وليد إبراهيم الأحمد

قلب التقارب الايراني مع الشيطان الاكبر الطاولة على جدول اعمال مؤتمر القمة الخليجية الـ (34) المنعقدة في البلاد من (10-11) ديسمبر الجاري فبات على قادة التعاون التكيف مع الوضع الجديد قبل اصدار بيانات الشجب والتنديد!
فبعد ان كان هاجس دولنا استنكار الاحتلال الايراني للجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وابي موسى اصبح هاجسها كيف تتصرف مع هذا الانقلاب الاميركي الذي لا يعادله في الحجم سوى انقلاب السيسي على مرسي!
هذا التغير الاستراتيجي السياسي السريع في المنطقة جعل فكرة الاتحاد الخليجي تطرح نفسها بنفس السرعة لعل القادة يخرجون على اقل تقدير بـ (ورقة عمل) مشتركة ترد على هذا التقارب المفاجئ لكن حتى هذه الفكرة وجدت من يعترض عليها ويوقف رد الاعتبار!
دخول المغرب والاردن لمجلس التعاون بعد ان كان مطروحا بالامس بقوة اصبح اليوم هامشيا (لا يودي ولا يجيب) لا سيما في ظل التغير السريع للأحداث الاقليمية وتغير المصالح وتبدل المواقف خصوصاً في الشأن السوري بعد ان كان موقف المجلس قويا يعمل للإطاحة بنظام الاسد اصبح رخوا ناعما يبحث اولا عن اسم الحاكم القادم!
وهو ما قوّى من شوكة طهران ومعها حزب الله وسط استمرار اسطوانة ايران النووية حول سلمية مفاعلها الضخم وقول الرئيس حسن روحاني قبل يومين من ان بلاده لن تتنازل عن حقوقها النووية بما في ذلك حقها في تخصيب اليورانيوم (السلمي طبعا)!!
لم تشكل البيانات الختامية وتوصيات القمم الخليجية المتتابعة يوما اي عقبة على تحركات طهران وخطاباتها السياسية المتشنجة تجاه دولنا بعد ان لامست الاخيرة خطى السلحفاة التي تخطوها دول المجلس نحو الوحدة المتكاملة والاختلافات الواضحة في وجهات النظر الأمر الذي أدى الى ضعف فاعلية البيانات نظرا لاعتمادها على الكلمات المنمقة والامنيات!
السوق الاقتصادية المشتركة تم تأجيلها... العملة النقدية الموحدة تم تأجيلها... توحيد وثائق السفر تم تأجيلها... النقاط الحدودية ومشاكلها تم تأجيلها... ربط شبكات الماء والكهرباء والسكك الحديد في علم الغيب!
على الطاير
- دول مجلس التعاون الخليجي في حاجة ماسة اليوم لملمة خلافاتها الداخلية اولا وايجابية التغير السريع مع الواقع السياسي (المر) قبل ان تطرح علينا واشنطن فكرة انضمام طهران للمنظومة الخليجية بعد الغاء كلمة (العربي) والاكتفاء بدول (الخليج) ومع المدة تضاف (الفارسي)!! ومن اجل تصحيح هذه الاوضاع باذن الله نلقاكم!