خلف الدواي


لانزال نبحث علاقاتنا الثنائية.. فكيف بالوحدة؟!

لأكثر من ثلاثة عقود مضت على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمواطن الخليجي يسعى حالما الى وحدة خليجية دوافعه لها الوحدة الاجتماعية بين شعوب الدول الست.. وعينه على التجربة الاوروبية التي جعلت من دول الاتحاد الاوروبي جميعا أرضا واحدة لمواطنيها يتعاملون بعملة نقدية واحدة.. وقوانين اقتصادية واحدة بل وقوة عسكرية واحدة بقرار موحد.
في كل مرة تطرح الاوساط الشعبية نفس التساؤلات عن اسباب عدم الاندماج في وحدة خليحية مقارنة بما وصل اليه الاوروبيون على طريق الوحدة.. انتقادات.. ومطالبات.. وينسى المواطن الخليجي اهم ادوات تحقيق الحلم الذي يسعى للوصول اليه على ظهر سلحفاة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويطمح للحاق بالجواد الاوروبي الجامح!.


وسط كل تلك التساؤلات وفيما هو غضبان من الموقف العماني المعلن اخيرا بأن السلطنة سوف تنسحب (بكل بساطة) من المجلس في حال تم اقرار الوحدة الخليجية، لم يكلف المواطن الخليجي نفسه التوقف عند اخبار الزيارات التي يقوم بها مسؤولو دول المجلس بينهم وما يرد عنها في البيانات الرسمية ومثيلاتها من الزيارات بين المسؤولين الاوروبيين ليعرف ان مشروع الوحدة الخليجية لايزال بعيد المنال ويفتقر لكثير من المقومات.
ففي الوقت الذي بدأت تكال فيها التهم لسلطنة عمان بأنها ترفض الوحدة حتى لا تنساق وراء سياسات تتقاطع مع مصالحها وعلاقاتها مع ايران ننسى ان كل زيارة لمسؤول خليجي الى دولة خليجية اخرى يتم الاعلان انها ناقشت سبل تطوير العلاقات بين البلدين!.. سنين طويلة ومسؤولي دولنا يناقشون تطوير العلاقات الثنائية حتى في ظل ادق الاحداث التي تحيط بالمنطقة... ونبحث عن وحدة لست دول؟!!.
فوصف الزيارات البينية بانها تهدف الى تطوير العلاقات الثنائية بين دولتين لا يخرج عن امرين.. فهو اما يعني ان العلاقات البينية لم تصل بعد الى الحد المريح.. او ان تكون تلك البيانات غير صحيحة في مضمونها ما يعني تغييب الشعوب عما يدور حولها.


اما في الحالة الاوروبية فلم نسمع في يوم ان مسؤولا اوروبيا زار دولة اوروبية بحث فيها تطوير العلاقات الثنائية.. فكل زيارة يتم الاعلان عن اهدافها وماذا تمت مناقشته فيها، هذا عوضا عن ان المسؤول الاوروبي يصل الى البلد الآخر وبيده حقيبة سامسونايت ومرافق او اثنين ولا تصاحبه برامج غنائية تردد laquo;انا الاوروبي واوروبا كلها طريجيraquo;!.. بل ان ما يتم مناقشته يعلن بكل شفافية.
اخيرا تبقى الجرأة في اتخاذ القرار المصيري وهذه كفيل بالبرهنة على غيابها المسمى الرسمي للمجلس الخليجي laquo;مجلس التعاون لدول الخليج العربيةraquo; وما ينطوي عليه من هروب الخائف من ان نجزم بتسمية الخليج بأنه عربي والاكتفاء بإضفاء laquo;العربيةraquo; على الدول فقط فيما ان الخليج وما اذا كان عربيا أم فارسيا أمر لا تود دولنا التطرق اليه.. فهل يمكن ان نصل الى جرأة في قرار الوحدة ولم نجرؤ بعد على فرض تسمية الخليج؟