راجح الخوري

بدا الموقف العُماني الذي اعلنه وزير الخارجية يوسف بن علوي في البحرين الاحد الماضي اشبه بقنبلة دُسَّت تحت قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت امس الثلثاء في الكويت، ذلك ان الاعلان عن معارضة الانتقال من quot;مرتبةquot; التعاون الى quot;مرتبةquot; الاتحاد بين دول المجلس كان يمكن ان يبحث في الكواليس الديبلوماسية الداخلية، اما ان يعلن كنوع من التحدي وان يقترن بتهديد صريح بالانسحاب من المجلس، فقد كان لهذا أثر سلبي على اعمال القمة، التي يسهر مضيفها الشيخ صباح الاحمد على انجاحها عبر جهود حثيثة يبذلها منذ اسابيع، وهي التي حملته الى ترتيب القمة الثلاثية في الرياض مع خادم الحرمين الشريفين وامير قطر الشيخ تميم.

صحيح ان الامير تركي الفيصل رد على تصريح بن علوي بالقول ان quot;من حق عُمان التعبير عن رأيها لكنني اعتقد ان ذلك لن يمنع قيام الاتحادquot;، معتبراً ان قيامه حتمي وفي وسع عُمان الالتحاق به الآن او لاحقاً، لكن ذلك لم يقفل الابواب على عواصف من القلق المستشري، وخصوصاً في ظل ما ينظر اليه البعض من المسؤولين في الخليج، على انه محاولات ايرانية مستعجلة لوراثة النفوذ الاميركي في الاقليم!
فقد كان من المثير ان تسري في كواليس quot;منتدى البحرينquot; همهمات تقول ان ايران تسعى بالتعاون مع عُمان الى تفكيك مجلس التعاون الخليجي الذي انشئ عام 1981، على فرضية ان التفاهم بين مسقط وطهران يضع مضيق هرمز في يد البلدين، ويأتي ذلك بعدما تبيّن ان عُمان لعبت دوراً عميقاً في ترتيب المفاوضات السرية بين ايران واميركا التي بدأت قبل اكثر من عامين، ولم تكلف نفسها عناء او أدبيات ابلاغ اشقائها الخليجيين بالأمر!
وفي هذا السياق قال لي مسؤول خليجي كبير بلهجة لا تخلو من العتب: معروف ان عُمان حفظت دائماً هامشاً خاصاً من العلاقة مع ايران وهذا أمر خاص لا اعتراض عليه، لكن ألم يكن مطلوباً منها مثلاً ان تلعب دوراً في تبريد العلاقات الايرانية - الخليجية يوازي على الاقل دورها في رعاية التفاهم الاميركي - الايراني؟
وسط هذا الجو جاء كلام سيد حسن موسافيان المقرب من الرئيس حسن روحاني ليرش الملح على الجرح، عندما وصف مجلس التعاون بأنه quot;تنظيم فاشلquot;، داعياً الى تشكيل اطار للتعاون الاقليمي يضم ايران والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يعكس علناً المطامع الاقليمية الايرانية المزمنة. ومعلوم ان طهران سبق لها ان اقترحت قيام هذا الاطار الاقليمي في عام ١٩٩٠، لكن دول الخليج التي تشكو من التدخلات السافرة في شؤونها ترفض تشريع عبث الدب الفارسي في كرومها!