صلاح منتصر

استكمالا لمناقشة قضية الطلبة المخربين في الجامعات الذين دخلوها ليتعلموا فاختاروا التخريب وإلقاء الأجهزة التي أعدت لتعليم الآلاف من النوافذrlm;,rlm;

وتحطيم المدرجات والمكاتب والإعتداء علي العمداء والأساتذة إلي آخر فصول العجائب اللاأخلاقية التي أصبحنا نشاهدها, يقترح القارئ عصمت الشيمي كشف هؤلاء المخربين عن طريق الكاميرات التي أصبحت سهلة الإنتشار, وجمعهم في معسكرات إصلاح وتهذيب.
ويقول أ.د. وائل لطفي إن القاعدة الشرعية تؤكد أن من أعطب شيئا أو أفسده وقضي علي منفعته عليه التعويض, ويقترح بدلا من تجنيد المخرب ـ فقد يكون من المعافين ـ إلزامه بالعمل العام الذي تحتاجه الدولة في هذا الوقت فإن لم يلتزم بعمله يعاقب بالسجن علي عدم تعويضه الأضرار التي أحدثها.
ويضيف المهندس استشاري مدحت عرفه إلي الطلبة, كل العناصر المخربة لوطنهم وتجنيدهم لخدمة الوطن بأي صورة من الصور التي تفيدهم أولا وتحمي الوطن من شرورهم.
ويحكي المهندس هشام فتحي عمار مدير صيانة الخطوط الرئيسية بشركة سوميد ما شاهده في ألمانيا خلال فترة تدريبه ويقول: عرفت أن الشاب عند وصوله إلي سن التجنيد وهو18 سنة يتم إجباره علي أداء الخدمة العسكرية بغض النظر عن مرحلته الدراسية, فإذا كان طالبا تؤجل دراسته حتي ينتهي من الخدمة العسكرية, ولا يستثني من الخدمة وحيد والديه وإنما يستثني فقط غير اللائق, لكن تفرض عليه القيام بخدمة من الخدمات العامة الكثيرة التي تفيد المجتمع, وبالتالي يظل الرباط تواصلا بين كل شاب وبين وطنه.
ولاشك أن هذه السياسة التي تتبعها ألمانيا هي التي صنعت الشعب الألماني ومكنته بعد الهزيمة الساحقة التي تعرض لها في الأربعينيات في الحرب العالمية الثانية, أن يعيد بناء الطوبة الأساسية التي تبني أي مجتمع, وأقصد بها البني آدم أو الإنسان.. هذه الطوبة التي إذا قويت وأحسن صنعها أمكنها أن تضمن قوة المجتمع وتحديه الأزمات, ولهذا تميز الألماني بجديته إلي درجة صعوبة أن تجده يضحك, وفي مباريات الكرة التي يكون أحد طرفيها فريق ألماني تراه متقدما بثلاثة أهداف ويلعب لآخر لحظة وكأنه مهزوم يريد تعويض خسارته.. فعلا التجنيد وشرف الخدمة العسكرية يصنعان الرجال!