عبدالعزيز الكندري

علاج أي مشكلة لا يمكن أن يتم من دون النظر في أصل وجذور وأسباب هذه المشكلة، ومن هذه المشاكل الشائكة والكبيرة والموجودة في العالم العربي والإسلامي هي laquo;الطائفية والمذهبية السياسيةraquo;، ودائما كانت تفشل المحاولات لإلغاء هذا النوع من الطائفية والسبب هو تمترس الطائفيين داخل بوتقة الطائفية للحفاظ على مصالحهم ومكتسباتهم السياسية والمالية، وهنا يلعب رجل وشيخ الدين رجل الطائفة المحافظ على مصالحها وأسوارها، والغريب أنك تجد حتى من العلمانيين الذين يتحدثون عن المواطنة والوطنية عندما يصلون إلى نقطة وموضوع الطائفية والمذهبية يكشر عن أنيابه الطائفية بكل قبح ويدافع عنها، وهم في الحقيقة يمثلون حراس وسدنة الطائفية.


واللاعب الأبرز في إشعال فتيل النار الطائفية هم السياسيون، حيث إن الطائفية أصبحت تكسبهم أصواتا أكثر، وتجعلهم في الصفوف الأمامية وفي وسائل الإعلام المختلفة، حتى أن السياسي أو رجل الدين غير الطائفي يتم سحقة واتهامه بعد الحرص على مصالح الطائفية إذا وقف أمامهم ضد الطائفية والمذهبية السياسية... والسياسيون لهم ألاعيب وطرق عديدة في اشعال الحروب الطائفية في المنطقة.
وأمر مؤسف أنك تجد المجموعات والجماعات الطائفية سواء كانت شيعية أو سنية ليس لديها مانع أن تقتل الصغير والكبير رجلاً كان أو امرأة على أساس طائفي وعرقي، ولعل دخول laquo;حزب اللهraquo; إلى الأراضي السورية والقتال بجانب نظام مجرم قتل شعبه على مدى سنين، وطرق التعذيب الفاشية التى يمارسها النظام السوري أبلغ دليل على إجرامه، ثم تجد زعيم حزب الله لا يتورع عن دعم فرعون سورية... وعلى أساس طائفي صرف، ومن أجل مصالح آنية ضيقة، تعد من أبلغ الصور الطائفية في العصر الحديث... ويجب أن نعي أن ليس كل الشيعة يمثلون حزب الله وليس كل السنة يميلون لتنظيم القاعدة.


الطائفية نار ستحرق الأخضر واليابس إن وجدت في مكان، وستجعله بلدا متخلفا متشابهاً للبلدان التى تحدث فيها انقلابات عسكرية، والطائفية سرطان يجب استئصاله، ولكن بداية يحتاج إلى تشخيص دقيق وبحث أسباب انتشاره، وأمر مؤسف أن الحكومات العربية تذكي الطائفية من أجل مصالحها ومن باب فرق تسد، حتى أن المناصب الكبيرة تعطى على أساس طائفي أو على حسب القرب والولاء وليس الكفاءة.
أعتقد بأن مرض الطائفية يجب التصدي له بكل حزم عن طريق نشر ثقافة التسامح، بداية من البيت، والأبوان عليهما المسؤولية الكبيرة في ذلك، والمدرسة والكتاب وقادة الرأي وأعضاء مجلس الأمة وخطباء المساجد كل هؤلاء عليهم مسؤولية كبيرة، ما أجمل أن نعيش بتسامح في ما بيننا وأن نصنعه ونعلمه أبناءنا ومن حولنا بدلا من أن نشحنهم صباح مساء بما لا يعود عليهم وعلى أوطانهم بالخير...
ولعل الاتفاق الدولي بين ايران والمجتمع الدولي حول الملف النووي الإيراني سيسهم في حل المشاكل الطائفية ويبعد شبع الحرب عن المنطقة خصوصا وأن هناك بؤراً كثيرة مشتعلة في العالم العربي في سورية واليمن والعراق ووو، ولكن يجب أن تكون هناك نوايا حقيقية وصادقة قبل ذلك، بحيث ترفع ايران يدها عن دعم السياسيين والمتشددين في العراق، إضافة إلى النظام السوري الدموي المجرم.
إلغاء الطائفية والمذهبية السياسية سيسهم في عودة الأمن والأمان للأوطان، وسيجعلها في المسار الصحيح، وسيسهم في افراغ طاقات الشباب في المكان السليم.