئة حتى الآن لعقد مؤتمر جنيف في التوقيت الذي تم تحديده، لأسباب كثيرة، والإسراع في إعلان تاريخ عقد المؤتمر من دون أخذ الأسباب المؤدية لنجاحه ستؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة على جميع المستوياتraquo;.

وفيما قال الجربا إنه تم الاتفاق مع العربي على عقد اجتماع تشاوري للمعارضة في مقر الجامعة يدعو له laquo;الائتلافraquo; خلال شهر من الآن، أعلن المنسق العام لـ laquo;الهيئة الوطنية لقوى التغيير الديموقراطيraquo; حسن عبدالعظيم في مؤتمر صحافي في دمشق: laquo;الذي يريد أن يحضر (مؤتمر) جنيف من الائتلاف، (يعني) أنه يريد حلاً سياسياً، نحن مستعدون للتنسيق معه ووضع رؤية موحدة وآلية تفاوضraquo;.

وفي موازاة ذلك، واصل مسؤولون روس وأميركيون والإبراهيمي محادثاتهم امس مع الأطراف السورية لإزالة العقبات أمام عقد المؤتمر قبل عقد لقاء تشاوري ثلاثي في جنيف في 20 الشهر المقبل. وأوضحت مصادر مطلعة لـ laquo;الحياةraquo;، أن الإبراهيمي اجتمع امس مع رئيس laquo;المنبر الديموقراطيraquo; سمير عيطة، حيث ظهرت في اللقاء laquo;مخاوف من تطورات ميدانية تؤثر سلباً على المؤتمر من الآن إلى حين انعقادهraquo;. وعقد السفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد جلسة محادثات مع قادة laquo;المجلس الوطنيraquo; برئاسة جورج صبرا في إسطنبول لإقناعهم بضرورة المشاركة في المؤتمر، باعتبار أنها كانت لوحت بالانسحاب من laquo;الائتلافraquo; إذا قرر حضور laquo;جنيف 2raquo;.

إلى ذلك، أصدرت laquo;الجبهة الإسلاميةraquo;، التي تشكلت قبل أيام من أكبر ست تنظيمات مقاتلة، ميثاقها الذي نص على laquo;إسقاط النظام إسقاطاً كاملاً... وتفكيك وإنهاء سلطاته الشرعية والتنفيذية والقضائية، مع جيشه ومؤسساته الأمنية ومحاكمة من تورط منهم ومن أنصارهم في سفك الدماءraquo;، وصولا إلى اقامة laquo;دولة تكون فيها السيادة لشرع الله، مع رفض أي مشروع تقسيمي أو كيان دخيلraquo;.

ميدانياً، قُتل 15 شخصاً بتفجير سيارة قادها انتحاري في منطقة السومرية جنوب غربي دمشق، في وقت كثف الطيران الحربي غاراته لإعادة فتح الطريق الدولية بين دمشق وحمص في وسط البلاد. وسقط عدد من صواريخ أرض - أرض على الغوطة الشرقية في محاولة من قوات النظام لوقف هجوم شنه مقاتلو المعارضة قبل أيام.