علي سعد الموسى


لأسباب كثيرة سنكسب هذه (المواجهة) في العنوان بعاليه: أولها أن نظرية السياسة تعتمد على مثلث (العمق والمال وشبكة التحالف السياسية).. ولا يخيفني في المطلق، أن تبدأ مراكز القوى العالمية تربيط مصالحها المباشرة مع إيران، لأن هذا بالعكس سيدفع السعودية حين تجد نفسها - وحدها - بأن تكون لاعبا رئيسا مستقلا لا تابعا في رسم سياساتها الإقليمية والدولية. قد تكسب إيران جولة الأشهر القليلة، ولكنها على المدى الطويل.. في مواجهتنا وحدنا.. حتما ستخسر بسبب مثلث (العمق والمال والتحالفات السياسية).
في العمق الإقليمي، وأعني به القدرة على النفوذ والانتشار الشعبوي، تستطيع إيران زرع نمورها على الخريطة، مثل حزب الله أو الفكرة الحوثية لكن هذه (النمور) ستظل نشازا منبوذا في محيط سني هائل من خريطة واسعة.
وخذ من المثال، أن رهان إيران على (الهلال الشيعي)، في الخاصرة السنية الخالصة وإن بدأ اليوم في أوج قوته وانتشاره، إلا أن نظرية السياسة تبرهن أنه (ساقط) لا محالة وهنا يبدو الفارق بين النظرة (للأشهر) في عالم السياسة وبين المستقبل الواسع في ذات العالم.
في عالم المال والاقتصاد تنبئ نظرية السياسة أنه لا مجال للمقارنة وهنا الرهان على النظرة الطويلة للتنبوء بمن يكسب. وهنا شكرا للنبرة الطويلة لأحمدي نجاد لأنه جعل من إيران (نسبة منتصفة) إلى 50 ٪ من التضخم والبطالة وانهيار الاقتصاد الإيراني في ذات الفترة نفسها التي دخلت فيها السعودية إلى عالم العشرين مثلما هي نفس الفترة التي بنينا فيها من الاحتياط النقدي ما يفوق دخلنا القومي السنوي بالضعف، لم يسئ لإيران أحد بمثل ما أساءت به فترة نجاد، وأمامنا رهان طويل لنبرهن صحة هذه المقولة.
في التحالفات السياسية محور أخير من أضلاع المثلث علينا أن نتناسى فترة (باراك أوباما) لأنه ثبت بالبرهان أنه لا يستطيع تمرير قرار سياسي صائب، وخذوا من الأمثلة خطابه بجامعة القاهرة ثم كيف لم يستطع تمرير جملة واحدة من خطابه إلى ورقة عمل. على العكس: هو أهدانا فرصة تاريخية لنجرب أنفسنا، كيف نكون لاعبا رئيسا مستقلا نعتمد على إمكاناتنا الهائلة وعلى عمقنا الشعبي وعلى قدرتنا على تكوين تحالفات جديرة.
نحن بهدايا (أوباما وأحمدي نجاد) لاعب المرحلة القادمة.