مسفر النعيس

ملفات متعددة وقضايا مهمة وتحديات إقليمية وشعبية تواجه قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذي سيجتمعون غداً الثلاثاء، حيث ستفتتح أعمال الدورة الرابعة والثلاثين لأصحاب الجلالة والسمو برئاسة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
قمة تلتئم في ظل ظروف حساسة ومرحلة دقيقة وتواجه تحديات كبيرة، لعل أهمها الاتفاق بين ايران والدول العظمى بشأن المفاعل النووي الإيراني، وملف الصراع السوري والدعم الإيراني لنظام الأسد، والدعم الخليجي المستمر لجمهورية مصر التي اصبحت تعيش في حالة عدم استقرار سياسي، كما أن هناك مطالب شعبية تتمثل في تعزيز مظاهر الوحدة الخليجية في جميع المجالات سواء السياسية والاقتصادية أو الأمنية أو التربوية وغيرها.
اعتقد أن التوصيات والدراسات حول مشروع الانتقال من مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد، لابد أن تنفذ على وجه السرعة، فالأخطار أصبحت في تزايد مستمر، اخطار اقليمية وأخرى داخلية، أما الإقليمية فأعني بها وقوع دول الخليج في منطقة صراع في العراق الذي يعيش صراعاً طائفياً ولايعرف الاستقرار وسورية التي تشهد قتالاً يومياً ودعماً كبيراً لنظام بشار الأسد من قبل إيران والتي يشكل ملفها النووي هاجساً كبيراً خصوصا بعد أن توصلت لاتفاق بينها وبين الدول العظمى، فمهما كانت التطمينات الأميركية بالحفاظ على أمن الخليج ومهما ابدى الجانب الإيراني بعضاً من التعاون ومحاولات تحسين العلاقات إلا انه يمثل ملفاً مزعجاً من عدة نواح.
فإن ارادت دول الخليج العربي تبديد مخاوفها من المفاعل النووي الإيراني فلابد لها من تقارب اقليمي مع دول المنطقة بما فيها الجارة ايران ولكن لابد أن تكن حذرة في التمادي في هذا التقارب ولابد لها من اتحاد حقيقي وتشكيل قوة أمنية واقتصادية وسياسية ولن يتم ذلك سوى بالتسامي على الخلافات مهما كانت صغيرة.


كما أن هناك اخطاراً محلية تتمثل في احتمال تفاقم معدلات البطالة في دول الخليج وتجاوز نسبة 20 في المئة من إجمالي العاملين في دول المجلس بسبب الاعتماد على العمالة الأجنبية في الكثير من الشركات التجارية والمؤسسات الحكومية وذلك لقلة رواتبها، وقد حذر من ذلك صندوق النقد الدولي أخيراً، كما أن هناك مشكلة في التحويلات المالية من قبل الوافدين الذين لايجدون فرصاً تجارية في دول المجلس بسبب القوانين الجامدة ماجعل حجم تدفقات تحويلات العمالة الأجنبية سنوياً من الدول الخليجية بـ120 مليار دولار، كما أن هناك تحديات اقتصادية ونفطية بعد الاكتشافات العالمية للنفط والاتفاق الإيراني مع الدول العظمى.
أرى أنها قمة تحد وتعقد في ظروف صعبة ولكنها ستكون قمة قرارات وإنجازات ولابد أن تكون كذلك، فالمصير مشترك والأخطار ازداد حجمها، فلابد من توافق بين دول مجلس التعاون وتحول حقيقي نحو الاتحاد مهما كلف ذلك ولابد من الجلوس على طاولة الحوار السياسي مع الجارة ايران وتوقيع اتفاقيات أمنية وتعهدات دولية تبدد المخاوف المستمرة وتنهي مرحلة القلق وعدم الثقة.
*
27 عاما قضاها في السجن خرج بعدها ليصبح رئيساً منتخبا لجنوب أفريقيا، انه نيلسون مانديلا السياسي المناهض لنظام الفصل العنصري والذي تصدى للعنصرية والفقر وعدم المساواة وعزز المصالحة العرقية، توفي مانديلا، ليترك لنا تاريخيا طويلاً في النضال والصبر من أجل الحرية، فمن اقواله تبدو الحكمة والإصرار والتحدي.


- الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حرّاً أو لا يكون حرّاً.
- العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر، ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها.
- الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم، والشجاع لا يذوق الموت إلا مرة واحدة.