عبدالله بن بجاد العتيبي

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة هذا اليوم بعيدها الوطني الثاني والأربعين، وهي تعيش واحدةً من أكثر لحظاتها التاريخية نجاحاً وإنجازاً وتميزاً.

تاريخياً، يمكن تقسيم تاريخ دولة الإمارات إلى ثلاث مراحل رئيسية:

الأولى: زمن الاستعمار وقد واجهته الإمارات على طريقتين: محاربة الاستعمار عبر الحروب والقوة كما فعلت القوات البحرية التي يسميها بعض المستشرقين بـquot;القراصنةquot; في بدايات الاستعمار، أو الاستفادة منه قدر المستطاع دون الخضوع لشروطه في نهاياته.

الثانية: زمن الاستقلال فقد كان لدى الدولة من الوعي والحكمة ألا تخضع للشعارات السائدة حينذاك عربياً (قومية أم بعثيةً أم يساريةً) بل أن تبدي سياسةً متفردةً وفق ظرفها الزمني ومعطياتها الداخلية وحاجاتها كدولة وكشعبٍ فحين كان الاستقلال داني القطاف سعت إلى بناء تفاهماتٍ مع الإنجليز للحرص على بناء دولةٍ جديدةٍ قادرةٍ على البقاء والاستمرار، وحرص الشيخ زايد على أن يخرج الإنجليز كأصدقاء لا كأعداء، وهو حرصٌ أثبت التاريخ صوابيته ونجاحه.

الثالثة: زمن النجاح والتميز، وهو الأهم بالنسبة لهذا المقال، لأن دولة الإمارات تحتفل بعيدها الثاني والأربعين وهي دولةٌ فتيةٌ تدير شؤونها الداخلية والخارجية باحترافية عاليةٍ تشهد بها الأرقام والإحصاءات والتقارير الدولية، وهي تقدم نموذجاً متقدماً في منطقة تطحنها الصراعات.

إنها دولةٌ تتعامل مع المشكلات المتفرقة وفق خططٍ ترسمها تتسم بالشمول والمرونة والتطوير المستمر، وتعتمد على أفضل الخبرات في كل مجالٍ وعلى صناعة كفاءات وطنية مبدعةٍ وترعى الموهوبين والمتميزين من أبنائها في كل المجالات.

ثمة تنافس داخل أجهزة دولة الإمارت على النجاح والإبداع في التنمية كما في التعليم، وفي الشؤون الدينية كما في الشؤون المدنية، وفي توفير فرص النجاح والرفاهية والسعادة لكل المواطنين، وهي تقدم في كل ذلك نماذج صغرى محكمة التخطيط والدراسة تصب في الرؤية الكبرى.

الجديد والجدير بالإشادة هو الدور السياسي الكبير الذي تلعبه في المنطقة والعالم، من جهة الرؤية ومن جهة التنفيذ، وهو دورٌ مستحقٌ يتسم بالفعالية والواقعية ويثبت تأثيره وقوته يوماً بعد يوم.

مشكلة دولة الإمارات أن ما يمكن أن يقال عنها أكثر مما يمكن أن تضمه مقالةٌ أو يحتويه تحليلٌ أو تسعفه رؤيةٌ، إنها نموذج نجاحٍ متعدد الأبعاد والمجالات والرؤى، وهو نموذجٌ لا يشبه غيره، بل هو نموذجٌ متفردٌ في كلياته الكبرى وفي تفاصيله الصغرى.

إن النموذج الجديد الذي تقدمه دولة الإمارات جدير بالدراسة والبحث والقراءة حول العالم، فهي ليست مثل نماذج سنغافورة وهونج كونج والنمور الآسيوية، بل هي أكثر تقدماً وتميزاً، فاهتماماتها السياسية والتنموية والثقافية تقفز عبر الزمن لتنافس الأفضل في العالم، ولقد أصبحت quot;أبو ظبيquot; وquot;دبيquot; محط أنظار العالم.

أخيراً، ليس من السهل اختصار الإنجازات في كلمات ولا الإبداعات في عبارات، فلكلٍ مجالٍ قولٌ ولكلٍ موقفٍ تعليقٌ ولكل رؤيةٍ تمييزٌ، ويكفي دولة الإمارت أنها تصعد وتتميز وتتفرد، وتتقدم بخطى ثابتةٍ نحو المستقبل.