سامي الفليح


كتاجر مفلس عادت فضائية quot;الجزيرةquot; للتفتيش في دفاترها الفلسطينية القديمة بعد أن أطاحت الموجة الارتدادية لـquot;الربيع العربيquot; بجمهورها ومصداقيتها، وقبل ذلك زبائنها وحلفائها السياسيين الذين أسهمت في وصولهم لمواقع عليا في بلدان أهمها مصر، فنفخت نفخ المستميت لصقل وتلميع صورتها التي تضررت كثيرا، وهكذا عادت لاستراتيجيتها القديمة للتنقيب في quot;الملف الفلسطينيquot; التاريخي عاملة على استكناه أسباب موت الرمز الكبير ياسر عرفات، مستفيدة من تقنيات وخطوات تحقيق استقصائي تلفزيوني أجري 2007 بعنوان quot;من قتل الكسندر ليتفيننينكوquot;؟ حول اغتيال عميل لجهاز الاستخبارات الروسي انشق ولجأ إلى لندن بمادة البولونيوم المشعة، وهي النتيجة ذاتها التي توصل لها تحقيق quot;الجزيرةquot; حول مقتل ياسر عرفات، وتحاول جاهدة وبهمة توسيع صداه عبر التفاعل مع كل ما يصدر من تقارير أو بيانات دولية ومحلية مهتمة بالحدث. تحاول quot;الجزيرةquot; التذكير بأنها ما زالت فاعلة وتحظى بالمتابعة، وأنها وريثة عرفات دما وروحا وقضية، وهي التي حاربته وتبنت وجهات نظر خصومه وشحنتهم ضده ووفرت لهم المنابرالفضائية لالتقاط هفواته وشحن الناس عليه.


quot;الجزيرةquot; التي أسهمت باغتيال عرفات وطنيا وإنسانيا ونضاليا إذا كانت إسرائيل قد اغتالته جسديا؛ لا يختلف دورها عمن دس السم له وحاصره في quot;رام اللهquot;، طبعا هناك من سيقول وما علاقة ذلك بالمهنية؟ والجواب ومتى تخلت quot;الجزيرةquot; عن أدوارها خارج المهنية؟ التوظيف السياسي والشحن وتبني برامج سياسية لعدة أطراف كانت دوما أمورا خارج المهنية، إن القراءة التحليلية لبث تقريرها حول وفاة عرفات في هذا الوقت يثبت أن quot;الجزيرةquot; كأفكار وتناولات عادت لمرحلة ما قبل الحادي عشر من سبتمبر 2001، حيث الشأن الفلسطيني ولا غيره.
شاخت القناة وترهلت بأفكار ورؤى وخطط quot;عزمي بشارةquot; ففقدت كل شيء تقريبا، ولم يبق منها سوى وثائقي استقصائي عله يكون quot;قبلة الحياةquot; لمناضل تاريخي حاربته طويلا ووفرت كل الوسائل لتشويهه والكذب عليه حيا وميتا!