فاتح عبدالسلام


هناك إشارات إسرائيلية ليست عابرة، إلى إن التقارب سيكون محتملا على نحو قوي بين اسرائيل ودول الخليج العربي لمواجهة إيران بعد خروجها من المأزق النووي قوية معافاة ومتحررة من العقوبات. في الجانب الآخر نقلت وكالات إيرانية عن رفسنجاني قوله، إن مشاكل المنطقة يمكن أن تصل الى محطتها الأخيرة، إذا قام تحالف محوري بين إيران والسعودية.
حسابات إسرائيل مختلفة عن حسابات إيران في هذا الطرح، ذلك أن تل أبيب لم يعد يهمها شيء من الجانب السوري لاسيما بعد لعبة نزع السلاح الكيمياوي وقيام القوة الجوية والصاروخية بتدمير أي هدف عسكري سوري في أي وقت من الحاجة إلى إعلان حرب مع ضمان عدم تدخل إيران وحزب الله أيضا. لكن الذي يهم تل أبيب هو التغيير الواضح في الأولويات الأمريكية في المنطقة وتخلي واشنطن عن الخيار العسكري في معالجة أزمات المنطقة من العراق الى سوريا فإيران وهذا يجعل إسرائيل هي الوحيدة التي ترفع صوت الخيار العسكري في مواجهة المشكلات. كما يقلق اسرائيل عدم وجود بعبع في المنطقة بعد خروج القوة السورية من المعادلة الإسترتيجية وبقاء بعبع صغير مستنفد الإستخدامات من قبلها هو حزب الله الذي قد لا تحركه مجدداً إيران المرتاحة من أمريكا والغرب بعد إتمام الإتفاق النووي النهائي.
غير إن حسابات إيران في التقارب مع السعودية فيما لو قام هذا المحور الإيراني السعودي تتركز فائدتها في تخفيف الشحن الطائفي الذي قلب موازين إيران ضدها في العراق وكذلك سوريا التي لاتزال الملف الأصعب وأن الحل فيه لا يمكن أن يتم من غير السعودية مهما حدث من تغيرات كما هو الحال مع الأهمية الإبرانية في قرارات المصير السوري.
الإثنان إيران وإسرائيل هما الطرفان القويان في معادلات الشرق الأوسط لكن اللعبة التكتيكية تتطلب من الأقوياء دائما كلٌ لوحده اللجوء الى تحالفات مع الضعفاء لترجيح كفة قوي على قوي آخر. ومن ثم يبقى الإختلاف واضحا بين سعري القوي والضعيف، وشتان مابين السعرين