مبارك محمد الهاجري

عندما قام مجلس التعاون الخليجي قبل ثلاثة عقود، كان هدفه جمع الكلمة ووحدة الصف في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة آنذاك، إلا أن هذا التماسك لم يصمد في وجه القضايا الشائكة والمزمنة، كان هذا في السابق، فما بالك باليوم، حيث الوضع أشد خطورة، فمجلس التعاون الخليجي أمام تحد صعب جدا وملفات ساخنة فرضتها السياسة الأميركية المتلونة في المنطقة تحتم على دول المنظومة مواجهتها، أضف إلى ذلك ملف العلاقات الإيرانية-الخليجية المتذبذبة والتي تسببت في وجود شرخ كبير في جدار مجلس التعاون ما بعث برسالة خاطئة إلى نظام الملالي للتوغل والتدخل في الشأن الخليجي وفرض أجندته ووصايته على دول الخليج عبر سياسة فرق تسد ومحاولاته حشر المملكة العربية السعودية في الزاوية، محاولات لم يكتب لها النجاح وكشفت معها عن سياسة غبية ينتهجها نظام الملالي، يقوده في ذلك حنينه إلى الأمجاد الساسانية البائدة، فهيهات هيهات أن ينال مبتغاه، في ظل السياسة الأميركية الغامضة والمتقلبة، وله في مصير الإمبراطورية الشاهنشاهية خير عبرة وعظة، وهي التي كانت في يوم ما عصا أميركا، أو شرطي الخليج إن صح التعبير، فكانت عاقبته ما رأيتم وسمعتم، سقوط العرش،والتشريد في أصقاع الأرض!
* * *
كثيرا ما يتساءل المرء عن انعدام الثقل الخليجي في عواصم القرار كواشنطن ولندن وباريس وموسكو وبكين، فاللوبي الخليجي أمر مطلوب وشديد الأهمية، وعلى الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن تضعه في أعلى سلم الأولويات خدمة لمصالح دول وشعوب المنظومة التي تواجه أخطارا محدقة من كل جانب!